المشروع التربوي الخاص في خدمة التنشئة الدينية
الأخت أمل الباني
إن المربي الذي ينتمي إلى مؤسسة تربوية دينية ويتبنى مشروعها الكبير في تربية الايمان عند الأطفال والمراهقين، لا بد من أن يكون له مشروع خاص به، يضع في خدمته كل امكانياته وأهمها تصميمه على إنجاحه.
وأمّا مضمون هذا المشروع الخاص فهو العمل على معالجة إحدى نقاط الضعف الظاهرة عند الأولاد التي يصطدم بها المربي في أثناء لقاءاته معهم، والتي تشكل ثغرة في مجموع العناصر التي تساعد على نمو الايمان.
من بين هذه النقاط :
– تدريب الأولاد على الصلاة لأنهم لا يُحسِنون الصلاة، ولأنهم لا يبالون بأهميتها وخاصة لدى المراهقين.
– كيفية تنفيذ لوحة جدارية.
– التدريب على استعمال الكتاب المقدس.
– التدريب على قراءة وسيلة إيضاح.
– إثارة انتباه الأولاد في أثناء اللقاء الخ….
الشروط المتبعة لتحقيق المشروع
– أن يشعر المربي بخطورة استمرار نقطة الضعف، وتأثيرها السلبي على نمو الايمان عند الأولاد.
– أن يؤمن بأنّ تبنّي هذا المشروع الخاص يضعه على الطريق الصحيح ويضمن له النجاح.
– أن يخصِّص له جزءاً من الوقت ضمن المدة المحددة للقاء الديني.
– أن يستعمل الوسائل اللازمة لمعالجة الضعف بالتكرار و إعطاء الأمثلة بالشرح والتوضيح، بتوجيه الأسئلة وإثارة الخبرات…
– التركيز على النقطة الخاصة للمعالجة خلال فترة لا تتعدّى الثلاثة أشهر.
– اللجوء إلى الآخرين للإستفادة من خبراتهم.
– أن يستمر المربي في عمله إلى أن يصل إلى النتيجة المرجوة.
– أن يقوّم عمله من وقت إلى آخر انطلاقاً من تفاعل الأولاد معه(سلباً أو إيجاباً).
بالإضافة إلى هذا المشروع الضيّق هناك مشروع آخر في غاية الأهمية، على المربي أن يتبنّاه كمشروع خاص به وهو التركيز الواعي على منهاج الصف المسؤول عنه؛ فالمنهاج بمثابة خارطة طريق ترسم للمربي الخطوات التي عليه أن يجتازها ليصل إلى النهاية.
لا يبدأ المربي عمله من دون أن يعرف إلى أين هو ذاهب وكيف سيتوجّه، هذا يعني أنّ عليه أن يعرف نقطة البداية والنهاية أي أن يقرأ عناوين الكتاب بالتسلسل، وأن يربط بينها، ويفهم المنطق في تسلسلها، وأن يستبطن هذا التدرج.
على المربي الذي يسعى لينجح في مهمته أن ينظر إلى المنهاج كمسيرة إيمانية له، فالمنهاج موجّه له قبل أن يكون موجّهاً للأولاد، لذا عليه أن يعرف كيف سيتعامل معه، كما عليه أن يهضمه كي يصبح جزءاً من شخصيته المسيحية.
وهذا المطلب سيقوده بالطبع إلى إعادة قراءة كل لقاء فيطبخه من جديد كي يصبح قادراً على التحكُّم به وعلى تقديمه لقمة سائغة للأولاد.
وأخيراً:
لابد من تقويم عمله من وقت لآخر وهذا هو العمل الأهم في تكوينه التربوي.
وفي نهاية العام يختم المربي عمله باستعادة المسيرة بكاملها مع الأولاد متدرجاً من اللقاء الأول حتى الأخير مستمعاً إلى مدى استيعابهم للمنهاج ومدى تأثيره على مسيرة إيمانهم، وعندها فقط يصبح المربي شريكاً مع الله في عملية الخلق المستمرة، وعندها فقط يستحق أن يجلس ليستريح مُلْقياً نظرة إلى عمله ومردِّداً مع الله: ما أجمل ما قمت به.
Discussion about this post