نتائج الخيانة الزوجية
1- الفقر المادي:
“لانه بسبب امرأة زانية يفتقر المرء الى رغيف خبز…” (أمثال 6 : 26أ)
الزنا دائماً مرتبط بالمال، لأنه لا تسلم المرأة جسدها لرجل إلا وهدفها ربح المال، أو الحصول على مقتنيات أو ممتلكات أيضا لا يوفرها إلا المال، ومهما كان الشخص غيناً إلا أنه سيأتي عليه وقت ويكون مثل الابن الضال الذي أكل معيشته مع الزناة والزواني.. وجاع أخيراً وابتداء يحتاج .. ولم يحصل حتى على الأكل الذي كانت الخنازير تأكله.
فأحذر يا أخي هذا الطريق لأنه مملوء بالمخاطر والمهالك ، ما أكثر الرجال المديونين بديون طائلة وشيكات بلا رصيد وبالتالي أحكام قضائية، كل ذلك تجد ورائه امرأة زانية.
2- إهدار الكرامة:
“…..و امرأة رجل آخر تقتنص النفس الكريمة” (أمثال 6 : 26ب)
“أما الزاني بامرأة فعديم العقل المهلك نفسه هو يفعله. ضربا و خزيا يجد و عاره لا يمحى. لان الغيرة هي حمية الرجل فلا يشفق في يوم الانتقام.لا ينظر الى فدية ما و لا يرضى و لو أكثرت الرشوة (أمثال 6 : 32 – 35)
لا كرامة لإنسان ارتكب خطية الزنا، فسيجد ضرباً أي عقاب بدني سواء كان مصدرة زوج أو والد الطرف الآخر، أو من الحاكم الذي يمثل السلطة الشرعية في المجتمع، وسيجد خزياً أي عقاب من معنوي ناتج عن نظرة المجتمع لـه ونظرته هو لنفسه، فلا كرامة لمن خان زوجته مع زوجة رجل آخر.
3- عار لا يمحى :
“أيأخذ إنسان نارا في حضنه و لا تحترق ثيابه أو يمشي إنسان على الجمر و لا تكتوي رجلاه. هكذا من يدخل على امرأة صاحبه كل من يمسها لا يكون بريئا (أمثال 6 : 27 – 29)
يمكن للناس أن تنسى للشخص أي خطية يرتكبها، إلا هذه الخطية فهي لا تنسى من ذاكرة التاريخ، حتى إذا تاب ورجع والله نفسه نساها، لكن الناس لا تنساها وتظل تذكر اسمه مرتبطاً بهذه الخطية.
حقاً لكل شيء حصاد فما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً ، هذا هو قانون الطبيعة وعندما نزرع للشر سنحصد شراً أيضاَ وعندما نزرع للبر سنحصده في وقته. وإذا مشينا في النيران ستحترق ثيابنا ? الرائحة أو السمعة ? وإذا مشينا على الجمر ستكتوي أرجلنا أي سلوكنا سيكون مريب وغير مستقيم.
4- الموت الأدبي والروحي:
” و الآن أيها الأبناء اسمعوا لي و أصغوا لكلمات فمي لا يمل قلبك الى طرقها و لا تشرد في مسالكها. لأنها طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء. طرق الهاوية بيتها هابطة الى خدور الموت” (أمثال 7 : 24 – 27)
كم من القادة العظام الذين لقوا الذل والهوان بسبب هذه الخطية، وأوضح مثل في هذا المقام هو شمشون الذي كان قاضيا لشعب الله، والذي تمتع بقوة جبارة لم يستطع أحداً أن يقف أمامها، لكن بسبب شهوته سلبت قوته، وقلعوا عينيه، وقيدوه بسلاسل، وصار يطحن في بيت السجن ، وأصبح مصدر للهو والاستهزاء فأتوا به ليرقص أمامهم. كل هذا حصده شمشون بسبب خطية الزنا، ما ابشع هذه النتائج على قائد عظيم كشمشون.
حقاً الجنس والمال هما أكبر عدوان لكل القادة الروحيين الموجودين على مستوى العالم، فهناك الكثير من القادة العظام الذي صنعوا أموراً عظيمة وتمتعوا بشهرة كبيرة. ولكنهم سقطوا على صخرة الجنس والمال.
طرق الوقاية
1- اشرب مياه من جبك و لا تسلب حق شريكك:
“اشرب مياها من جبك و مياها جارية من بئرك لا تفض ينابيعك الى الخارج سواقي مياه في الشوارع. لتكن لك وحدك و ليس لأجانب معك ليكن ينبوعك مباركا و افرح بامرأة شبابك” (الأمثال 5 : 15 – 18)
هنا تعلمنا كلمة الله أن لا ننظر لما هو لغيرنا، وفي نفس الوقت نستمتع بما هو بين أيدينا ، فلماذا تشرب مياهك من بئر غيرك، وأنت يوجد عندك بئرك الخاص بك، كما يقول أيضا الكتاب أن “المياه المسروقة حلوه وخبز الخفية لذيذ” (أمثال 9 : 17)، طبعا في بداية الأمر لكن ..“عاقبتها مرة كالافسنتين حادة كسيف ذي حدين” (أمثال 5 : 4)
لذا افرح بامرأة شبابك واشبع رغباتك من خلالها ، ولتكن ينبوعاً مباركاً، لتكن جميلة في عينيك دائماً ولا تنظر لما ليس لك، لكي يبارك الله حياتك وبيتك.
وأعود وأذكر نفس الآية التي ذكرتها مرتين من قبل وهي: “لا يسلب أحدكم الآخر … لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم” (كورنثوس الأولى 7 : 5)
2- اهرب من الشهوات الشبابية:
“أما الشهوات الشبابية فاهرب منها و اتبع البر و الإيمان و المحبة و السلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي” (تيموثاوس الثانية 2 : 22)
قرأت في التفسير التطبيقي تعليقاَ رائعاً على هذه الآية أكتبه كما جاء بالنص: [يعتبر الهروب، أحيانا، نوعاً من الجبن، ولكن العقلاء يدركون أن الابتعاد جسمانياً عن موضع التجربة كثيراً ما يكون عين الحكمة. وهكذا ينصح بولس تيموثاوس الشاب أن يهرب من كل ما ينتج أفكاراً شريرة (1 تيمو 6 : 11). لعلك تواجه تجربة تعاودك، يصعب عليك مقاومتها، فابتعد بنفسك (جسمانياً) عن المكان. ففي المعارك الروحية، من المهم أن تعرف متى تهرب، مثلما نعرف متى وكيف تحارب.]
وأفضل مثل نجده هنا هو يوسف عندما عرضت عليه الخطية بكل سهوله رفضها، ولما ألحت عليه زوجة فوطيفار ومسكته من رداءة ترك لها الرداء وهرب، نعم الهروب هو سلاح قوي نحصل من خلاله على نصرة عظيمة.
3- احفظ عينيك:
“و أما أنا فاقول لكم إن كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه” (متى 5 : 28) “سراج الجسد هو العين فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا و متى كانت شريرة فجسدك يكون مظلما” (لوقا 11 : 34)
في الآيات السابقة يعلمنا الرب يسوع أن الزنا ليس فقط فعل لكنه نظره شهوانية في قلب الإنسان تحوله في لحظات أمام الله زانياً، ولم يقل المسيح هذا لتعجيزنا بل ليحفظ طهارة قلوبنا ففوق كل تحفظ احفظ قلبك لان منه مخارج الحياة.
4- احفظ عهدك مع شريك حياتك:
“فقلتم لماذا.من اجل أن الرب هو الشاهد بينك وبين امرأة شبابك التي انت غدرت بها وهي قرينتك وامرأة عهدك”.(ملاخي 2 : 14)
هناك فرق بين العقد والعهد
العقد شريعة المتعاقدين ويمكن فسخه لأنه بين البشر، أما العهد فهو لا ينكسر لأنه عهد أبدي الله بنفسه طرف فيه، وكما قال المسيح بنفسه : “إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان” (متى 19 : 6) وفي الآية المذكورة في سفر ملاخي أن الله هو الشاهد بين الرجل وزوجته على هذا العهد ? وليس العقد ? فالعقد يكتب أمام الناس والجهات الرسمية، لكن يكتب في السماء عهداً أبدياً.
الخيانة هي كسر لهذا العهد، وكأننا نقول لله اخرج من حياتنا ومن زواجنا ونحن لا نحترم العهد الذي انت بنفسك كنت شاهداً عليه.
هل للخيانة علاج؟
1- اقبل غفران الله:
“إن اعترفنا بخطايانا فهو آمين و عادل حتى يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل إثم”(يوحنا الأولى 1 : 9)
و لكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض و دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية (يوحنا الأولى 1 : 7)
لا توجد خطية بلا غفران، وخطية الزنا مثلها مثل أي خطية عند الله وإن كانت نتائجها أصعب على الإنسان كما سبق وأشرنا، وعليك أن تعترف بها أمام الله وتتوب عنها ولا تعود إليها لئلا يكون لك أشر.
2- اغفر لنفسك:
“فلما انتصب يسوع و لم ينظر أحدا سوى المرأة قال لها يا امرأة أين هم أولئك المشتكون عليك أما دانك أحد فقالت لا أحد يا سيد فقال لها يسوع و لا أنا أدينك اذهبي و لا تخطئي أيضا”
(يوحنا 8 : 10 – 11)
قد يغفر لك الله، ويذهب عنك المشتكون كما حدث مع هذه المرأة ، لكن يبقى أن تغفر لنفسك إحساسك بالذنب، ويمكن أن يأخذ ذلك قدراً من الوقت لكن لابد وأن تغفر لنفسك كما غفر لك الله.
Discussion about this post