السيد المسيح – أيقونة باويط – 1
أيقونة أثرية نادرة ترجع إلى القرن السادس
الأيقونة مستخرجة من حفائر دير أنبا ابولو وهو من أوائل الأديرة التي تأسست فى منطقة مصر الوسطى حيث يعود تأسيسه إلى أواخر القرن الرابع على يد القديس ابولو
وكلمة باويط مأخوذة عن كلمة قبطية تعني تجمع أو دير وهذا الدير يقع بالقرب من مركز ديروط – محافظة أسيوط – وقد اكتشف عام 1902 بالصدفة على يد ضابط بالجيش الانجليزي يدعى ” كليندا ” وبعد ذلك توالت الاكتشافات بالمنطقة عن طرق المعهد الفرنسى للآثار الشرقية – بالقاهرة
وفي الأيقونة التي تعد من أهم مقتنيات متحف اللوفر فى باريس – نرى السيد المسيح وهو يضع يده اليمنى على ” ابا مينا ” وهو فى الغالب رئيس الدير – ولليد اليمنى مغزى هام لأن ” يَمينُ الرَّبِّ صَنَعَتْ قُوَّةً، يَمينُ الرَّبِّ رَفَعَتْنى، يَمينُ الرَّبِّ صَنَعَتْ قُوَّةً فَلَنْ أَموت بَعْدَ، بَلْ أحْيا وأُحَدِّثُ بأعْمالِ الرَّبِّ، تأْديبًا أدَّبَنى الرَّبُّ. وإلَى الموْتِ لَمْ يُسلِمنى.” وهو ما نردده في المزمور المئة والسابع عشر والذي يستخدم فى صلاة الغروب بحسب طقس الكنيسة القبطية الارثوذوكسية . ومن المرجح أن ابا مينا هذا كان قد تنيح عند رسامة هذه الأيقونة – كما تشير وضع اليد اليمنى على الكتف إلى المعية مع المسيح ( أي أنه مع المسيح )
ويلاحظ أن رئيس الدير وهو راهب لم يرسمه الفنان وعلى رأسه أي علامة أو زي معين يشير إلى كونه راهب فلا وجود للقلنسوة الشهيرة للرهبان ذات الاثنى عشر صليبا والمستوحاة من الخوذة الرومانية الشهيرة للجندى الرومانى لحماية الرأس .
كما يقف ” ابا مينا ” فى معية المسيح حافي القدمين مما يؤكد أنه كان قد انتقل من برية هذا العالم التى تنبت ” شوكا وحسكا “( تكوين 3- 17 ) بحسب كلام الكتاب إلى أرض الأحياء أورشليم السمائية مع المسيح – لأننا نحتاج إلى النعلين لنقى أنفسنا من شوك البرية – وربما كان هذا هو الأساس الذي من أجله نخلع النعال والأحذية بحسب الطقس القديم للكنيسة القبطية لأننا في الكنيسة في معية المسيح
كما نلاحظ أن “أبا مينا ” متوشحا برداء ابيض فمن ” يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ” (رؤيا 3 – 5 ) ويشير بيده اليمنى بإصبعين إلى المسيح الإله الكامل والإنسان الكامل وممسك بيده اليسرى رسالة مطوية – ربما تشير إلى رسالته فى هذا العالم – أو وصاياه إلى أبنائه الرهبان .
روبرت يونان