أيقونة القديسة فيرونيك وجه المسيح
4 شباط تذكار القديسة فيرونيك وجه المسيح .
معناها في اليونانية “الأيقونة الحقيقية”، وفي اللاتينية “واضحة أو صحيحة”.
منهم مَن قال إنها المرأة النازفة الدم التي ورد في الإنجيل أن الرب يسوع قد شفاها ذلك في “إنجيل لوقا” تقول القصة عندما كان يسوع يمضي في طريقه، كانت هناك امرأة نازفة للدم منذ اثنتي عشرة سنة، انفقت كل ما تملكه على الأطباء ولم تشف بعد، فشاهدت يسوع ولمست طرف ثوبه، فوقف نزيف دمها فى الحال.
وفي “إنجيل نيقوديموس” تحدث أن امرأة لمست جلباب يسوع وشفيت على الفور من نزيف قاتل، حيث إنها كانت تعاني من هذا المرض الذي جعلها، ضعيفة ومريضة باستمرار، حينما أرادت أن ترتاح من أوجاعها، ورغبت أن تلمس وجه ثوب يسوع.
تظهر الأيقونة القديسة فيرونيك تحمل المنديل الذي مسحت به وجه السيد المسيح – حين وقع تحت ثقل الصليب – بدافع من حبّها له وإشفاقها عليه. وعند عودتها إلى منزلها وجدت أن صورة وجه السيد المسيح قد ظهرت على هذا المنديل، وقد ظهرت الآلام على ملامحه حسب ما تقول القصص المتوارثة في التقليد.
ويقول التقليد الغربي أن فيرونيك ذهبت إلى روما وشَفَت الإمبراطور طيباريوس قيصر بقوة المنديل الذي تحمله، وأنها عند نياحتها تركته للبطريرك القديس إكليمنضس.
بحسب التقليد في فرنسا فيرونيك هي “زوجة زكا” (لو 19: 2-10)، خرجت هذه السيدة مع رجلها زكا العشار الذي باع كل ما يملك، وذهبا ليبشرا بالسيد المسيح حتى بلغا إلى فرنسا. بشّرا بالإنجيل ونشرا المسيحية في منطقة جنوب فرنسا. وهناك قصص أخرى غير مؤكدة تجعل من فيرونيك نفسها مرثا أخت لعازر، وابنة المرأة الكنعانية، والمرأة نازفة الدم.
في أوائل القرن الخامس عشر تمّ تحديد منزل فيرونيك كأحد محطات مراحل طريق الصلبوت في أورشليم، وبعدها تدريجيًا صارت حادثة فيرونيك – مع غيرها من الحوادث – إحدى المراحل الثابتة في هذا الطريق.
ويُقال أن المنديل الذي طبع عليه وجه المسيح مازال موجودًا في كنيسة القديس بطرس في روما، مما يشهد بصحة التقليد.
لقد ترك السيد المسيح صورته مطبوعة على المنديل “Mandilum“ وعلى الكفن المقدس. وقد انطبعت بصورة معجزية تذكارًا للأجيال. وعنها أخذ الفنانون على مدى العصور مثال صورة وجه السيد المسيح.
ويحرص الأرثوذكس البيزنطيون في الفن الخاص بأيقوناتهم أن يكون وجه السيد المسيح أقرب ما يكون للوجه المطبوع على المنديل وعلى الكفن المقدس.
لقد ترك السيد المسيح للأجيال المتعاقبة كلامه مدونًا في الأناجيل المقدسة وصورته على المنديل والكفن المقدس لأنه سبق أن قال لتلاميذه: “إن أنبياءَ وأبرارًا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا. ولكن طوبى لعيونكم لأنها تبصر، ولآذانكم لأنها تسمع” (مت13: 17، 16).
إذن فقد طوّب السيد المسيح في العهد الجديد كلًا من الرؤية والسمع لِما يخص أعماله، وأقواله، وظهوره، وتعاليمه.
وعن هذه الطوبى كتب القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولى “الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة” (1يو1: 1).
وقد حفظت الكنائس الأرثوذكسية هذا التقليد الرسولي الذي استلمته الكنيسة من السيد المسيح.
وفي إحدى الدراسات العلمية، أجرى فريق بحث علمي من جامعة بارى الإيطالية، بصحبة البروفيسور دوناتو فيتورى دراسة حول قطعة من القماش التى طبعت عليها صورة المسيح والمتواجدة في إحدى الكنائس القديمة، باستخدام الأشعة فوق البنفسجية ووجدوا أن النسيج به اللون البني المحمر، موضحين أن الصورة المتواجدة بالقماش تم إنشاؤها باستخدام مادة مجهولة الهوية، ويتكهن البعض أن هذه المادة ربما تكون قطرات الدم الناجمة عن المسيح.
وأضاف أحد الكهنة أن الصورة تصبح غير مرئية عندما تشاهدها فى زاوية معينة من قبل المشاهد، موضحين أن هذا يعتبر معجزة في العصور القديمة، تواجدت صورة يسوع على نسيج مكون من الألياف نادر جداً يسمى “نسالة”، عليه صورة السيد المسيح.