ساعة سجود
تأمل في رسالة يسوع
ا- بعد العشاء السري في العلية،
خرج يسوع على عادته الى جبل الزيتون وتبعه تلاميذه. وهناك بستان دخله هو وتلاميذه. فقال لتلاميذه: إجلسوا ها هنا لأمضي أصلي هناك. يسوع يصلي، إنه حامل رسالة من الآب. والرسالة هي إرادة الآب يبلّغها يسوع للبشر. لذلك، منذ دخوله إلى العالم بالتّجسد، قال: ها أنذا آت لأصنع مشيئتك، يا الله. صنع مشيئته فاتخذ جسدا من مريم واختبر ضعف البشر في جميع مراحل حياته: طفل ضعيف كالأطفال، يتعلم كل شيء كسائر الأطفال، عامل يعمل كسائر العمال ويُطيع والديه وهو الرب الإله ( لو ٣: ٥١). ونحن يا رب منذ وعينا هويّتنا المسيحية هل وقفنا حياتنا على إتمام ما تريده منا؟ (أبانا، سلام، مجد)
(صمت)
🕯️🕯️🕯️
٢- يسوع يصلي، عندما بلغ زمان نَقل رسالة الآب إلى البشر،
ترك يسوع الناصرة وقصد نهر الأردن وهناك خضع لمعمودية التوبة كسائر البشر الخاطئين. فقَبِل المعمودية من يوحنا المعمدان وأعلنه الآب للناس هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت ( لو ۳ : ۱۲ )، والروح أَرفّ فوقه وكأنه يزكي شهادة الآب. ونحن يا رب، هل قبلنا هويّتنا الخاطئة فدخلنا في عداد الخطأة لننصرف إلى أعمال التوبة الصادقة؟
أبت، إني أُسلم لك ذاتي، فافعل بي ما تشاء، ومهما فعلت بي، فأنا شاكر لك.
إني مستعد لكل شيء، ليس لي رغبة أخرى يا إلهي، سوى أن تكمل إرادتك فيَّ وفي جميع خلائقك. إني أستودع روحي بين يديك وأهبها لك يا إلهي، بكل ما في قلبي من الحب، لأني أحبك، ولأن الحب يتطلب مني أن أهب نفسي، أن أودعها بين يديك، من دون قياس وبثقةٍ لا حدَّ لها، لأنك أبي. (أبانا، سلام، مجد)
(صمت)
🕯️🕯️🕯️
٣- قبل أن ينطلق يسوع في رسالته.
إنقطع إلى البرية يصوم ويصلي. (لو ٤ : ١ – ١٣ ) إلى البرية حيث لا بشر يُلهي عن الله ولا حاجة إلى الأَكل والشرب تشغل البال. إِنصرف يسوع إلى مناجاة الآب يتبين إرادته ليتقيد بها في بدء حياته التبشيرية العَلَنية.
حاول الشرير على دفعات مختلفة أن يصرفه عن رسالته حَلَّى له الأكل والشرب بعد جوع طويل. فكان الجواب: حياة الإنسان أكل وشرب، أَجَل: حياة بشرية مادية. غير أن حياة الإنسان الفُضلى العمل بما يطلبه الله منا: حياة إلهية روحية ثم حَلَّى له حب المجازفة في الأخطار مع الإتكال على الله. فكان جواب يسوع: التعرض للخطر بدون داع مع الإتكال على الله: إنما هو إمتحان للّه يخالف إرادته.
ثم حَلَّى له حب النفوذ والسيطرة على البشر لقاء السجود للشرير، فكان جواب يسوع: للّه وحده تسجد وإياه وحده تعبد.
في كل هذه التجارب، حاول الشرير أن يصرف يسوع عن أداء رسالته فَفَشَّلَه يسوع بتعَلُّقه بإرادة الله.
هل جابهنا دائما وَشوَشات الشرير بما ألهمنا إليه روح الله؟ (أبانا، سلام، مجد)
(صمت)
🕯️🕯️🕯️
٤- يسوع يصلي، قبل اختياره الرسل الإثني عشر
قضى يسوع ليلته في الصلاة يستعرض في ذهنه كُلاً من تلاميذه، محاسنه ومعايبه، مُسترشداً إرادة أبيه السماوي فقط ومُستبعداً عنه كل إعتبار بشري (لوقا ٦ : ۱۲ – ١٦). وعند الصباح إختار رسله الإثني عشر.
قبل التبشير بكلمة الله وبعده، يلجأ يسوع إلى أبيه يطلب إليه ان يُنيره ليَحمُل إلى البشر رسالة كاملة، بكل أمانة.
ونحن، هل نعرف أن نعتصم بالصلاة قبل كل عمل خطير في حياتنا؟ هل نعود إلى الله نسأله كيف يُريدنا أن نَتصرف في هذه التجربة أو في تلك؟ (أبانا، سلام، مجد)
(صمت)
🕯️🕯️🕯️
٥- في علاقات يسوع بالناس
همَّه الوحيد أن يُعلن لهم ما هي إرادة أبيه. تحدث إلى السّامرية الخاطئة فحاول أن يُسمع ضميرها الغافي على الشر صوت الله الحميم… ولمّا ألحَّ عليه الرسل بالإنصراف إلى الأكل. فاجأهم بما يكون قد صَرَعَهُم: طعامي أن أعمل مشيئة أبي الذي في السماء. ( يو ٤ : ٣٤) وإني لا أعمل شيئا من عند نفسي، بل كما علمني أبي هكذا أنا أتكلم. والذي أرسلني هو معي، ولم يتركني أبي وحدي، لأني كل حين أعمل ما يَحسُن له. (يوحنا ۸ : ۲۸ – ۲۹ ). هل أن علاقاتنا بالآخرين هي دائما لإيصال كلمة الله إليهم؟ (أبانا، سلام، مجد)
(صمت)
🕯️🕯️🕯️
٦- إجلسوا ها هنا لأمضي أُصلي هناك (متى ٢٦: ٣٦).
هناك في البستان، تحت عتمة الزيتون، بعيدا عن كل صوت بشري. هناك، أعود إلى أبي وأسأله ماذا يُريدني أن أفعل والموت أخذ يعمل فيَّ وهو قريب أي إنسان، ويسوع إنسان كامل، لا يُخيفه فكر الموت الوشيك؟
إنه يتغلغل في جميع حواسه، في مخيلته، في فكره وفي قلبه ويُخَدِّر قواها فتخور ويَستَسلِم المُتألم للحزن والكآبة تِجاه موت لا مفر منه.
هلا تعلمنا منك، يا رب، أن نحمل آلامنا وأوجاعنا دون أن نفرض على الآخرين مساندتهم لنا! (أبانا، سلام، مجد)
(صمت)
🕯️🕯️🕯️
٧- وأخذ معه بطرس وابني زبدى
وبدأ يحزن ويكتئب فيقول: إن نفسي حزينة حتى الموت… أُمكثوا ها هنا واسهروا معي ( متى ٢٦ : ٣٧). أَمَا اختبر كل منا ما يُحدثه من فراغ في نفسه الألم الشديد؟ المُتألم عِبءٌ على ذاته… يهرب من ذاته ويخاف من ذاته المُتألمة ويَخشى غياب من يُشاطِره حزنه وألمه، أو بالأحرى من يُلهيه عن حزنه وعن ألمه. طلب يسوع من بطرس ويوحنا ويعقوب أن يكونوا بالقرب منه فيَحملوا معه جزءاً من آلامه ويكونوا في المستقبل شهوداً لما عانى من ألم في الليلة الأخيرة من حياته البشرية على الأرض. فلتكن، يا رب، بعض آلامنا شاهدة لآلامك التي سبّبها شر الناس وبغضهم وابتعادهم عن الله. (أبانا، سلام، مجد)
(صمت)
🕯️🕯️🕯️
٨- تألم يسوع وهو يبشر
كلَّما كان يواجه قلبا عصيّا لا يَقبَلَه. وزاد ألمه أن تلاميذه ورسله لم يفهموا رسالته وكانوا أبداً لاهين بالأمور الزمنية لا يَسعون إلاّ لمراتب ومناصب. لكنّه في المرحلة الأخيرة من مراحل حياته البشرية، طفح ألمه لأن البشر العصاة لم يعودوا يَقبَلون وجودَه بينهم فقَرَروا إزالته من الوجود. عندما احسّ يسوع بالموت قد إقترب ولا مفر منه، حزن واكتأب. الموت نهاية محتومة كما قد رتَّبه الآب في حكمته. لذلك ارتضاه الإبن عن طاعة ومحبة. يا أبتاه لتبتعد عني هذه الكأس، إن كان يستطاع، ولكن، لا كما ان أشاء بل كما أنت تشاء (متى ٢٦ : ٣٩) . هذا الخوف عند يسوع في وجه الشر والألم، هو خوف طبيعي، غير أن صمود يسوع في وجه الشر والألم، لتنفيذ إرادة أبيه في المرحلة الأخيرة من مراحل حياته، إنما هو صمود أظهره يسوع في جميع مراحل حياته، فأكسبه هذه القوة على مواجهة العدو، وهذا الإستسلام لإرادة أبيه. في بدء حياته قال: ها أنذا آت لأصنع مشيئتك يا الله. في نهاية حياته قال: لا مشيئتي بل مشيئتك يا الله. علمنا، يا رب، أن نصنع مشيئتك كل يوم حتى نتمكن من قبولها في الملمات الصِعاب، خاصة في الساعات الأخيرة من حياتنا. (أبانا، سلام، مجد)
(صمت)
🕯️🕯️🕯️
٩- جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياما،
فقال لبطرس: أهكذا لم تستطيعوا أن تسهروا معي ساعة واحدة! إسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة.
إصطحب يسوع الرسل الثلاثة، ليكونوا بالقرب منه، تعزية له في بلاياه، وإذا بالرسل قد استغرقوا في النوم بينما يسوع مستغرق في الصلاة.
مع أنهم كانوا قد رأوا مجده على جبل التجلي(متى ١٧ : ١ – ٦).
وهم كانوا قد صرخوا ليسوع باسم بطرس: لن اتركك ولو اضطررت الى الموت معك. (لو ٥١:٨ – ٥٨)ومثله قال جميع التلاميذ (متى ٢٦: ٣٣).
إسهروا وصلوا السهر هو زمن إنتظار ويقظة وتطلع إلى الخير… الصلاة هي الخضوع العملي لِمَا يريده الله منا، والبعد عما يُمليه علينا الشرير أيّا كان.
علمنا، يا رب، أن نسهر ونصلي فنقوى على محاربة الشرير وعلى إتمام مشيئتك فينا.(أبانا، سلام، مجد)
(صمت)
🕯️🕯️🕯️
١٠- السهر مع يسوع،
لا للنَّدب والنَّوح عليه متألما خائفا، بل لنتعلم منه أن نبقى مدى الحياة مثله نعمل ما يريده الله منا كل يوم، ونبتعد عن كل ما يُضاد مشيئته، ونُسلمه ذواتنا تسليماً مطلقاً حتى الساعة الأخيرة من حياتنا، ليتسنى لنا، عندما نُسْلِم الروح، أن نقول مثل يسوع : قد تم كل شيء كل ما أراده الله لي من خير قد تم وكل ما أراده الله بي من خير قد تم. لهذا أستودع روحي بين يديك، يا الله .
قوِّنا، يا رب، ليستطيع كل منا أن يقول في اللحظة الأخيرة من حياته: في يديك، أستودع روحي يا الله. (أبانا، سلام، مجد)
(صمت)
🕯️🕯️🕯️
مسبحة القربان الأقدس
على الحبات الكبيرة:
يا ربّي يسوع، إني أقدّم لك حزني بسبب كلّ التجديف المرتكب ضدك واللامبالاة التي يظهرها الناس لك في القربان الأقدس على المذبح .
على الحبات الصغيرة:
يا يسوع إنّي أعبدك في القربان الأقدس .
صلاة الختام:
يا أمّي مريم القديسة، أرجوك أن تقدمي صلاتي هذه لإبنك يسوع وواسي قلبه الأقدس. أرجوكِ أن تقدّمي له شكري على حضوره الإلهي في سر القربان الأقدس. لقد عاملنا برحمة وحبّ ببقائه معنا . فلتكن حياتي هي صلاة شكري له. يا يسوع، أنا أثق بك . آمين.
مسبحة الرّحمة الإلهيّة
على حبات الأسرار (الأبانا) أتل الصلاة التالية:
أيّها الآب الأزليّ، إنيّ أقدم لك جسد ابنك الحبيب، ودمه ونفسه ولاهوته، تعويضا عن خطايانا وخطايا العالم أجمع.
على حبات السلام اتل الصلاة التالية:
بحقّ آلامه المقدّسة، ارحمنا وارحم العالم أجمع.
بدل المجد تقال تلاث مرات الصلاة التالية:
قدّوس الله، قدّوس القوي، قدّوس الذي لا يموت، ارحمنا وارحم العالم أجمع.
في نهاية المسبحة:
أيها الدّم والماء اللذان تدفقا من قلب يسوع كنبع رحمة لنا، إنّنا نثق بكما.
أفعال التعويض الخمسة
🕯️الفعل الأول:تعويضًا عن الذين لا يزورونه في الكنائس
يا يسوع إلهي، أنا أسجد لك سجودًا كلّيًا في القربان المقدس، وأومن أنك إله وإنسان حق، قاصدًا أن أعوّض لك من فتور كثيرين من المؤمنين الذين لا يلتفتون إليك بمرورهم أمام كنائسك، وبحضورهم قدام مذابحك، حيثما تشتهي بكمال الحب أن تهبهم ذاتك، وهم على مثال الإسرائيليين في البرية يكرهون هذا المن السماوي.
فأنا أقدّم لك الدم الثمين الذي سفكته من جرح رجلك الشمال، تعويضًا من هذا الفتور الممقوت. وفي هذا الجرح الأقدس أكرّر مرات لا تُحصى قائلًا:
فليُشكر يسوع في كلّ زمان ويُمجّد في سر القربان. (الأبانا والسلام والمجد)
🕯️الفعل الثاني:تعويضًا عن الذين لا يرافقونه في الدروب
يا يسوع إلهي، أنا أسجد لك سجودًا كلّيًا، وأؤمن أنك حاضر في السر الأقدس. وأنوي أن أعوّض لك من عدم معروف كثيرين من المؤمنين، الذين إذ يرونك محمولًا إلى المرضى لتعزيتهم في سفرهم إلى الأبدية لا يُرافقونك، وبالجهد يسجدون لك ظاهرًا.
فأنا أقدّم لك، تعويضُا من هذا الفتور، الدم الثمين الذي سفكته من جرح رجلك اليمين، الذي فيه أكرّر مرات كثيرة قائلًا:
فليُشكر يسوع في كلّ زمان ويُمجّد في سر القربان. (الأبانا والسلام والمجد)
🕯️الفعل الثالث:تعويضًا عن الذين يهينونه في الزيارات
يا يسوع إلهي، الخبز الحقيقي للحياة الأبدية، أنا أسجد لك سجودًا كلّيًا. وأنوي أن أعوّض لك من الجراح التي تجرح قلبك كل يوم بتدنيس كنائسك، حيث تقيم تحت الأشكال السرية، ليَسجد لك ويحبك المؤمنون بك.
أقدّم لك، تعويضًا من هذه الإهانات، الدم الثمين الذي سفكته من جرح يدك اليُسرى الذي به أكرّر في كل وقت قائلًا:
فليُشكر يسوع في كلّ زمان ويُمجّد في سر القربان. (الأبانا والسلام والمجد)
🕯️الفعل الرابع:تعويضًا عن الذين يهينونه في القداس
يا يسوع إلهي، الخبز الحي الذي نزل من السماء، إني أسجد لك سجودًا كلّيًا. وأنوي أن أعوّض لك من الإهانات الكثيرة الصادرة عن المؤمنين بك، بحضورهم القداس الإلهي حيث تجدد، بوفور حبك، الذبيحة، ولو بنوع غير دموي، المكتملة على الجلجلة لأجل خلاصنا.
فأنا أقدّم لك، تعويضًا من عدم المعروف هذا، الدم الثمين الذي سفكته من جرح يدك اليمنى. الذي فيه أرتّل مع الملائكة المحيطين بك قائلًا:
فليُشكر يسوع في كلّ زمان ويُمجّد في سر القربان (الأبانا والسلام والمجد)
🕯️الفعل الخامس:تعويضًا عن الذين يهينونه في المناولات
يا يسوع إلهي، الذبيحة الحقيقية عن خطايانا، أنا أسجد لك سجودًا كلّيًا، وأقدّم لك هذا السجود، تعويضًا من هتك الأقداس الذي يرتكبه ناكرو الجميل الذين يتقدّمون إلى المناولة بحال الخطيئة المميتة.
فتعويضًا من هذا النفاق المكروه، أقدّم لك قطرات دمك الأخيرة المسفوكة من جرح قلبك الأقدس الذي فيه أدخُل لأسجد لك وأباركك وأحبّك وأكرّر مع الذين يكرّمونك في القربان المقدّس قائلًا:
فليُشكر يسوع في كلّ زمان ويُمجّد في سر القربان (الأبانا والسلام والمجد)