أيقونة العذراء «الوردة العادمة الذبول»
هل سمعت عن أيقونة العذراء «الوردة العادمة الذبول» ؟
قد تُصادف في زيارةٍ لك إلى إحدى الأديرة الأرثوذكسية، أيقونة للسيدة العذراء والدة الإله مع الرب يسوع المسيح طفلاً صغيراً، وتحمل بيدها الأخرى وردة، وأحياناً يكون السيد المسيح نفسه واقفاً في وسط الوردة المُتفتّحة.
إنها من أروع الأيقونات الأرثوذكسية الغنيّة بالمعاني الكتابية واللاهوتية والليتورجية العميقة.
تُسمّى هذه الأيقونة “الوردة العادمة الذبول” (روذون تو أمّاراندون) (باليونانية: Ρόδον το Αμάραντον ).
موضوع الأيقونة مستوحى من عبارة شِعريّة جميلة نقولها في قانون المديح للسيدة والدة الإله، الذي ننشده في مساء أيام الجمعة من الأسابيع الخمسة الأولى من الصوم الكبير، والذي نظمه القديس ثيوفانيس الراهب الساباوي، كاتب التسابيح، والتي تقول: «إفرحي يا من وَحدَها أفرَعَت الوردة العادمة الذُّبول» (قانون المديح – الأوذية الأولى).
السيدة العذراء، كما يصفها أيضاً القديس يوحنا الدمشقي في أنشودة «إن البرايا بأسرها…» هي “الفردوس الناطق”، لأنه منها أفرَعَت «الوردة العادمة الذبول» أي ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح، الذي سُلطانُه أبديّ لا يَضمحلّ ولا يزول.
وفي كطافاسيات عيد الميلاد هناك عبارة تقول: “أيّها المسيح المُسبّح، لقد خرجَ قضيبٌ من أصل يَسّى (١) ومنهُ نَبتَّ زهرةً من جبلٍ مُظلّلٍ مُدغل…..” (الكطافاسية الرابعة).
والقديس نكتاريوس العجائبي، أسقف المدن الخمس، في مديحه لوالدة الإله يصفها قائلاً عنها: «زهرةُ عدم الفساد وتحقيق البتولية» (نشيد: “عذراءُ يا أم الإله”). فبتولية العذراء لم تَنثَلم بسبب ولادتها للمسيح بل هي دائمة البتولية، بمعنى أنها بتول من قبل ولادتها للمسيح، وفي أثناء الولادة، وظلت أيضاً بتولاً بعد ولادتها له حتى آخر حياتها الأرضية، وهذا هو المعنى الرمزي للنجوم الثلاثة التي نراها دوماً في الأيقونة الأرثوذكسية على رأس العذراء وكتفيها الأيمن والأيسر. وجسَدها الشريف الطاهر لم يختبر الفساد في القبر لأنها أُصعِدَت إلى السماء بالنفس والجسد، لذلك ندعوها أيضاً بحقّ “الوردة العادمة الذبول”.
(١) – يَسّى الذي من مدينة بيت لحم، هو أبو داود الملك، أي جدّ المسيح بحسب الجسد، راجع أشعيا 1:11)
بقلم: رومانوس الكريتي