أسباب الخيانة الزوجية
1- سلب أحد الأطراف حق الطرف الآخر:
“لا يسلب أحدكم الآخر إلا أن يكون على موافقة الى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم” (كورنثوس الأولى 7 : 5)
هناك بعض الأزواج والزوجات يستخدمون سلاح منع الممارسة الجنسية مع الشريك الآخر كعقاب لما صدر منه – أو منها – من أخطاء. وهذا السلاح خطير جداً فهو كما يحذرنا الرسول بولس هنا أنه يفتح الباب للشيطان بدخوله في حياة الزوجين، ويعرض عليه التجربة وإبليس ماهر جداً في استغلال الظروف لصالحة، فيأتي للإنسان وهو في عز الضغط وفي وقت الاحتياج ويعرض بضاعته، كما فعل مع السيد المسيح شخصياً عندما كان على الجبل ولم يأكل لمدة 40 يوم وجاء إليه وهو في حالة الجوع ويقول له قل لهذه الحجارة أن تصير خبزاً.
ولأن الرب يسوع لا يقبل أي شيء من إبليس حتى لو كان خبزاً، فلم يرضى أن يستمع لعروضه البراقة.
لكن إبليس يستغل ضعف بشريتنا واحتياجاتنا الجسدية. والضغط النفسي المترتب على هذه النوعية من العقاب، ويعرض الخطية بسهولة وفي نفس الوقت يعرض مبرراتها، فالشريك الآخر هو الذي يمنع نفسه عن ممارسة حقوقي الزوجية، لذا فخيانته شيء يشفي غليل الطرف المُعاقب وفي نفس الوقت يسد احتياجه!
عزيزي الزوج – عزيزتي الزوجة قرأت نصيحة في أحد الكتب التي تتحدث عن الجنس في الزواج وهي أن لا تمارس هذا النوع من العقاب تحت أي ظروف، لأن الاحتياج للجنس كالاحتياج للأكل والشرب ، فلا تترك شريكك الآخر فريسة سهلة في يد إبليس. ولا تفتح له الباب بيديك لكي يقدم على مثل هذه الخطوة الخطيرة خطوة الخيانة.
2- الفهم الخاطئ لبعض النصوص الكتابية:
نفس الآية التي تحدثت عنها في النقطة السابقة وهي:
“لا يسلب أحدكم الآخر إلا أن يكون على موافقة الى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم” (كورنثوس الأولى 7 : 5)
يفهم البعض أن الصوم مرتبط ارتباط وثيق بمنع العلاقة الخاصة بين الزوج والزوجة، وهذا فهم خاطئ للنص الكتابي مع أنه لا يوجد في النص ارتباط أنه لابد في كل مره نصوم فيها لابد من منع العلاقة، بل إذا اتفق الطرفين على ذلك فقط وأريد أن أكتب هذا النص مرة أخرى من ترجمة “كتاب الحياة” ليتضح المعنى أكثر للقارئ.
“فلا يمنع أحدكما الآخر عن نفسه إلا حين تتفقان معاً على ذلك، ولفترة معينة، بقصد التفرغ للصلاة. وبعد ذلك عودا إلى علاقتكما السابقة ، لكي لا يجربكما الشيطان لعدم ضبط النفس”
وحجم هذه المشكلة منع العلاقة أثناء الصيام – يكبر مع الكنائس التي تصوم لفترات كبيرة 50 أو 40 يوم، وتنادي بمثل هذه التعاليم أو بعضهم ينادون به وبالتالي يمنعون أنفسهم عن ممارسة العلاقة الخاصة أثناء هذه المدة الكبيرة، فيتعروض لتجربة إبليس لهم بسبب عدم نزاهتهم أو عدم ضبطهم لأنفسهم، وهذا ما لم تنادي به كلمة الله. فالعلاقة الجسدية في الزواج ليست بالشيء الدنس لكي نمنعها وقت الصوم ، بل هي علاقة طاهرة تقرها كلمة الله في أجزاء كثيرة مثل: “ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير نجس”(عب13:4)
3- كثرة الخلافات وسوء معاملة الطرفين لبعضهما البعض:
تقول كلمة الله: “حكمة المرأة تبني بيتها، والحماقة تهدمه بيدها” (أمثال 14 : 1) وأيضاً:
“كذلك أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتك” (بطرس الأولى 3 : 7)
إذا أهدرت كرامة الرجل أو كرامة السيدة، فالمعاشرة الجسدية تصبح مستحيلة، وبالتالي يتسرب شبح الخيانة على حياتهم الزوجية. فإذا كان الجو الطبيعي في البيت هو الشجار المستمر وعدم احترام كل طرف للأخر، وإذا لجأ الزوج لضرب زوجته كما يحدث في كثير من الزيجات في مجتمعاتنا الشرقية ، هنا يحدث شرخ كبير في العلاقة الإنسانية بينهما ويقل احترام كل طرف للآخر وبالتالي ، يهمس الشيطان لأحدهما لارتكاب الخيانة ضد الطرف الثاني انتقاماً مما يفعله ضده من سلوكيات.
4- بُعد كل شريك عن الآخر جسدياً أو الهجر:
في هذه الأيام نرى بعض الأسر يعيش كل طرف منهم في مكان ما، هذا في بلد والآخر في بلد أخرى . بهدف العمل أو الدراسة أو لأي هدف مهما كان. وهذا البعد والذي يطول مدته، يحدث فجوة كبيرة في العلاقة وهو أيضاً فرصة لتجربة إبليس لهؤلاء ، ولذا ننصح بأن لا تطول الفترة مهما كانت الأسباب.
فالحفاظ على الحياة الزوجية أهم وأفضل من كنوز الدنيا ، فمهما ربح الإنسان ماذا ينتفع لو خسر نفسه أو بيته؟؟ لذا عزيزي الزوج المسافر، لا تغيب عن بيتك فترة كبيرة ، لأنك في حاجة لامرأتك وامرأتك في حاجة إليك.
عزيزتي الزوجة، لا تتركي زوجك وبيتك لفترات طويلة، مهما كانت الأسباب، فبيتكما وعلاقتكما أهم من أي سبب آخر. لا تتركي زوجك فريسة لتجربة وفخاخ إبليس.
5- عدم التمسك بالقيم والمبادئ الدينية والبعد عن الله.
هناك العديد من الوصايا الكتابية التي تحذرنا من الزنا، والخيانة الزوجية، وكلما قرأنا في كلمة الله وتعلمنا منها ، كلما كانت حياتنا نقية وخالية من الشهوات، “أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به” (يوحنا 15 : 3)
“والآن أيها الأبناء اسمعوا لي وأصغوا لكلمات فمي. لا يمل قلبك إلى طرقها، ولا تشرد في مسالكها. لأنها طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء. طرق الهاوية بيتها، هابطة إلى خدور الموت.” (أمثال 7 : 24 : 27)
Discussion about this post