أيقونة “العذراء المرضعة”
( تسمى باليونانية: Παναγια Γαλακτοτροφουσα، Galaktotrophousa وبالروسية: Mlekopitatelniza « Млекопитательница ) هي إحدى أيقونات السيدة والدة الإله الأكثر شُهرةً وانتشاراً في اليونان وقبرص ورومانيا وجورجيا وصربيا، وهنالك كنائس قائمة على اسمها في ميغارا وليماسول ولارنكا وبافوس وفي ألبانيا، وتحظى بإكرامٍ شعبيّ واسع ومميّز لدى الشعب الروسيّ على في كل أرجاء روسيا.
وهي من أهم الأيقونات الموجودة في الجبل المقدس آثوس، في دير خيلانذاري الصربي، ويروي التقليد أنه تمّت كتابة هذه الأيقونة في دير القديس سابا في فلسطين ما بين القرنين السابع والثامن. وفي القرن الثالث عشر زارَ المطران سابا الصربي (وهو مؤسس دير الخيلانداري في جبل آثوس) لافرا القديس سابا في فلسطين، وهناك قدّم له آباء الدير هذه الأيقونة كهدية مع أيقونة العذراء ذات الأيدي الثلاث (المرتبطة بالقديس يوحنا الدمشقي وبأعجوبة شفاء يده المقطوعة) وحملهما معه، وفي القرن السادس عشر عند تأسيس دير الخيلانداري وضعتا فيه.
وتوجد نسخة من هذه الأيقونة في الاسقيط الروسي للنبي إيليا بالجبل المقدس، ومنقوش في أسفل الأيقونة أنها نسخة عن تلك التي في دير الخيلانداري. ويقام لها في الدير المذكور عيدان خلال السنة، الأول في 12 كانون الثاني (يناير)، والثاني في 3 تموز (يوليو)، وقد وضعت لها خدمة ليتورجية خاصة وبراكليسي الخ.
وعُرفت أيقونة “العذراء المرضعة” بعجائبها الكثيرة، نذكر منها تلك التي جرت في نيقوسيا بقبرص خلال الاحتلال التركي للجزيرة عام 1974 حيث في إحدى القرى المسمّاة palekythro عاش يونانيين وأتراك معاً، وفي القرية كنيسة تحوي أيقونة “العذراء المرضعة”، وكانت تلجأ اليها السيدات اللواتي فقدنَ حليبهنّ لإرضاع الأطفال. ويُذكر أن معجزةً حصَلت مع سيدة تركية مسلمة جاءت إلى الكنيسة تتوسل بدموع أمام أيقونة “العذراء المرضعة” أن تنقذ ابنها من الموت جوعاً (حيث لم تجد من ترضعه لها، وحيث لم يكن الحليب المُعلّب معروفاً) وقد استجابت العذراء طلبتها.
وتتضمّن صلوات الليتورجيا البيزنطية إشارات عديدة إلى موضوع تجسُّد ابن الله من البتول القديسة، تجسُّداً حقيقياً، وأن المغذّي كل الخلائق قد تغذّى كطفلٍ من ثدي العذراء كإنسانٍ حقيقي وكامل:
“أيتها البتولُ. كيفَ تُفيضينَ من ثدييكِ لبناً! وكيفَ غَذَّيتِ المُغذّي جميعَ البرايا ! هكذا شاء الذي أنبعَ الماءَ من الصخرة كما هو مكتوبٌ وأجرى جداولَ المياه للشعب العطشان” (الليتورجية البيزنطية – من خدمة جناز الراقدين).
“…وانت امطر للشعب في القفر منا، يغتذي لبنا من الثديين..” (من صلاة الساعة التاسعة – برامون الميلاد).
انّ من ينظر إلى أيقونات العذراء المرضعة، يراها تعبّر عن الفكر اللاهوتي الذي تتضمّنه وتريد إيصاله إلى المؤمنين عن حقيقة تجسّد الكلمة، وذلك بأسلوب ورؤية وقورة هادئة تدعوك إلى وقفةٍ من الإيمان والخشوع أمامها، لا بأسلوبٍ مُنفّر يخدش الحياء البشري!
يقول الرسول بولس: “انّ كل شيئٍ طاهرٌ للطاهرين، وأما للنَّجِسين وغير المؤمنين فليس شيئٌ طاهراً، بل قد تنجّس ذهنهم أيضاً وضميرهم” (تيطس15:1).
المراجع:
– موسوعة الويكيبيديا
– موقع الأنبا تكلا هيمانوت القبطي.
– موقع https://antexoume.wordpress باللغة اليونانية.