العليقة (الملتهبة) غير المحترقة
أهميّة هذه الأيقونة أنّها تجمع كلّ التدبير الإلهيّ الذي أعدّه الله للإنسان من العهد القديم إلى العهد الجديد:
– ظهور الله.
– اسم الله.
– تحقيق وعد الله بخلاص البشريّة: تجسّد الله وولادته بالجسد.
– القدّيسون الذين آمنوا بكلمة الله الحيّ.
الكتابة اليونانيّة فوق تعني: العليقة (الملتهبة) غير المحترقة
ظهور الله:
تُمثّل هذه الأيقونة حدث ظهور الله لموسى النبي.
“وأمّا موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان. فساق الغنم الى وراء البرية وجاء الى جبل الله حوريب. وظهر له ملاك الرّب بلهيب نارٍ من وسط عليّقة. فنظر واذ العليّقة تتوقّد بالنار والعليّقة لم تكن تحترق” (خر١:٣-٢)
– لهذه الحادثة أهمّية كبيرة من الناحية العقائديّة، فهي تروي حوارًا يكشف لنا أمرين أساسيّين:
١- صفة المتكلّم مع النبيّ موسى.
٢- اسم الله ومعناه الحقيقي والفعلي.
الأمر الأوّل: صفة المتكلّم مع النبيّ موسى:
تقول الآية:”فلمّا رأى الرّبّ أنّه (موسى) مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة“ (خروج٤:٣).
١- النص واضح تمام الوضوح، “فلمّا رأى الرّب… ناداه الله”.
٢- المقصود بعبارة “ملاك الرّب”، التي وردت في الآيات السابقة، الله نفسه، وهذا أمرٌ شائع في بعض النصوص الكتابيّة في العهد القديم.
٣- المتكلّم إذًا مع موسى النبيّ هو الله.هذه من عادته، فهو يقوم دائمًا بالخطوة الأولى، وهو الذي يعلن عن نفسه، ويدعو الناس بأسمائهم.
“هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها. حتى هؤلاء ينسين وأنا لا انساك. هوذا على كفي نقشتك. أسوارك أمامي دائمًا” (إشعياء ١٥:٤٩-١٦).
الأمر الثاني: اسم الله ومعناه الحقيقي والفعلي.
١- قصد الله في بدء الحوار أن يعلن عن نفسه أنّه إله شخّصي. ”إله أبيك وإله أبائكم وإله ابراهيم وإله اسحق وإله يعقوب“(خروج٦:٣).
لهذه الآية مدلولات شخصيّة، فالله يقيم معنا علاقة مباشرة، وهذا أمرٌ جوهري.
إنّه الآب السماوي الذي لا ينسى أبناءه.
٢- كما قصد الله أنّه يخاطبهم مباشرةً، هو يعرفهم وهم من المفترض أن يعرفوه.
٣- الله تكلّم مع البطاركة الثلاثة ابراهيم واسحق ويعقوب: وتناقلوا بالتالي وعد الله الخلاصي الذي أعلنه الله لهم لكل الشعوب. وقد بدأ الوعد عندما قال الله لحوّاء إن من نسلها سيأتي من يسحق رأس الشيطان. (تك١٥:٣).
٤- بالنسبة لموسى، لم يكن هذا الأمر كافيًا، بل كان يطلب اسمًا حقيقيًا على غرار سائر الآلهة الأخرى، فهناك إله بعل ومردوك وآلهة عديدة أخرى.
فكيف له أن يقول لشعبه صفة “إنتمائيّة فقط” وليس اسمًا واضحًا دقيقًا ومحدّدًا؟.
٥- عندئذٍ أجابه الله عن اسمه، فاستعمل فعل الكينونة ليصف نفسه “أهيه الذي أهيه” و “يهوه”.
أي ”أنا أكون الذي أكون“.
٦- وإذا لفظنا الفعل باللغة العبرية “hayá” نجده مشابهًا تمامًا لكلمة “حياة” باللغة العربيّة.
وهي صيغة مستمرّة – الماضي والحاضر والمستقبل – بمعنى “الذي كان فيه الحياة”
و”الذي فيه الحياة دائمًا”، كما أنّ له صفة المفعّل أي “الذي يُعطي الحياة”.
“إنّه هو” كان وكائن ويكون، ليس له نهاية أو بداية”.
٧- إذًا جواب الله لموسى هو إعلان للبشريّة جمعاء “إنّه الكائن”، و “كينونته غير مصنوعة من خالق آخر، فهو كائن بطبيعته”.
٨- يهوه:
هذه الكلمة هي أيضًا مشتقّة من الفعل نفسه، وترجمتها “الكائن”، الكائن من ذاته، “هو”.
فالإسم “يهوه” أو “يهيه” YHWH, Yahveh, Yehovah, Jehovah, Yeshua, Joshua or Jeshua YAHHWEH ليس اسمَا جامدًا، بل مشتق من فعل الكينونة الدائمة والحياة التي لا تموت.
٩- يسوع هو يهوه:
من الفعل نفسه أتى اسم “يهوشع” الذي اختصر “يشوع ” أو “يسوع” ومعناه “يهوه يخلّص”
و”الكائن من ذاته الذي يخلّص”، إذ الحرف “ي” هو تلخيص ل “يهوى” و “شَع” هو فعل الخلاص.
هذا ما قاله بالتحديد الملاك ليوسف خطيب مريم في العهد الجديد ”فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع لأنّه يخلّص شعبه من خطاياهم”. (متى ٢١:١).
يزاد على ذلك بعض ما قاله الرّب يسوع المسيح عن نفسه، وكان ذلك عثرةً لليهود ولكثيرين:
“فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون اني أنا هوΕγώ έιμι ΟΩΝ”. (يوحنا٢٨:٨).
”فقال لهم يسوع أنا من البدء ما أكلّمكم أيضًا به“. (يوحنا٢٥:٨).
١٠- هذا ما نكتبه على أيقونة الرّبّ يسوع المسيح OWN.
١١- القدّيس الجالس هو القدّيس يوحنا الدمشقيّ الذي كتب مدائح لوالدة الإله.
١٢- القدّيس الواقف هو موسى النبيّ.
المجد لتدبيرك الخلاصي يا رّب المجد لك.
Discussion about this post