مْنّ اراد ان يتبعني …
الاحد مابعد الصليب
الخوري بطرس الزين
خيارٌ يطرحه الرّب امامنا تاركًا لنا الحرية في طاعته أو عدمها. من أراد.
يحترم الله كلمته ولايعود عنها وهو يحترم حريتنا التي وهبنا اياها منذُ البدء. وهو يحترمها فينا حتى ما بعد الخطيئة وبالرغم من عصياننا لوصاياه.
من اراد
توضح الكلمة ان الله ليس مضطرًا اضطرارًا ليخلصنا من خطيئتنا. لأن معصيتنا له لا تنقص منه شيئًا ولا تجعله في موقع الخاسر، حاشا.
بل هي المحبة التي فيه والتي لايمكنها الا أن تحب والله محبة، ولا يمكن ان يكون الله بدون محبة. وهذا مايجعل الله يتابعنا ويغدق علينا مراحمه ومحبته ورعايته بالرغم من تمرغنا في وحول الخطيئة والعمل في عبودية الرذيلة.
وما يريده هو أن ينتشلنا من بؤرة الخنازير التي نتمرغ فيها كل يوم. ليجلسنا معه ويورثنا المجد الإله.
فهل تريد أن تكون ليسوع ؟ أن تتبع يسوع الى حيث يذهب؟. قد يطرح امامك ابليس كل تجربة العذاب والجلد والصلب والموت التي مر بها سيدك وربك، انت الآن تتذكر الآلآم اكثر من النصر.
هذا عمل ابليس وهذا هدفه ان يجعلك تتوه عن درب الرب وطريق النصر والحياة.
قد تمر بكل ما مر به يسوع وهذا احتمال وارد لكنه ضعيف. ومع ذلك فالملكوت يستحق اكثر من اسبوع آلام ندفعه ثمناً لنكون مع الرّب دائمًا.
انه من السخف ان نقابل تعبنا في الحياة او مانعانيه مع زوجة أو ما تعانيه مع زوج أو اب او ام او رب عمل أو معانات من فقر أو مرض بمقابل ما عاناه الرب من هزئ وتقريع وضرب وصلب وموت بأشنع طريقة اعدام لا تكون سوى للمرذولين المحسوبين لاشيء.
لهذا كان الروماني ممنوع ان يحكم عليه بالصلب. لانه من عرق محترم وليس كباقي الناس الوضعاء. يسوع حُسِب كل شيء. وقبل الصلب من اجلنا ليميت الموت بموته ويمنحنا بقيامته حياة ابدية.
وهذا ما كان
طوبى لمن حُسب لاشيئ كرما للمسيح، لأن الرب هو الذي يمجد الأشياء ويصيرها مسكنه، ويقيم فيه إلى الأبد.
اكفر بنفسك
ومتى كان للتراب المداس قيمة لولا روح الله المبثوث فيه؟
اكفر بنفسك اي تذكر انك تراب من دون الله . لايمكن للتراب ان يفتخر بنفسه.
لكن يمكن ان ينال المجد متى توسل محبة الله وسعى اليها. لأنها مطروحة اليه. ولكن عليك ان تقوم اليه.
(قم ايها النائم فيضيئ لك المسيح)
اتريد النور ؟ اعترف اولاً انك في ظلمة الخطيئة، اخرج منها واعبر باب التوبة فتدخل في غفرانه فتحيا وتصير شيئًا الهيًا.
واخطر مافي حياة المسيحي هو أن يظن نفسه شخصًا مهمًا.
ويقول : أنا بتواضعٍ ظاهر، لكنه ممزوج بسم الكبرياء والإدعاء والغرور.
وهذا قد نقع في جميعًا، و.ليس من معصوم. وهذه الأنا تكون مقصلة موتنا ولن تكون ابدًا صليب قيامتنا وحياتنا أبدًا.
اذا قلت لكم انني انا مختار الله فقد انتدبني لخدمة خرافه الناطقة واسراره الإلهية. يبقى هذا كلاماً اجوف. بلا قيمة إلا اذا قمت برعاية الخراف واقمت اسرار الله بينها.
واطعت الكنيسة التي اعلنتني واقامتني على الخدمة. انا لاشيئ إلا بمقدار امانتي في خدمة من جعلني شيئًا لأكون في خدمته.
(لست انا احيا بل المسيح يحيا فيَّ)
هذه لاتعني . ان لا بولس يدعي ويتبجح بكونه حاملاً لله في حياته . لكنه يعني انه لاشيء، لاشيء، لأن المسيح هو كل شيئ ولا فخر له في هذا إلا بمقدار ما يحمل في جسده المادي بالجهاد والصبر والعزاب والإضطهاد سمات الرب يسوع .
ولم يفتخر بالإنتماء المعنوي او الحقوقي للمسيح بل بالشهادة اليومية . وكيف له ان يفتخر ويسوع هو الذي يعمل فيه كل شيئ لمجد الله الآب ؟ زكا لم يفتخر ان الرب دخل بيته وتعشى عنده .
لكنه اعترف انه خاطئ كبير وغير مستحق لهذا الفخر الذي وهبه اياه الرب بدخوله بيته . اذا اردت ان تفتخر فليكن بصليب الرّب الذي تحمله في حياتك بصمت وفرح.
واذا سألوك عنه فقله لهم اعمالاً ومحبة، وايمانًا بوعد الله في قداسة نفسك وروحك في اليوم الأخير.
انا الكاهن لاشيئ بدون الخدمة والرعاية . والخدمة والرعاية إن لم تأتي عن كفر بالنفس وبهجر رغباتي وشهواتي العالمية، فحتى خدمتي تصير مشبوهة ومشكوك بها (رو 2: 24 لان اسم الله يجدّف عليه بسببكم).
وأُحاسب عليها ولا تحسب على الرعية . الخدمة تكون مقبولة مني إن كانت بحسب الاصول. ولكني اكون انا كحمار برلعام انطق بما لا أؤمن لأني لا احياه في حياتي ، وافعل ما توجب علي فعله بحسب العادة وليس عن شوق روحي . هكذا من يعتقد نفسه شيئًا.
وهذا ماتعنيه كلمة ( الفاسقون ) فالفسق بالعربية تعني:
الفِسْق: العصيان والترك لأَمر الله عز وجل والخروج عن طريق الحق.
وهذا ما يجعلني اقول ان دعوة الرب لنا من خلال انجيل اليوم هي ليست دعوة لإرسالنا رسلاً لحمل الصليب والجهاد في سبيل نشر كلمة الله بين الناس.
بمقدار ما هي دعوة إلى العودة للذات واعادة تقييم حياتنا ومقارنتها بمشيئة الله وليعرف كل منا إن كان هو حقًا مع المسيح يحيا، أم هو ضده وشاهد زورٍ بين الناس؟.
احمل صليبك واصلب عليه خطاياك والأنا التي فيك،
وكل شهواتك
فقد مات المسيح عنك مرة ولن يموت من جديد.
والآن عليك ان تقدم له حياتك مصلوبة على الطهر
وتمات لأجل كل بر فتقوم وتحيا له
ولن تموت أبدًا
آمين.
Discussion about this post