الفن القبطي في الكنائس
العمارة القبطية هي عمارة المسيحيين الأقباط المعمارية، الذين يشكلون غالبية المسيحيين في مصر.
تراوحت الكنائس القبطية من الكاتدرائيات العظيمة مثل كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية إلى أصغر الكنائس في القرى الريفية. وهناك أيضًا العديد من الأديرة القديمة مثل دير الأنبا أنطونيوس. تحمل الكنائس القديمة مثل الكنيسة المعلقة في القاهرة القبطية قيمة تاريخية مهمة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية والأقباط بشكل عام.
ترجع أصول العمارة القبطية إلى العمارة المصرية القديمة، مع رؤية تشابه بين مخطط المعابد المصرية القديمة، التي تتقدم من الفناء الخارجي إلى حرم داخلي خفي إلى تلك التي تتشابه مع حرم الكنائس القبطية، مع مجاز كنيسي خارجي أو شرفة، و(في المباني اللاحقة) حرم مخبأ خلف حاجز أيقوني. ويرى آخرون أن الكنائس القبطية الأولى، مثل الكنائس البيزنطية والرومانية، تعتبر تقدما عن البازيليكا اليونانية الرومانية. تمثل أطلال الكاتدرائية في قرية الأشمونين (430-40) الناجي الرئيسي الذي يدل على الفترة الوجيزة عندما كانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تمثل الدين الرسمي للدولة في مصر.
وهكذا، فمنذ بداياتها الأولى، دمجت العمارة القبطية تقاليد ومواد البناء المصرية الأصلية مع الأنماط اليونانية الرومانية والمسيحية البيزنطية. كان لأسلوب مسيحيي سوريا المجاورة تأثير متزايد بشكل كبير بعد القرن السادس، بما في ذلك استخدام أحجار الطبلة (في العمارة هي منطقة ثلاثية من الجدار المغلق في إطار الجزء العلوي للواجهة الأمامية [قوصرة]، وكثيرا ما تزين برسومات وتماثيل).
على مدى ألفي عام، جسدت العمارة القبطية الأساليب المصرية الأصلية واليونانية الرومانية والبيزنطية والأوروبية الغربية.
بعد دخول الإسلام لمصر، يمكن رؤية تأثير الفن والعمارة القبطية على العمارة الإسلامية المصرية مع دمج بعض السمات القبطية في البناء الإسلامي في مصر. يمكن تفسير ذلك بحقيقة أن الحكام المسلمين الأوائل في مصر، مثل الحكام البطالمة والبيزنطيين قبلهم، جندوا مصريين أصليين للقيام بأعمال البناء. في القرون اللاحقة، أدرج الفن والعمارة القبطية أيضًا زخارف مستوحاة من الأساليب الإسلامية. على وجه الخصوص، تظهر الأمثلة المبكرة القوس المشار إليه في الكنائس القبطية من القرن الرابع فصاعدًا، الذي أصبح سمة بارزة في العمارة الإسلامية، وربما انتشر من هناك إلى العمارة القوطية الأوروبية، على الرغم من أن هذه المنطقة بأكملها لا تزال مثيرة للجدل بين المؤرخين المعماريين، حيث يرى الكثيرون الآن الأصول بين الآشوريين، الذين انتشروا منها إلى بلاد فارس، انضمت إلى النمط الإسلامي.
العمارة القبطية الحديثة
بدأت الأنماط المعمارية الأوروبية في التأثير على الكنائس القبطية في القرن الثامن عشر. من الأمثلة عن الكنائس القبطية الحديثة، التي تتميز بسمات الكنائس الأوروبية، كنيسة القديسة ماري (المرعشلي) في الزمالك، القاهرة التي صممها المهندس المعماري القبطي الشهير رمسيس ويصا واصف، ومن الأمثلة الأخرى على العمارة القبطية الحديثة هي كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية، القاهرة، بُنيت في عام 1968 وكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل القبطية الأرثوذكسية في أسوان التي بُنيت في عام 2006.
كان من علامات بداية إحياء العمارة القبطية في أواخر القرن الثامن عشر بناء كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية في الأزبكية، القاهرة، التي أصبحت مقر البابا القبطي عام 1800. خُففت الأنظمة التي تمنع بناء كنائس جديدة، التي وضعها العثمانيون، تدريجياً في السنوات التالية من قبل الحكومات المتعاقبة في مصر، ما سمح بترميم العديد من الكنائس وبناء الكنائس الجديدة بعد أكثر من ثلاثمائة سنة من القيود المفروضة.
تتبعت الكنائس القبطية الحديثة عمومًا تقاليد معمارية مماثلة لتلك التي تتبعها الكنائس القديمة، ولكنها أكبر عمومًا وقد تحمل وسائل راحة وميزات حديثة. تعد كاتدرائية ميلاد المسيح في القاهرة، التي افتُتحت عام 2019، أكبر كنيسة في الشرق الأوسط.
الفن القبطي (بالإنجليزية: Coptic art)
يطلق هذا الاصطلاح على الفن الذي أنتج بواسطة المسيحيين في وادى النيل من حوالي (1) ميلادية حت دخول العرب مصر عام 641 وموجود حتى الآن في الكنائس وكانت المسيحية قد ظهرت في عهد الامبراطور الروماني نيرون عام 54 م وانتشرت بسرعة بين المصريين، وحتى أصبحت المسيحية الدين الرسمي في الإمبراطورية الرومانية والدول التابعة.
الفن القبطي هو الفن المصري القديم بعينه ولكن الاختلاف يعود في زمن الفن. إذ أن الفن المصري كان ينقش على معابد وهياكل المصريين والفن المصري الأوسط وإلى الآن ينقش على كنائس وهياكل المسيحية. دراسة الفن القبطي هي جزء من علم القبطيات.
التصوير الجداري:
كان التصوير الجداري السائد في العصر القبطي يسير على نفس الطريقة التي تواترت منذ أقدم العصور في مصر وهي طريقة التصوير بألوان الأكاسيد على الحوائط المغطاة بطبقة من الجبس ومنه انتشرت هذه الطريقة بين مسيحي الشرق والغرب وظل الأمر كذلك حتى بداية عصر النهضة. وقد وجه الأقباط عناية كبيرة إلى زخرفة الجدران والمحاريب الموجودة في الكنائس بالتصوير الحائطى مستعينين بموضوعات مستمدة من قصص الأنبياء والأحداث الدينية فكانت هناك صور للسيدة العذراء والسيد المسيح أو الملائكة والرسل والقديسين والشهداء أو موضوعات من التوراة والإنجيل.
السمات العامة للفن القبطي:
-
فن ارتجالي بسيط لأن الرهبان الذين كانوا يشرفون عليه لم تكن لهم دراية تامة من الناحية الفنية، كما كان الإنتاج يتم في جو مشحون بالقلق بعيدا عن الطمأنينة وراحة البال.
-
اتسم باستخدام الهالة على رؤوس القديسين والشهداء وأحيانا كان يضع تاجا أو يستخدم الاثنين معا.
-
البعد عن محاكاة الطبيعة وتقليدها، فالرسوم كان كانت محورة ورمزية وتظهر مميزات الأشكال المرسومة فقط.
-
تميز الفنان القبطي عن الفنان البيزنطي في تصوير صور القديسين حولها هالة من النور في حين الفنان البيزنطي كان يرسم تاج على رأس القديس.
-
كما تميز أيضاً في أن يعرض صور القديس فرحة مشرقة ألوانا مشرقة خاصة وجه القديس أو القديسة ليوضح موضوع عقائدي إذ يبرز الفرحة بالحياة الأبدية التي نالها هذا القديس أو هذه القديسة.
الزخرفة القبطية :
أو ما يسمى بـ الطبق النجمي هي الزخرفة التي سادت أحجبة الكنائس المسيحية في مصر في عصور الخلافات الإسلامية، والتي ظن البعض أنها لهذا السبب فن إسلامي غزا الزخارف المسيحية المصرية (والتي يطلق عليها اسم الفن القبطي). بينما الدراسة الأثرية لهذا النوع من الزخرفة يكشف عن «أصول» ترجع إلى العصر الفرعوني ثم المسيحي قبل الفتح العربي لمصر، من ناحية. ومن ناحية أخرى، تعكس هذه الزخرفة «مدلولات» عقائدية مسيحية، بعيدة بالطبع عن تصور الفكر الإسلامي الفني.
أنماط التغطية بعمارة الكنائس في مصر
تغطي الكنائس في مصر بصفة خاصة أربعة أنماط من الأسقف المسطح والجمالوني والمقبى والقباب، وفي معظم الحالات يجتمع كل هذه الأنواع في سقف واحد، ويلاحظ أن معظم كنائس فجر المسيحية في مصر التزمت بتغطية الصحن بجمالون أو قبو وكان ينفذ حسب الإمكانات المتاحة، ولكن بعد ذلك في عصور لاحقة ما بعد القرن الثالث عشر الميلادي، تطورت تغطية الصحن بمجموعة من القباب مع اختلاف عددها.
السقف في الكنائس القبطية ( ceiling ):
هو السطح العلوي الخارجي والداخلي للبناء، يقام على قوائم خشبية أو حسب الإمكانات المتاحة، تستند على جدران البناء، وللسقف أهمية كبرى في البلاد ذات المناخ الحار. ولتوفير الراحة الحرارية داخل الفراغ، استخدم المعماريون القبة والقبو والجمالون، وهي من أهم عناصر حفظ الراحة الحرارية داخل الفراغ، وذلك بسبب ارتفاع السقف بالزيادة، بحيث تزيد السقوف المقبية أو المقوسة من سرعة الهواء المار فوق أسطحها المنحنية، مما يزيد من فاعلية رياح التبريد في خفض درجة حرارة الأسقف، حيث يعمل على سحب الهواء الساخن الذي يرتفع إلى أعلى فيخرج من النوافذ المُطلّة على الناحية المشمسة، أما النوافذ التي في الناحية الظليلة فيدخل منها الهواء البارد المُنعش، مما يفسح المجال أمام التيّارات الهوائية الصحية الصافية للتردد على جنبات الكنيسة طاردة الهواء الفاسد إلى الخارج ويصبح هواء بيت الصلاة صِحياً، ومُتجددًا بشكل دائموبذلك تحقق الراحة الحرارية الداخلية. وإلى جانب التهوية فإن للأسقف المقبية والمحدبة وظيفة مهمة أُخرى حيث تعمل على عدم تراكم الثلوج والمياه على الأسطح وذلك في فصل الشتاء. وتؤدّي هذه الأسقف بشكل خاص دورًا حيوياً في إيصال الإنارة الطبيعية، إلى قلب بيت الصلاة، عن طريق أشعة الشمس التي تتغلغل عبر النوافذ الكثيرة، المُحيطة برقبة القبة والجمالون والقبو. وإلى جانب ذلك، للقبة تأثير إيجابي شتاءً حيث يزيد الاكتساب الشمسي لها عن الاكتساب الشمسي للسقف المسطح، خصوصاً عند خطوط العرض الشمالية (35ْ–40ْ) ، وللأسقف المقبية وظيفة مهمة أُخرى، هي المُساهمة في توصيل صوت المرتلين، إلى المُصلين كافة في جنبات الكنيسة، حيث تبيّن أنها تعمل على تضخيم الصوت العادي وإمكانية سماعه بوضوح في الصفوف الخلفية.
المراجع:
-
^ “Egypt state info”. مؤرشف من الأصل في 2009-05-15. اطلع عليه بتاريخ 2007-08-30.
-
^ V.I. Atroshenko and Judith Collins, The Origins of the Romanesque, p. 120, Lund Humphries, London, 1985, (ردمك 0-85331-487-X)
-
^ “Tiscali”. مؤرشف من الأصل في 2008-06-24. اطلع عليه بتاريخ 2007-09-02.
-
^ Kamil, p. 68
-
See: “Arch (pointed)”, in A Concise Dictionary of Architecture; Frederic Hicks Jones; 1991; Thomson Crisp Learning, (ردمك 1-56052-066-3)