أيقونة سيّدة لبنان
كتب هذه الإيقونة الراهبات الكرمَليَّات الحافيات في دير كرمل والدة الإله والوحدة – حريصا.
وهي إيقونة لسيّدة لبنان، تتطابق وأصول فن الإيقونات الإيكونوغرافيّة، في الأشكال والألوان والمقاييس والرموز وغيرها.
هذه الإيقونة مصنوعة، بعد الصوم والصلاة، من مواد طبيعيّة كصفار البيض وجلد الأرانب وغيرها، للدلالة على أن الطبيعة بكاملها تشارك في كتابتها، وهي تخدم أغراض العبادة وترتقي بحياة الناظر إليها من الأمور الأرضيّة للروحيّة. فهي تمثل حالة سماويّة حيث لا مكان ولا زمان يحدها. لا نجد أبعاد متناسقة، فنلاحظ مثلاً إن البرج غير منتظم، وشخص العذراء أكبر من المعتاد. وأن النور ينبع منها وهو فيها. وإنّ الاحتفال الليتورجيّ هو خارج المعبد مثلاً.
هذه الإيقونة كُتبت استنادا إلى رموز العذراء في التقليد المارونيّ ومن وحي صلاة «يا مريم سلطانة الجبال والبحار…» للبطريرك المكرم مار الياس بطرس الحويك، مؤسس المزار.
تمثال السيّدة العذراء يسيطر على النصف الأعلى من الإيقونة، يعلوه كتابة «والدة الإله – سيّدة لبنان» لأنّ تكريمنا للعذراء ينبع من علاقتها بالرب يسوع. نكرمها لأنها أمّ الإله …
وصف الأيقونة :
١ – تغرق العذراء في أجواء من الذهب – رمز المجد والخلود.
٢ – تتوشح بالثوب الأبيض وخطوط الذهب. فالأبيض علامة الطهارة لتلك التي «حبل بها بلا دنس» أمّا الخطوط الذهب فترمز للمجد والوقار لتلك التي هي «ممتلئة نعمة».
٣ – شعرها مغطى بحجاب رقيق تحت رأسها الأبيض وهو يعكس على بياض جبال لبنان المغطاة بالثلوج، هي التي «ضارعت نقاوتها ثلج لبنان» دلالة أخرى «للسيّدة التي حبل ها بلا دنس».
٤ – يتبين للناظر إلى وجهها، في ملامحه الهادئة، رمزٌ لحنان الأمّ، والى يديها المفتوحتين رمزٌ للشفاعة والحضور الدائم والاستعداد للخدمة، والى الذراعين الممدودتين، مثل أغصان الأرز، دعوة مثلثة:
دعوة إلى عبادة ابنها الإلهيّ «يسوع القربان» الذي يظهر دائمًا على المذبح في معبد: «أمّ النور».
دعوة إلى احتضان جميع اللبنانيين المقيمين والمغتربين، بل أطفال العالم بأثره، ليبقوا في أحضانها ثابتين في الإيمان بابنها يسوع.
دعوة إلى جميع الكنائس الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، المتمثّلة بالبطاركة المحيطين بها المارونيّ، والأرمنيّ والسريانيّ واللاتينيّ، والقبطيّ، والملكيّ والكلدانيّ وخادم المعبد والكاهن الأرمنيّ وآخر يونانيّ. تدعوهم جميعًا إلى الوحدة. وهم يوجهون أنظارهم اليها، ويدعونها «بملء المسرّة سلطانة لبنان وسائر الشرق». إنّهم مع مريم يشكلون بتنوع ألوان ثيابهم البيعيّة قوس قزح يعكس جمال الوحدة في التعدّد في الكنيسة.
٥ – «هي سلطانة السماوات والأرض»: تاجها وحذاءها الأرجوانيّ يرمزان إلى كرامتها كملكة طاهرة، مكللة بالمجد. ويداها المبسوطتان الى تدفق النعم السماويّة، فيما ترنوا الهيا عيون الجميع.
٦ – «هي تابوت العهد وبيت الذهب» المتمثل، بالذهب الذي يحيط بها وبمعبد أمّ النور الذي غدا بيت القربان في المزار.
٧ – هي «برج العاج» المتمثل بالبرج. ويرمز إلى القوة والصلابة، وإلى المجد والعظمة. ويرمز أيضاً إلى البياض والنقاوة. فكل هذه الرموز تدلّ بامتياز إلى سيّدتنا مريم العذراء. فهي أنقى وأصفى من العاج. وأشد صلابة وقوة في وجه عدوِ نفوسنا من أيّ سلاحٍ آخر، وعرشها أعظم من عروش الملوك والعظماء! ».
٨ – هي «الزنبقة الروحيّة والوردة السريّة» المتمثّلة في الورود والزنابق على جوانب المعبد،
٩ – هي «نبع الحياة» المتمثل بالأنهار النابعة من الجبال.
١٠ – هي «أرزة لبنان»، المتمثلة بشجر الأرز على الجبال.
وأخيرا، من ينظر إلى هذه الإيقونة لا بدّ له من أن يرنم صلاة البطريرك المكرم الياس الحويّك مرددًا:
«يا مريم سلطانة الجبال والبحار، وملكة لبناننا العزيز الذي أوتيت مجده وشئت ان يكون لك رمزًا، يا عذراء ضارع نقاوتها ثلج لبنان، وفاح عرف طهرها كعرف زهور لبنان، وتسامت كالأرز في لبنان… تضرّعي لأجلنا».
أليتيا
No Result
View All Result