رسولة الرحمة
(Missionnaire de la Miséricorde)
“لا تخافي يا ابنتي، لستِ وحيدة! ناضلي بشجاعة لأنّ ذراعي تساندك. حثّي الأنفس لتثِق برحمتي. إنها مهمّتك على الأرض وفي السماء”.
“أخبروا العالم عن رحمتي، إنهّا علامة الأزمنة الأخيرة!”
قال الربّ للأخت فوستين: “في العهد القديم، أرسلت أنبياء لشعبي كي يوقظوه. اليوم، أرسلكِ نحو البشريّة المتألمة.
“أنا كليّ الحب والرحمة. طوبى للنفس التي تثق بي لأنّني أهتمّ بها بنفسي، فليس هنالك من خطيئة، مهما كبرت، بإمكانها جعل نبع رحمتي ينضب. فكلّما نهلت منه زاد تدفقًا”.
“أنا أهتمّ بالخطأة أكثر من الصالحين، لقد أتيت إلى الأرض من أجلهم ولأجلهم أهرقت دمي إلى آخر نقطة، فلا يخافوا من الاقتراب مني”.
“إنّ عظمة النفس الحقيقيّة، تكمن في محبّة الله والتواضع”.
“إنّني أريد أن ألقّنك طفولة النفس. أريدك أن تكوني صغيرة جدًّا، عندئذٍ يصبح بإمكاني أن أحملك في قلبي”.
“يا ابنتي، تستحوذين على إعجابي بتواضعك. فالخطيئة لا تَحُول دون اتحادي بنفس ما، ولكنّني لا أحلّ في نفس متكبرة”.
“إن لذّتي تكمن في الحلول في النفس البشريّة في أن أغمرها برحمتي وأبرأها. إنّ ملكوتي على الأرض هو أنْ أحيا في الأنفس”.
“ستنطفئ جميع الأنوار في السماء، وتغمر ظلمات دامسة الأرض كلّها، وتظهر إشارة الصليب في السماء، فيما تصدر عن جراحات يديّ ورجليّ المسيح أنوار عظيمة تنير الأرض فيما بعد. وهذا ما يحدث في الوقت الذي يسبق اليوم الأخير”.
“قرّري يا ابنتي ألاّ تعتمدي على الناس. تفعلين حسنًا إذا رضخت لإرادتي قائلة: لا إرادتي يا ربّ بل إرادتك. ﺇعلمي أنّ هذه الكلمات إذا لفظتها من كلّ قلبك، من شأنها نقل نفس ما إلى قمّة القداسة. وأنا أفضّل بشكل خاص هذه النفس. فهي تمجدني إذ تملأ السماء من عطر فضائلها”.
“إنّ قلبي يطفح شفقة ورحمة للجميع. إنّ قلب النفس التي تحبني يجب أن يشبه قلبي. فمن قلبها تتدفّق ينابيع محبتي للآخرين وإلاّ لا أعترف بهذه النفس إنها خاصّتي”.
“إنّ في الأديرة أنفس تملأ قلبي فرحًا. انطبعت بصماتي فيها ولذا ينظر اليها والدي بكثير من التفضيل إلاّ أنّ عددها ضئيل. إنّ هذه الأنفس تحمي العالم من عدل والدي وتنال له الرحمة بصلواتها…
“إنّ خيانة نفس إختارتني تجرح قلبي عميقًا: إن هذه الخيانات هي شَفَرْ حادة تخترق قلبي”.
“ان الأنفس المختارة هي أنوار في يدي. أَرميها في ظلمة العالم وأضيئه. فكما أنّ النجوم تنير ظلمة الليل، كذلك تنير الأنفس المختارة الأرض. وكلّما كانت النفس كاملة، نشرت حولها نورًا عظيمًا، يصل إلى أماكن بعيدة.
يمكنها أن تكون خفيّة فلا تظهر عظمتها إلى القريبين، ولكن قداستها تنعكس على الأنفس حتى في أواخر العالم”.
“إعلمي يا ابنتي أنّ الحواجز الكبرى التي تحول دون الوصول إلى القداسة هي فقدان الشجاعة والقلق. فهي تمنعك من ممارسة الفضيلة. فعلى جميع التجارب مجتمعة ألاّ تعكّر ولو لبرهة صفوك الداخليّ.
وفيما يتعلّق بالغضب وفقدان الشجاعة فهما ثمرة حبّك لنفسك. عليك ألاّ تخافي بل أن تسعي إلى إحلال محبّة الله مكان محبّة ذاتك. ثقي يا ابنتي ولا ترتابي. تعالي واطلبي الغفران لأنّني مستعد لأن أمنحك إيّاه. ففي كلّ مرة تطلبينه تكرّمين رحمتي.”
“عندما تذهبين للإعتراف، ﺇعلمي أنّني أنا من ينتظرك، أحتمي بسلطان الكاهن ولا يعمل في نفسك سواي. في كرسي الاعتراف، بؤس النفس يلتقي رحمة الله. قولي للنفوس إنها لن تنهل الرحمة إلاّ بإناء الثقة. وكلّما ازدادت ثقتها، اتّسعت حدود رحمتي. تغمر شلالات رحمتي النفوس المتّضعة فيما يعيش المتكبّرون عيشة فقر وبؤس لان نعمتي تحيد عنهم وتتّجه نحو المتواضعين”. (السيد المسيح)
“قال لي الشيطان أنّه يكرهني. إنّ ألف نفس لا تؤذيني بقدرك عندما تتحدثين عن رحمة الكلي القدرة. فبسببك يستعيد أعظم الخطأة إيمانهم ويعودون إلى الله”. (الأخت فوستين)
“دوّني يا ابنتي إنّني مرشد الأنفس، أرشدها بواسطة الكاهن وأرسل كلاّ منها نحو القداسة بطريقة لا يعلمها أحد غيري”.
“أريد أن اتحّد بالأنفس ولذلك فرحي لا يوصف. إعلمي يا ابنتي إنّني عندما أدخل إلى قلوب البشر بالمناولة فإذا بيديّ مليئتين بأنواع النعم كافة وأريد أن أهبها للأنفس.
“على كلّ نفس أن تخبِّر عن رحمتي، والنفس الرهبانيّة بشكل خاص”.
“لا تفتّشي بحشريّة عن الطرق التي ستسلكينها. عندما يهدّد الضجر والخوف قلبك، إهربي من ذاتك واختبئي في قلبي. لا تخافي من المعركة، فالشجاعة وحدها تهزم المجرّب فهو لا يقوى على مواجهتنا. حاربي واعلمي إنّني دائم القرب منك”. (سيدّنا يسوع المسيح)
“ان الرحمة تمرّ إلينا بواسطة العذراء كما بواسطة بلّور نقيّ. فبواسطتها أيضًا وجد الإنسان حظوة لدى الله ومن خلالها تفيض علينا شلاّلات النعم.” (الأخت فوستين)
من كتاب : سر الرحمة الإلهية – صلوات للرحمة الإلهية
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post