الفن البيزنطي في الكنائس
الفن البيزنطي:
ولد هذا الفن في القرن الرابع الميلادي بنشأة القسطنطينية، وهو في حد ذاته متأثر في الفن الهيلنتسي، والروماني، وفنون آسيا الصغرى، وسورية، ومصر، وبالفن الساساني في بلاد فارس، وعرف عنه نظام القبة والزخرفة القائم على الرخام متعدد الألوان، كما في كنيسة آياصوفيا التي بنيت في عام 532م. ويعتبر الفن البيزنطي أصدق مرآة للكيان المركب الذي كانت تتألف منه الحضارة البيزنطية، حيث تآلفت السمات وميزات الفنون الإغريقية والرومانية مع فنون الشام ومصر وفارس، وهي تمتزج بنسب متفاوتة، ولكنها ممتزجة امتزاجاً تاماً يخلق منها كلاً متكاملاً، وقد كان هذا الفن بجوهره فناً دينياً.
ومن المؤكد أن الفن الإغريقي تأثر في بدء ظهوره بالفن المصري القديم. وأن فنون الرومان كانت امتداداً للفنون الإغريقية في الولايات الإيطالية التي كانت تخضع لنفوذ الإغريق من القرن الثامن إلى القرن الخامس في جنوب إيطاليا وكانوا يسمونها «مانيا جريكا» وأن الفن المسيحي بدأ بدوره يستعين برموز الرومان الوثنيين طوال مدة التبشير في الانفاق التي تسمى «كاتاكومب» تحت سطح الأرض إلى أن صدر مرسوم ميلانو في عهد الإمبراطور «قسطنطين الأول» في عام 313، فانتشر المسيحيون يبشرون للدين المسيحي بفنون الرومان فترة طويلة في إيطاليا.
لم يقتصر الفن الديني على الزخرفة الضخمة في الديكور الداخلي للكنيسة. وكانت الأيقونة أحد الرموز الأكثر أهمية للفن البيزنطي، كصور المسيح والعذراء أو قديس ما، وهي تُستخدم للتبجيل في الكنائس الأرثوذكسية والمنازل الخاصة على حد سواء. كانت الأيقونة أكثر تدينًا من كونها جمالية في طبيعتها، خاصة بعد نهاية تحطيم الأيقونات، فقد فهموا أنهم يُعبرون عن «الوجود» الفريد للشخصية الموضحة عن طريق وسائل «التشابه» بين الشخصية والشكل الذي يصورها والذي يجري الحفاظ عليه بعناية من خلال شرائع التمثيل
كان تذهيب المخطوطات من الأنواع الرئيسية الأخرى للفن البيزنطي، وكانت النصوص الدينية هي الأكثر شيوعًا، سواء جاءت من الكتاب المقدس نفسه (خاصة المزامير) والنصوص التعبدية أو اللاهوتية (مثل سلم الصعود الإلهي ليوحنا السلمي أو عظات غريغوريوس النزينزي). أُلقي الضوء على النصوص العلمانية: وتشمل الأمثلة المهمة قصة ألكساندر رومانس وتاريخ يوحنا سكايليتس.
ورث البيزنطيون انعدام الثقة المسيحية المبكرة بالنحت الضخم في الفن الديني، ولم ينتجوا سوى النقوش التي لم يبق منها إلا عدد قليل جدًا بالحجم الحقيقي، وهذا ما كان متناقضًا بشكل حاد مع فن الغرب في العصور الوسطى، إذ جرى إحياء النحت الضخم من فن كارولنجي وما بعده.
كان الموضوع الأساسي للفن البيزنطي دينيًا وإمبراطوريًا في المقام الأول، وغالبًا ما جُمع بين الموضوعين كما هو الحال في صور الأباطرة البيزنطيين اللاحقين التي زينت كنيسة آيا صوفيا من الداخل في القرن السادس عشر في القسطنطينية
وبالتالي نستنتج:
نشأ الفن البيزنطي وتطور من الثقافة اليونانية المسيحية للإمبراطورية الرومانية الشرقية، ويحوي كلًا من المسيحية والأساطير اليونانية الكلاسيكية، وقد عُبر عنه بشكل فني من خلال الأساليب الهلنستية والأيكونغرافيا. لم يفقد فن بيزنطة تراثه الكلاسيكي أبدًا، فقد زُينت عاصمة بيزنطة، القسطنطينية، بعدد كبير من المنحوتات الكلاسيكية، رغم أنها أصبحت في نهاية المطاف موضوعًا يثير الحيرة لبعض من سكانها (مع ذلك، لم يُبدي المشاهدون البيزنطيون أي علامات حيرة تجاه الأشكال الأخرى من الوسائط الكلاسيكية، مثل لوحات الحائط). يُعتبر أساس الفن البيزنطي موقفًا فنيًا أساسيًا اتخذه الإغريق البيزنطيون، مثل أسلافهم القدامى، «الذيم لم يكتفوا بالأشكال لوحدها بل حفزتهم العقلانية الفطرية، فوهبوا هذه الأشكال حياةً من خلال ربطها مع محتوى ذي معنى». على الرغم من تميز الفن الذي أُنتج في الإمبراطورية البيزنطية بالإحياء الدوري للقيم الجمالية الكلاسيكية، إلا أنه تميز قبل أي شيء آخر بتطوير قيمة جمالية جديدة تحددها صفته «التجريدية» الواضحة أو أسلوبه المعادي للطبيعة. فإذا كان الفن الكلاسيكي متميزًا بإنشاء تصوير يحاكي الواقع بأكبر قدر ممكن، يبدو أن الفن البيزنطي قد تخلى عن هذه المحاولة لصالح نهج أكثر رمزية.
استمرت طبيعة هذا التحول وأسبابه، التي حدثت إلى حد كبير خلال العصور القديمة المتأخرة في كونها موضوع نقاش علمي لعدة قرون. وعزا جورجيو فازاري ذلك إلى انخفاض المهارات والمعايير الفنية التي جرى إحياؤها من قبل معاصريه في عصر النهضة الإيطالية.
العمارة البيزنطية (Byzantine Architecture) :
هي الفن المعماري في عصر فجر المسيحية حسبما أخذ مجال تطوره في «القسطنطينية» وفي الإمبراطورية البيزنطية ككل بعد تحول العاصمة الرومانية إلى القسطنطينية عام 324م؛ فهي نمط معماري ازدهرَ في فترة حكم الإمبراطور الروماني جستنيان بين عامي 527 و 565 للميلاد، وتتسم باستخدام الفسيفساء في التصاميم الداخلية، والقبب المرتفعة في أعلى المباني، ولأن البيزنطيين استخدموا أحدث التقنيات الهندسية التي ظهرت في القرن السادس سيطر نمطهم المعماري على النصف الشرقي من الإمبراطورية الرومانية، وخاصة في عهد جستنيان الكبير، ولكن تأثيراتها امتدت لأبعد من ذلك، وبقيت لقرون طويلة، ويمكن القول إنها امتدت من عام 330 ميلادي وحتى سقوط القسطنطينية عام 1453 ميلادي، وما زالت من أساليب البناء البيزنطية شائعة إلى اليوم، وعمومًا صبّت العمارة البيزنطية اهتمامها على بناء الكنائس، ولكن هذا لا يمنع من أنها بَنَت أنواعًا مختلفة من المباني الأخرى
ولقد كانت أغراضه متشابهة تماما لأغراض العمارة الرومانية في فجر المسيحية ولقد اتخذت الإمبراطورية الغربية نظام المباني البازيليكية في بناء الكنائس. أما الإمبراطورية الشرقية فقد اتخذت نظام القباب الذي هو نتاج للتأثير الشرقي حيث أن القبة كانت هي المستعملة في التسقيف في العصور المتقدمة عند الفرس وغيرهم من ممالك الشرق. ويقع في القسطنطينية اليوم أروع ما نتجت عنهُ هذه الحقبة وهو آيا صوفيا الذي كان كنيسة ثم تحولت إلى مسجد ثم متحف ثم تحول مرة أخرى إلى مسجد علي يد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)
والطراز البيزنطي مشتق من امتزاج الفنون الرومانية التي اصطبغت بالصبغة المسيحية بفنون الأقاليم الواقعة شرقي البحر المتوسط في سوريا، واتخذ لنفسه أسلوباً خاصاً في بناء القباب والعقود المقوسة التي تزينها صور الفسيفساء وحشوات من المرمر البديع الصنع والدقيق في تكويناته وتوزيع ألوانه.
اعتُبرت «الفنون الصغيرة» مهمة للغاية في الفن البيزنطي والعناصر الفاخرة، بما في ذلك العاج المنحوت من خلال نقش الألواح القنصلية المزدوجة أو الصناديق مثل صندوق فيرولي ونحت الحجر الصلب والقطع المطلية بالميناء والزجاج والمجوهرات والأعمال المعدنية والحرير المزركش التي أُنتجت بكميات كبيرة طوال فترة العهد البيزنطي. حملت العديد من هذه القطع مواضيع دينية، على الرغم من أن عددًا كبيرًا من إنتاج العديد من القطع التي تناسب العلمانية أو غير التمثيلية، على سبيل المثال، العاجيات التي تصور موضوعات من الأساطير الكلاسيكية. كان الخزف البيزنطي بسيطًا نسبيًا، إذ لم يُستخدم الفخار أبدًا على طاولات الأثرياء الذين استخدموا الفضة البيزنطية.
مواد البناء المنتشرة في هذا العصر
حذا البنائون البيزنطيون حذو الرومان في طرق الإنشاء واستخدام مواد البناء، أي انهم استعملوا الطوب والخرسانة في الحوائط والأقبية وغيرها وحتى الفخار فلقد استعملوه في القباب وذلك لخفته. أما الطوب فكان يستعمل لدرجه محدده إذ لم يكن استعماله بمثل الكثرة التي كان يستعمل بها في إيطاليا. وكان الطوب يستعمل غالبا في بناء الحوائط الخارجية من مداميك على هيئة رباط لغرض زخرفي وليحل محل الحليات التي لم يكن لها وجود الا قليل وكان الطوب المستعمل كنظيره من الطوب الروماني تماما «أي من قطع كبيره رفيعة» وكان يبنى باستعمال المونة ولحاماتها متسعة.
الأفكار والإنجازات الرئيسية للفن البيزنطي:
-
في زيادة تطوير الأيقونات المسيحية التي بدأت خلال العصر الروماني ، أصبحت الصور وسيلة قوية لنشر الإيمان المسيحي وتعميقه. تم إنشاء العديد من الأنواع الأيقونية القياسية الآن ، مثل المسيح البانتوكراتور والعذراء والطفل ، وتطورت خلال العصر البيزنطي. ومع ذلك ، لم تكن هذه القوة الجديدة للصور خالية من الجدل وأثارت جدلاً محتدمًا ، وفي بعض الأحيان ، عنيفًا حول مكان الصور في الكنيسة.
-
استخدم الأباطرة البيزنطيين الفن والعمارة للإشارة إلى قوتهم وأهميتهم. في كثير من الأحيان ، كانت صور الإمبراطور أقل طبيعية واستخدمت بدلاً من ذلك أدلة تركيبية مثل الحجم والموضع واللون للتأكيد على أهميته. بالإضافة إلى ذلك ، غالبًا ما كان الإمبراطور مرتبطًا بصريًا بالمسيح ، مما يوضح أن قوته مكرسة إلهياً وبالتالي آمنة.
-
بدءًا من البازيليكا والمخططات المركزية التي استخدمها الرومان ، قام المهندسون المعماريون والمصممين البيزنطيين بابتكارات هندسية ضخمة في إقامة القباب والأقبية. يسمح استخدام المثلثات والمحاور بانتقالات أكثر سلاسة بين القواعد المربعة والقباب الدائرية أو المثمنة.
-
كانت الأسطح المعمارية للكنائس البيزنطية مغطاة بالفسيفساء واللوحات الجدارية ، مما أدى إلى إنشاء مساحات داخلية فخمة ورائعة تتلألأ في ضوء الشمعة والمصباح. في بناء مثل هذه الهياكل المعقدة والتي تبدو معجزة ، كان الهدف هو خلق إحساس بالعالم السماوي هنا على الأرض ، وهو الهدف الذي تبنته العمارة القوطية لاحقًا بالكامل.
خصائص العمارة البيزنطية للكنائس:
تتسم العمارة البيزنطية بمجموعة من الخصائص التي تميّزها عن غيرها من أنواع فن العمارة، وهي كما يلي:
– أولَت العمارة البيزنطية اهتمامًا كبيرًا للكنائس، وبنتها على شكل مربع، ولها قبة مركزية كبيرة وذات ارتفاع شاهق وتُهيمن على كامل المبنى، وترتفع هذه القبب من قاعدة مربعة الشكل، وعلى أعمدة بشكل نصف قبة أو مثلثات.
– اعتمد البيزنطيون في تشييد قبب مبانيهم على أساسات عميقة ومتينة، وعلى أنظمة الربط القائمة على القضبان الخشبية، بالإضافة إلى السلاسل المعدنية الموضوعة بشكل أفقي داخل البناء.
– دمجت العمارة البيزنطية بين التفاصيل المعمارية الغربية والشرق أوسطية، وابتعدت عن النظام الكلاسيكي في البناء، واعتمدت على الأعمدة المزخرفة المستوحاة من التصاميم الشرق أوسطية.
– زيّن المهندسون المعماريون أبنيتهم والكنائس بالزخارف والأعمال الفسيفسائية.
– أدخل البيزنطيون الضوء الطبيعي إلى أبنيتهم والكنائس من خلال النوافذ العلوية الكبيرة والواسعة.
– تميّزت العمارة البيزنطية بمساحات أبنيتها الواسعة جدًا، وزخارفها المُتقنة وافخمة، والأعمدة الرخامية، أما الأقبية فتزيّنت بالفسيفساء، – والأقبية هي نظام أسقف قديم محمول على أعمدة وجدران لها فتحات، ويكون مكوّر من الداخل – ، بالإضافة إلى الأرصفة الحجرية المنقوشة، وكانوا أحيانًا يغطون الأسقف بالذهب.
الأقواس المستديرة التي استخدمها الرومان في أبنيتهم بقيَت حتى العصر البيزنطي، وكانت هذه الأقواس من السمات الأساسية في العمارة البيزنطية، واستخدمها البيزنطيون في إنشاء أغلب فتحات مبانيهم.
ملامح المساقط الأفقية والتصميم الداخلي
ولقد كانت القباب وما أدخل عليها من ابتكارات في أوضاعها وطرق انشائها هي أهم ما يميز عمارة ذلك العصر، وخاصة استعمال المقرنصات pendentives لحمل تلك القباب على الصالات المربعة تحتها وذات الشبابيك الصغيره في محيطها أو محيط ذلك الجزء الاسطواني. وعلى أثر ذلك تطور المسقط الأفقى للكنائس في ذلك العصر بما يتمشى مع استعمال القباب، فأصبح المسقط عبارة عن صحن مربع كبير فوقه القبة الرئيسية، وله أذرع أربعة تكون معه شكل صليب، وسقف كل من هذه الأذرع على شكل قبو أو نصف قبة. أما الأركان الأربعة المحصورة بين الصحن وتلك الأذرع فكانت أسقفها إما قباب صغيرة أو مصابات “grointed vaults”. وقد اشتهر المهندسون في ذلك العصر بالابداع والتفوق في التكوين المعمارى لهذه القباب مع بعضها من كبيرة وصغيرة ونصف قباب، مما جعلها فريدة من نوعها على مر الزمن. وأهم ما يلاحظ أيضاأن أبراج الأجراس للكنائس لم تظهر في هذه المنشآت في ذلك العصر.
أما من حيث الوجهات الخارجية لتلك الكنائس، فقد كانت بسيطة قوية معبرة، ذات صف واحد أو أكثر من الشبابيك الصغيرة لإنارة الأجنحة الصغيرة حول الصحن الكبير والشرفات الداخلية أعلاها والتى أخذ إستعمالها في الإنتشار.وأما من حيث التفاصيل المعمارية الداخلية فكانت أقرب ما تكون لتفاصيل العمارة الرومانية، وأساسها الطراز الأيوني والطرازين الكورنثي والمركب، وذلك بعد إدخال عدة تعديلات على هذا الطراز بما يتناسب والطراز الجديد. وأهم هذه الإبتكارات والمستحدثات في هذا الشأن، هو ما ظهر من إنبعاج تيجانها إلى الخارج، ووضع جلسة مربعة أعلا هذه التيجان مباشرة، وذلك لتحسين حمل العقد الذى يبتدىء من هذا المنسوب مباشرة وبدون إستعمال التكنة الرومانية المعتادة، وكذا إستدارة سوك هذه العقود لإستمرار عمل الموزابيك على بطنياتها ،كالتى يتم عملها على الحوائط الرأسية تماماً.
أمثلة على العمارة البيزنطية:
ما تزال المباني البيزنطية باقية إلى اليوم، وفيما يلي بعض أشهر الأمثلة على العمارة البيزنطية حول العالم:
آيا صوفيا: شيّد مبنى آيا صوفيا الشهير في عام 537 ميلادي في عهد الإمبراطور جستنيان الأول، واستغرق بناؤه 5 سنوات و 10 أشهر، وعند تشييده كانت قبة آيا صوفيا أكبر قبة في العالم.
كنيسة القديس أبوليناري نوفو: تقع هذه الكنيسة في إميليا رومانيا، إيطاليا، وبُنيَت عام 561 للميلاد في عهد الإمبراطور جستنيان الأول، وبناها القوطيون ولكنها تأثرت بالعمارة البيزنطية، وأكمل بناءها الحرفيون البيزنطيون، وبعد فترة من انتهاء البناء أجرى البيزنطيون عليها بعض التعديلات لتناسب نمط عمارتهم.
أسوار القسطنطينية: تقع هذه الأسوار في مدينة إسطنبول في تركيا، وبُنيَت بين عامي 324 و448 للميلاد، في عهد الإمبراطورين قسطنطين الأول وثيودوسيوس الثاني، وهي هيكل عسكري لتحصين المدينة، وتعد آخر نظام تحصين في العصور القديمة، وما تزال موجودة إلى اليوم.
دير البانوقراطور: يقع في مدينة مرمرة في تركيا، وشيدَ في عام 1124، في عهد الإمبراطور يوحنا الثاني كومنينوس، ويعد هذا الدير ثاني أكبر مبنى ديني بيزنطي لا يزال موجودًا في اسطنبول إلى اليوم، ويتكوّن من كنيستين منفصلتين وكنيسة صغيرة، ولكن بعد الفتح العثماني للقسطنطينية حُوِّلَ الدير إلى مسجد وبقي هكذا إلى اليوم.
قلعة أنقرة: توجد في أنقرة، وسط الأناضول في تركيا، وبُنيت بين عامي 641 و668 للميلاد، في عهد الإمبراطور كونستانس الثاني، وهي منشأة عسكرية وحصن كبير يقع على قمة تل.
دير سيدة صيدنايا: يقع في ريف دمشق في سوريا، شُيّدَ في عام 547 ميلادي، في عهد الإمبراطور جستنيان الأول، ويعد هذا الدير مقصدًا للحجاج، وما زال موجودًا إلى اليوم.
ميدان سباق الخيل في القسطنطينية: يقع هذا الميدان في مرمرة في تركيا، وشيدَ خلال القرنين الثالث والرابع الميلادي، ويمكن اليوم رؤية مضمار السباق في ساحة السلطان أحمد بإسطنبول.
جسر سانغاريوس: يقع هذا الجسر في مرمرة في تركيا، وبُنيَ في عام 562 للميلاد، في عهد الإمبراطور جستنيان الأول، وهو من الجسور البيزنطية القليلة الباقية إلى اليوم، وبُنيَ هذا الجسر فوق نهر ساكاريا، ويمتد على مسافة 429 مترًا، ويرتكز على 7 أقواس مركزية كبيرة، وعلى 5 أقواس خارجية أصغر، ولكن يقع الجسر اليوم على أرض جافة، بسبب تغيّر مجرى النهر بمرور الزمن.
تحصينات طرابزون: تقع في طرابزون، منطقة البحر الأسود في تركيا، وشيّدَت خلال القرنين الحادي عشر والخامس عشر الميلاديين، وهذه التحصينات عبارة عن سلسلة من الجدران، والأبراج، والبوابات، والجسور المحيطة بوسط المدينة.
خزان ثيودوسيوس: يقع هذا الخزان في مرمرة في مدينة إسطنبول، وبُنيَ في عام 443 للميلاد، في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني، وهو عبارة عن حوض كبير تحت الأرض، يخزّن المياه القادمة من قناة فالنس لصالح مدينة القسطنطينية، وخضع هذا الخزان لمشروع ترميم فأُضيفت له قضبان وحلقات معدنية لتوفير دعم إضافي للبناء الذي يبلغ عمره حوالي 1500 عام.
خلاصة:
السمات العامة للفن البيزنطي كان الفن البيزنطي في بداياته فنًا مسيحيًا أي أنّه كان بطابع ديني بحت، ثم ما لبث هذا الفن أن تأثر بالحضارات الشرقية، فأخذ من الاسكندرية طابع الخيال على الجداريات وخاصةً ما كانت تصور المناظر الطبيعية، كما أخذ منها البورتريهات التي أشتهرت فيها الفيوم والتي كانت الأساس الذي استُمد منه فن الأيقونات فيما بعد، كما عُرف الفن البزنطي القباب المبنية على قواعد مربعة، وركّز أيضًا على التأثيرات الحسّية مثل الألوان، كما غلب على الفن البيزنطي الواقعية التصورية وذلك ليجاري بدائية كثير من شعوب الشرق التي لم تعرف الحضارة والتي كانت تدين بالمسيحية أنذاك، لكن ذلك لم يستمر فتحول الفن من الطابع الديني التمجيدي للطابع الروحي والتأمل، كما ساد فيه الفن التشخيصي آخر الأمر.
كنيسة آجيا صوفيا مثال على الفن البيزنطي في الكنائس
كنيسة سان ماركو (الفن البيزنطي الداخلي)