أنا والآخر
الأخت دُنيز الخوري
أسئلة للحوار:
1- من هو الآخر بالنسبة لي؟
2- ما نوع العلاقة التي أعيشها مع الآخر؟
مقدمة
“لماذا أرى القشة التي في عين الآخر ولا أرى الخشبة التي في عيني؟” (متى 1:7- 5)
قبل أن نتعمق في هذا النص للإجابة على السؤال لا بد لنا من تعريفٍ واضح للآخر.
– يمكن أن أعتبر الآخر مزاحم لي يريد أن يأخذ مكاني. الغيرة عند الأطفال, عقدة أوديب, إذا لم يتخطى الطفل هذه المرحلة بشكل إيجابي يمكن أن تنعكس عليه سلباً.
– الآخر وسيلة للوصول إلى هدفٍ ما: مساعدة في الدراسة مثلاً. أصل إلى الهدف على أكتاف الغير.
– الآخر هو الذي يلبي لي رغباتي: أنا بحاجة إلى صديق اعتبره صديق. أنا بحاجة إلى عامل اعتبره عامل …الخ.
ليس هذا هو الآخر. الآخر هو شخص مخلوق على صورة الله ومثاله. هو ابن الله,يجب احترامه وتقديره وحتى محبته.
قال أحد الرهبان للقديس باخوميوس (رهبان صحراء مصر): “حدثنا عما يظهر لك في الرؤى” فأجاب القديس: “الخاطئ مثلي لا يطلب إلى الله أن تكون لديه رؤى, مع ذلك استمع فإني سأُحدِثُكَ عن رؤيا عظيمة: إذا رأيت إنساناً طاهراً ومتواضعاً فهذه رؤيا عظيمة. ثم ماذا أعظم من هذه الرؤيا أن ترى الله غير المنظور من خلال الإنسان المنظور الذي هو هيكل الله”. هذه هي إذاً أعظم الرؤى والأعجوبة الحقيقية: إنسان مخلوق على صورة الله ومثاله.
أنواع العلاقات التي أعيشها مع الآخرين
1- علاقة عمل: زميل- مدرس- مدير- …
2- علاقة صداقة.
3- علاقة حب.
ولكن مهما كان نوع العلاقة التي أعيشها مع الآخر فهي تفترض القبول والاحترام والثقة.
شروط العلاقة السليمة
1- قبول الآخر كما هو.
2- اكتشاف إيجابيات الآخر وليس فقط السلبيات.
3- احترام.
4- ثقة.
5- محبة.
قبول الآخر يفترض قبول الذات. عدم قبول الذات أي رفض النقص الموجود فيَّ. عقدة النقص أو الدونية تجعلني أنظر إلى سلبيات الآخر وأنسب له النقص الموجود فيَّ. أجعل منه شماعة أعلق عليها أسباب فشلي في الحياة. هوَ سبب النقص الموجود فيَّ.
هذا الرفض للآخر وللذات يجعلني أُحَجِمْ الآخر, أذم الآخر, أُظهر عيوبهُ, أنمُ عليه, وحتى أشي بهِ.
سبب آخر ولكنه ربما أقل أهمية هو الفراغ الذي أعيش فيه …. تبدل القيم.
الطريق للوصول إلى علاقة سليمة
لماذا نرى القشة في عين أخيك ولا ترى الخشبة التي في عينك.
لأرى الخشبة التي في عيني لا بد من وقفة ومواجهة للذات. معرفة الذات بالعمق والقبول بها. الإقرار بضعف الإنسان.
قبول الآخر كما هو. احترامه لأنه صورة الله. أثق به وأحبه …
خاتمة
ما من حبٍ أعضم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه.
تأمل بسيط في نص الإنجيل ثم صلاة
Discussion about this post