إحياء رتبة توبة
الأب سامي حلاق اليسوعي
فحص الضمير والاعترافات
ما هو موقفي تجاه الخاطئين والأشرار؟ هل يقسو قلبي عليهم أم أبذل قصارى جهدي لينالوا رحمة الله؟ هل أسعى إلى مسامحة مَن أساؤوا إليَّ أم أرتاح في العيش مع الكراهية والحقد وحبّ الانتقام؟ وإذا شعرتُ بالعجز عن مسامحة مَن أحبَّني، هل أسأل الله العون؟ أم أرفض، أم أعتمد على ذاتي؟
ما هو موقفي حين تُطلَبُ منّي خدماتٌ مجّانيّة؟ هل أخدم مجّاناً في أوقات فراغي أم أفرّغ وقتي لأخدم؟ هل أخدم بحماسٍ أم بفتور؟ هل يكمن وراء خدمتي حبّ للظهور والتباهي وأنتظر شكر الناس ومديحهم، أم أتمنّى ألاّ تعرف يدي اليسرى ما تفعله يدي اليمنى؟
ماذ فعلتُ بالوزنات الّتي أعطاني الله إيّاها؟ هل أعرفها؟ هل أنمّيها؟ مثلاً، أستطيع القراءة. هناك مَن لا يستطيعون. هل أعتبر هذه وزنة؟ هل أتثقّف؟ هل أبحث عن المعرفة وأكرّس لها وقتاً: المعرفة الدينيّة، العلميّة، الأدبيّة … أم أقرأ فقط ما هو مفروض عليَّ؟ (أتساءل عن مواهبي وقدراتي على هذا النحو …).
كيف أتعامل مع جسدي؟ هل باعتدال أم أبالغ الاهتمام به أو إهماله؟ هل أقبل جسدي وشكلي بفرح وأعتبرهما هديّة ثمينة من الله أم أحتجّ وأتذمّر؟
كيف أتعامل مع روحي؟ هل أسعى إلى تعميق علاقتي بالله، وأكرّس له وقتاً في نهاري كما أكرّس أوقاتاً للأكل وللعمل وللترفيه (تلفزيون، كمبيوتر …)؟ هل أفتّش عن معرفة الله أكثر أم أكتفي بتأدية واجباتي الدينيّة من قدّاسٍ وتردادٍ سطحيّ ببغائيّ للصلوات؟
حين ألتقي فرّيسيّين ينتقدون وينشرون الآراء السلبيّة عن أشخاصٍ وهيئاتٍ وجمعيّاتٍ ونشاطات، ما هو موقفي؟ هل أجاريهم؟ هل أنا منهم؟ أم أقف موقف يسوع وأرى الخير في كلّ ما يجري وفي الإنسان؟
هل أطمح نحو المزيد، نحو الأفضل، في كلّ ما أفعله، أم أستكين للحالة الّتي أنا فيها، وأتحصّن بأسوارٍ من الأعذار والتبريرات؟
من العام الفائت إلى اليوم، ما هو النموّ الّذي نموتُه، بإرادتي وليس تلقائيّاً، في كلٍّ من المجالات التالية: «الجسد، الفكر، المواهب، المهارات، العاطفة، الروح، العلاقات الاجتماعيّة، الطباع والشخصيّة». هل كان نموّي متوازناً، أي شمل جميع هذه المجالات، أم أهملتُ وعشتُ حالة سُباتٍ في بعض أو كلّ هذه المجالات؟ هل تراجعتُ في النموّ أم تقدّمتُ؟
والآن، هل أشعر بالندامة على شيء؟ هل أتمنّى من كلّ قلبي أن يغفر الله لي؟ لا تقترب من سرّ الاعتراف إن لم تكن نادماً حقّاً، إن لم يتفطّر قلبك حزناً. لا تكن مثل الفرّيسيّ الّذي لم يدرك فداحة خطيئة قساوة القلب فامتنع عن حبّ يسوع حبّاً لائقاً. كن مثل المرأة الخاطئة. اندم على خطاياك من كلّ قلبكَ. إحترم قدسيّة هذا السرّ ولا تدنُ منه بفتور. فالخطايا لا تُمحى بعصاً سحريّة. «الخطايا تُمحى بالماء فقط … ماء المعموديّة … ودموع التائب».
أقوم بمناجاة حول هذا الموضوع. اشكر الله على ما أنعم به عليَّ، وأسأله، بقلبٍ منسحق، أن يغفر لي قساوة قلبي وإهمالي وكبريائي وأنانيّتي … بحسب ما كشف لي الروح القدس أثناء فحص الضمير. وإذا شعرتُ بالندامة، أقترب من كرسي الاعتراف.
Discussion about this post