الزواج سر مقدس
|
||
الزواج سر مقدس يتم بين شخصين شاب و فتاة جمعت بينهما أواصر المحبة واتفقا على العيش معاً بقية العمر لتشكيل عائلة تعيش بالحب ضمن المجتمع الواحد.
وربما يسأل البعض لماذا تعتبرون الزواج سراً مع أنه تتم مراسيمه علناً ؟
ونجيب بأن الزواج يتم علناً بمباركة الله والكنيسة وأمام جماعة المؤمنين، لكن الأمر السري فيه هو استدعاء الكاهن للروح القدس خلال مراسيم الزواج ليصيرا جسداً واحداً كما ذكر الرسول بولس في رسالته إلى أفسس الإصحاح الخامس وهذا أمرٌ غير منظور . وبخلاف هذا الاتحاد بالروح القدس لا يعتبر الزواج سراً وبالتالي يكون باطلاً.
وصحة الزواج المسيحي تقوم على عدة أمور:
1- الإيجاب والقبول من الطرفين الشاب والفتاة وإشهار هذا القبول أمام الله والكنيسة ( جماعة المؤمنين )
2- وجود كاهن قانوني مخَوَل بإتمام المراسيم من قبل الأسقف المسئول
3- أن لا يكون الزواج مبني على شرط بحيث لو لم يتحقق هذا الشرط تكثر المشاكل . مثلاً: أراد شخص أن يتزوج فتاة طمعاً في مال عندها هذا شرط فإن تم الزواج ولم يجد ما اعتقده موجودا تنقلب الحياة شقاء ومشاكل.
لكن يبقى السؤال لماذا يتأخر سن الزواج وتزداد العنوسة مع الزمن ؟
المادة والوضع المادي هما السبب المباشر لذلك فالأمور مُلقاة على عاتق العريس كلها وأصبحت مظاهر الزواج مكلفة وباهظة الثمن فالسياره الفارهة للعروس والسهرات وحفلات الاستقبال وأجرة فستان العرس والسهرة، أمور أصبحت تثقل كاهل الناس إضافة لفتح البيت وتأثيثه بما يناسب ولا يناسب وتكثر الكماليات ويتكبد العريس الشاب حديث السن أموراً يبقى طوال عمره يسدد ديوناً متراكمة على مر الزمن .
لا بأس من بعض الدَين لتأسيس البيت وجعله يظهر بمظهر لائق، إنه بيت العمر ومن سيستعمل ما فيه من أثاث هما الزوجان، لكني أقصد الاستلاف لأجل كثرة المصاغ وأجرة الصالون وفستان العرس وسهرة العروس وسيارتها المزينة والأمور التي غالبا يخسر العريس فيها الكثير ولا ينستر وجهه.
لذلك فالشاب الذي يتخرج من الجامعة ويقضي سنوات بلا عمل وإن حالفه الحظ ووجد عملا فإنه لا بد أن ينتظر لسنوات طويلة حتى يجمع الحد الأدنى من مصاريف الزواج .
وأود التنبيه أنه عندما يتزوج الشاب في نهاية الثلاثينيات أو الأربعينيات، كم في العمر من ثلاثين أو أربعين. صحيح أن الأعمار بيد الله لكن كثرة الأمراض والحوادث تجعل لدينا سببا لنعيد النظر في الأمور الخارجية الكاذبة التي دخلت مجتمعاتنا في العشرين سنة الأخيرة.
وأقول للفتيات وهن بناتي بالروح ومن خوفي عليهن جميعا: رفقاً بالشباب، والنظر لمعدن الشاب قبل جيبه وما يملك، ولتكن المحبة والحب أساس العلاقة الزوجية لزوج المستقبل، فالزمن يدور ويصبح الفقير غنياً والغني فقيراً، فالأمور لا تقاس بالمال بل بالحب.
قبل أسابيع كنت أتصل هاتفيا بأحد الآباء الكهنة فقلت له أين أنت فقال في الكنيسة الفلانية وهي ليست الكنيسة التي يخدمها فسألته هل من خير؟ فقال نعم خير أنا برفقة شاب وفتاة مخطوبين لعمل بروفا لدخول الكنيسة وقت الإكليل .
صُعقت من الخبر وقلت هل دخول الكنيسة يحتاج لبروفا؟ ألا يعرف الكاهن الذي يستقبل العروسين كيف يضع يد العروس في يد العريس ليدخلا الكنيسة؟
الله يستر ما نصير نعمل لأولادنا بروفا في مدارس الأحد كيف يدخل وكيف يخرج من الكنيسة ورأيت ذلك أمراً معيباً ولا أدري مصدر هذه العادة الجديدة.
وفي النهاية أقول إذا كان العريس وأهله مرتاحين ماديا فلا بأس من كل شيء عدا التبذير ولا ننسى حق الفقراء مما في جيبنا حتى يبارك الله في مالنا وأولادنا ولا ننسى أن الفقراء والمساكين هم إخوة يسوع الصغار .
لنرحم بعضنا بعضاً حتى يرحمنا الله، بل ونطلب رحمته بملء الفم وهو يستجيب .
لنرجع إلى أصولنا ومحبتنا الأولى لتعود محبة الله لتباركنا نحن وبيوتنا. وأنا أرى أن أنسب سن لزواج الشاب هو السادسة أو السابعة والعشرين، وحذار من الوقت فهو يمر بسرعة متمنياً لكل شبابنا وبناتنا زواجاً سعيداً والنعمة مع جميعكم . آمين |
Discussion about this post