أيقونة رقاد والدة الإله الأثرية
هي أيقونة موجودة في كنيسة مار شربل الأثريّة في بلدة معاد – جبيل ( لبنان) . إنها أيقونة ثابتة وغير صالحة للتغيير، ولكنها مميزة في طريقة رسمها”، شارحة أن “هذا الفن، كله مستمد من التراث البيزنطي لكنه رسم بلون محلّي، ويتميز بطابعه الأصيل النابع من الأرض والشعب، وما يفقد أصالته لا يعود فناً”.
هذه الكنيسة تحوي على إرث ثمين وهو كناية عن مجموعة جدرانيات “من أجمل ما رسمته الكنائس الشرقية (البيزنطية)
الجَداريات الماثلة على الحائط الجنوبي تُطالعنا بِمشهدٍ يَمتدُّ إلى اليمين، يُمثّل رُقاد السيّدة العذراء، وهو يضمُّ الرُسل المُتجمّعين حول نَعشِها، ونرى أسماءهم مكتوبة بالأحرف السريانية. ونَجِد بين هؤلاء شخصية إكليريكية رفيعة المُستوى، والمسيح ماثل في وسط الجِدرانية يتأمّل والدته ويحمل بين يديه روحها المُتمثلة بصورة طفلٍ مُقمَّط بلفائف، لأن العذراء لم تَمُت بل انتقلت إلى السماء. كما نَجِد ملاكين في يد أحدهما قِماش، وهما يتحفَّزان لاستقبال هذه الروح في السماوات.. في حين يَقِف على جانبيّ المسيح كاهنان مُكلَّلا الرأس ومن دون لحية، وهما بلباسٍ أبيض ويحملان شمعداناً مُضاءً دليلاً على الخدمة الجنائزية، إنهما شمّاسان. ومن الجهة الأخرى للمشهد، إلى الأعلى، يظهر رسولان وصلا، بحَسَب قِصَّتَين مُختلفتَين، مُتأخّرَين، وهما الرسولان بارتولوماوس وتوما. وفي أسفل النَعش، نَجِد مَشهَداً غالباً ما يُرافق جِدرانيات رُقاد السيّدة: ديفونياس اليهودي من أورشليم، الذي لم يُؤمن بانتقال العذراء، فأراد قلب السرير حين ظَهَر ملاك وقَطَع بسيفه يدَي المُتطفّل. كما نَجِد إلى اليمين واهب الجِدرانية راكعاً، ويُرَجَّح من الإكليل على رأسه ومن ثوبه أنّه كاهن.