مقتطفات من”يوميات” الأخت فوستين
“أرغب يا ابنتي الحبيبة أن تمارسي الفضائل الثلاث الأحبّ إلى قلبي والأكثر إرضاءً لله:
الأولى هي التواضع ثم التواضع ثم التواضع أيضًا.
الثانية هي الطهارة.
والثالثة هي حب الله.
عليك أن تشعّي بهذه الفضائل بصفتك ابنتي.” (العذراء مريم)
قولي للخطأة: “لا يستطيع أحد أن يفلت من قبضتي. إذا هربوا من قلبي الرحوم فسيقعون في يديّ العادلتين. قولي لهم إنّني دائمًا بانتظارهم، وإنّني أصغي بانتباه إلى نبضات قلبهم… متى ستنبض لي؟ أكتبي إنّني أتحدّث إليهم من خلال وخز ضميرهم من خلال سقطاتهم وآلامهم، من خلال العواصف، ومن خلال صوت الكنيسة، إذا ما بذّروا نعمي سأغضب عليهم وأتركهم وحدهم فينالون ما أرادوه”. (سيدنا يسوع المسيح)
قال لي يسوع: “اتّحدي بي يا ابنتي، في القداس، وقدّمي دمي وجراحاتي لأبي تكفيرًا عن خطايا تلك المدينة (ربما فارسو) ردّدي ذلك دون انقطاع طيلة الذبيحة المقدّسة ولمدّة سبعة أيّام”. وفي اليوم السابع رأيت يسوع في غيمة شفّافة وطلبت إليه أن يرأف بتلك المدينة وبالبلاد كلها (بلاد القديسة فوستين) فقال يسوع: “لأجلك أبارك البلاد كلّها”، ورسم إشارة صليب كبيرة فوق البلاد فامتلأت نفسي بالسعادة لما رأيت عطف الله”.
“عندما تخرج النفس من المحن، يزداد تواضعها عمقًا وطهارة نفسها، عظمة… تزداد معرفتها، دونما حاجة إلى تفكير، كما من قبل، فيما يجب أن تعمل في وقت معيّن وما يجب أن تتحاشاه، تشعر أمينةً، بلمسات النعمة. فتزداد بهجتها”.
“أرتجف خوفًا عندما أفكّر إنّني سأؤّدي حسابًا عن لساني. فالّلسان يعطي الحياة ولكنه يتسبّب بالموت أيضًا. نقتل بلساننا أحيانًا، نرتكب جريمة حقيقية ولا نزال نعتبر ذلك شيئًا لا أهميّة له”… (الأخت فوستين)
“يا يسوع فلْيسرِ دمك الصحيّ والنقي في جسمي المريض، وليقوّ جسدك النقي والصحيّ جسدي الضعيف، ولتَفضْ فيَّ العافية والحياة الناشطة”. (صلاة الاخت فوستين ويمكن تلاوتها بعد المناولة)
“أدركَتْ نفسي اليوم، وقد خيَّمت عليّ عظمة الله، أنّه رغم عظمته يسرّ بالنفوس المتواضعة. يزداد حنان الله لنا بقدر ما نزداد تواضعًا. وإذ يتحّد بالنفس المتواضعة إتحادًا وثيقًا يرفعها إلى عرشه بالذات. هنيئًا للنفس التي يحميها الله ذاته.
توصّلت أن أدرك أنّ للحبّ وحده قيمة. الحبّ هو عظمة، لا شيء، ولا أيّ إنجازات توازي عمل حبّ واحد نقيّ لله”.
“إذا كانت نفس ما محبّة الله بصدق ومتّحدة به اتحادًا وديًّا، فلا شيء يستطيع أن يعكّر حياتها الداخليّة ولو عاشت وسط ظروف خارجيّة صعبة. وتستطيع أن تبقى نقيّة، وبدون عيب في وسط الفساد لاّن حبّها الكبير لله يقوّيها في الجهاد. إنّ الله يحمي بشكل خاص وعلى نحو عجائبي، النفس التي تحبّه بصدق.”
“إنّ الأزهار التي أنشرها على أقدام الله في شهر أيّار هي ممارسة الصمت”.
ليس النعم ولا الوحي ولا النشوة ولا الهبات المعطية، تكمّل النفس بل إتّحادها الوديّ بالله. تلك الهبات ليست سوى زينة للنفس. ولكن لا تكوّن جوهرها وكمالها. إنّ قداستي وكمالي هما في إتحاد إرادتي بإرادة الله اتحادًا وثيقًا، لا يقهر الله أبدًا إرادتنا الحرّة، يعود لنا وحدنا قبول النعمة أو رفضها. وبنا أيضًا يتعلّق التجاوب معها أو إضاعتها. (الأخت فوستين)
“يا إبنتي، لا تخافي شيئًا أنا دائمًا معك ولو بدا لك عكس ذلك أحيانًا إنّ تواضعك ينـزلني من عرش العلي لأتّحد بك إتحادًا وثيقًا”. (سيدنا يسوع المسيح)
“ليلة أمس هبّت عاصفة مريعة. أحنيت وجهي إلى الأرض وبدأت بتلاوة طلبة جميع القدّيسين. عند نهاية الطلبة، اعتراني صداع ثقيل وكدت لا أستطيع إنهاء الصلاة. نهضت حينئذٍٍٍٍٍِ وقلت للرب: “يا يسوع هدّىء العاصفة لانّ
إبنتك لا تستطيع متابعة الصلاة وقد ثقل عليّ النعاس”. وللحال هدأت العاصفة تمامًا…
“ألحّ عليّ مار يوسف أن أخصّه بإكرام متواصل. قال لي هو بذاته أن أتلو كلّ يوم ثلاث صلوات: “الأبانا، والسلام، والمجد” مرفقة بصلاة “تذكر”… نظر إليّ برأفة فائقة وأفهمني كم يشجع عمل الرحمة هذا. ووعدني بمساعدة وحماية خاصة. تلَوْت يوميًّا ما طلب إليّ من صلوات وشعرت بحمايته الخاصة. (الأخت فوستين)
“يا يسوع صديق القلب المنزوّي، أنت سمائي، أنت سلامي، أنت خلاصي، أنت هدوئي في وقت الجهاد وفي بحر الشكوك. أنت النور الساطع الذي ينير طريقي. أنت كلّ شيء للنفس المنزوّية أنت تدرك النفس حتى في سلوكها. أنت تعلم ضعفنا، وكطبيب ماهر وأخصائيّ، تشجّع النفوس وتشفي وتزيل عنا الآلام”. (صلاة الاخت فوستين)
“دونّي يا ابنتي أنّ نظري هو مُسمَّر عليه (على معرّف الأخت فوستين) ليلاً نهارًا، وإنّني أسمح بالصعوبات لأضاعف مكافأته. لن أكافئه على النتائج الحسنة بل على الصبر والشدة التي تحمّلها من أجلي”. (سيدنا يسوع المسيح)
“كلّ صباح وقت التأمل، أستعدّ لعراك النهار، يؤكّد لي تناول القربان إنّني سأنتصر وهذا ما يحصل، أخاف من النهار حين لا أتناول القربان المقدس، يعطيني هذا الخبز المقدرة والقوّة لتتميم رسالتي والشجاعة لكلّ ما يطلبه يسوع مني، فتلك المقدرة والشجاعة هي فيّ ولكن ليست مني، هي منه هو الذي يعيش فيّ، في سرّ الافخارستيّا”.
“إنّ الله لا يعطي ذاته إلى نفس ثرثارة، إنّ النفس الثرثارة هي فارغة في داخلها”. (الأخت فوستين)
“سبّحي الله يا نفسي من أجل كلّ شيء ومجدّي رحمته لأنّ صلاحه لا نهاية له. كلّ شيء يمضي، ما عدا رحمته فلا حدود لها ولا نهاية. وبينما للشرّ قياس فلا قياس للرحمة. يا إلهي، إنيّ أرى لجةّ رحمتك حتى في القصاص الذي ترسله على الأرض، لأنّك بعقابك هذا، تحرّرنا من العقاب الأبديّ. إبتهجي، أيّتها الخلائق كلها لأنّك أقرب إلى الله في رحمته اللامتناهية من طفل إلى قلب أمه. يا إلهي، أنت الرأفة بالذات لكبار الخطأة الذين يتوبون.كلّما تمادى الخاطىء في خطيئته كلّما ازداد حقه بالرحمة الإلهيّة”. (صلاة الأخت فوستين)
“ذات مرة بينما كان معرّفي (الاب سوبوكو) يحتفل بالذبيحة الإلهيّة وعند بدء التقدمة، رأيت كالمعتاد الطفل يسوع على المذبح وقبل رفع القربان اختفى الكاهن عن نظري وبقي يسوع وحده ولمّا اقترب وقت رفع القربان، أخذ يسوع البرشانة والكأس بيدَيه الصغيرتَين ورفعهما معًا ناظرًا إلى السماء، بعد حين رأيت مجددًا معرّفي.
سألت الطفل يسوع أين كان الكاهن وقت احتجب عن نظري، أجاب يسوع: “في قلبي”…
“جاء إليّ الرب اليوم وقال لي: “ساعديني يا ابنتي على خلاص النفوس. ستذهبين إلى قرب أحد المنازعين وستثابرين على تلاوة المسبحة، فتنالين له الثقة برحمتي هو الآن على حافة اليأس. رأيت نفسي فجأة في فندق غريب حيث كان ينازع رجل في غمرة آلام مرهقة. تجمّع حول سريره مع أفراد عائلته، جماعة من الشياطين.
ولمّا بدأت بتلاوة المسبحة هربت أرواح الظلمة موجّهة إليّ الصفير والتهديدات. اطمأنّ الرجل ورقد بالرب باطمئنان. في الوقت ذاته وجدت نفسي بغرفتي… كيف حدث ذلك… لا ادري”. (bilocation)
“أيقظتني اليوم عاصفة قويّة. كانت الرياح صاخبة والمطر يهبط سيولاً والصواعق تدوّي باستمرار. بدأت أصلّي كي لا تحمل العاصفة أي أذى فسمعت هذه الكلمات:
“صلّي المسبحة التي علّمتك إيّاها فتتوقف العاصفة”. بدأت فورًا بتلاوة المسبحة وما إن انتهيت حتى هدأت العاصفة وسمعت هذه الكلمات: “تنالين كلّ شيء من خلال المسبحة. إذا كان ما تتطلبين يتلاءم مع إرادتي”. (الأخت فوستين)
“بينما كنت أصلي من أجل بولونيا سمعت هذه الكلمات: “أكنّ محبّة خاصة لبولونيا. إذا كانت مطيعة لإرادتي فسأرفعها بالمقدرة والقداسة. ستنطلق من إرادتها الشرارة التي ستحضرّ العالم لمجيئي الأخير”. (سيدنا يسوع المسيح)
9 تموز 1937. “زارتني هذا المساء راهبة متوفّية وطلبت إليّ أن أصوم يومًا واحدًا، وأن أقدّم تماريني الروحيّة في ذاك اليوم من أجلها.
فأجبتها إنني سأتتم طلبها. منذ الصباح التالي قدّمت كلّ شيء على نيّتها. وقت القداس اختبرت قليلاً شيئًا من عذاباتها. وشعرت بشيء من عذاباتها وبجوع شديد إلى الله حتى بدا لي إنني أموت توقًا للاتّحاد به. دام ذلك وقتًا وجيزًا إنّما أدركت كيف يكون عطش النفوس المطهريّة.
وبعد القداس طَلَبتْ إليّ الأم الرئيسة السماح لي بالصوم ولكنها رفضت بسبب مرضي. لمّا دخلت الكنيسة سمعت هذه الكلمات: “لو صمتِ يا أختي، لما تخلّصت من العذاب قبل المساء، ولكن بفضل طاعتك التي منعتك من الصوم، تخلّصت منه فورًا. للطاعة قوة هائلة”. بعد هذه الكلمات سمعت أيضًا: “كافأك الله”. (الأخت فوستين)
من كتاب : سر الرحمة الإلهية – صلوات للرحمة الإلهية
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post