الفن الكنسي في كنائس أثيوبيا
فن العمارة في الكنيسة الأثيوبية
يوجد العديد من الكنائس المنحوتة في الصخر في أثيوبيا، أكثرها شهرة هي الكنائس الإثني عشر في لاليبيلا شمال البلاد، ويوجد أيضًا نمط آخر في هندسة الكنائس الأثيوبية هو البازيليك، ومن أشهر كنائس البازيليك في أثيوبيا هي بازيليك سيدتنا مريم من صهيون في مدينة أكسوم، وفي القرن السادس الميلادي كان لهندسة الكنائس الأثيوبية تأثير قوي على طريقة بناء الكنائس في المناطق القريبة كصنعاء وفي معظم أنحاء شبه الجزيرة العربية. يوجد شكلين مميزين لبناء الكنائس الأثيوبية، الأول المربع أو المستطيل والذي يتواجد في تجراي والثاني الشكل الدائري وتجده في أمهرة وفي شيوة. وفي كلا الشكلين، يكون الحرم مربعاً ويقف واضحاً في الوسط، وتستند هذه الترتيبات إلى التقاليد اليهودية. الجدران والأسقف تكون عادةً مزينة بلوحات جدارية. وقد تدمج الكنائس الإثيوبية الحديثة الأنماط البازيليكية أو المحلية وتستخدم تقنيات ومواد البناء المعاصرة. وتدّعي الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية أن إحدى كنائسها، وهي كنيسة مريم مريم سيدة جبل صهيون، تضم الألواح الأصلية التي حملها موسى مع بنو إسرائيل أثناء الخروج من مصر. ويسمح لكاهن واحد فقط بالدخول إلى المبنى الذي يقع فيه الألواح، ظاهريًا بسبب التحذيرات الكتابية. ونتيجة لذلك، يشك العلماء الدوليون أن الألواح الأصلية هي حقًا هناك.
فن الرسم في الكنائس الإثيوبية
يُعدّ فن الرسم في الكنائس إرثاً عريقاً للمسيحيين في إثيوبيا، حيث يُعبّر عن فترات زمنية عدّة، ويُمثّل إحدى وسائل تعريف المصلين بتاريخ الكنيسة.
وبدأت الرسومات التي تتميز بألوانها الزاهية خلال فترة ظهور المسيحية، لأول مرة، داخل مملكة أكسوم في القرن الرابع ميلادي.
ويوجد أحد أفضل الأمثلة المعروفة لهذا النوع من الرسومات في كنيسة “دبرا برهان سيلاسي” بجوندر في شمال إثيوبيا، إذ اشتُهِرت بسقفها المُغطى بصور الملائكة، وكذلك الجداريات التي يعود تاريخها إلى أواخر القرن الـ17.
“إن من أوائل الرسوم القديمة التي رسمها الحرفيّون الأصليون في إثيوبيا كانت صورة العذراء مريم، وتعود إلى القرن الثامن”، “إثيوبيا كانت معزولة عن العالم في العصور الوسطى، ولم يكن هناك تواصل بين الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية وبقية الكنائس، وبحلول القرن الـ14، أرسل الملك داويت سفيراً عبر البحر الأبيض المتوسط إلى البندقية، طالبًا رساماً لتدريب رسامي الأيقونات المحليين”.
الأديرة الإثيوبية في العصور الوسطى، درّبت الرهبان في أحيان كثيرة على العمل في الرسم ونسخ النصوص والأيقونات الدينية.
“بالنظر إلى أن الرهبان والرسامين كانوا يقومون بالنسخ مباشرةً من اللوحات التي تم إحضارها من الأراضي المقدسة، فقد شعروا أن الصور تبدو كأنها لأشخاص حقيقيّين، ونتيجةً لذلك لم يرغبوا في الانحراف عن الرسومات الأصلية”
إن العيون الكبيرة الواسعة في الرسومات الدينية الإثيوبية ترمز إلى العيون الروحية التي تتطلّع إلى ما وراء العالم المادي.
وشهِد فن الرسم الكنسي بإثيوبيا تطوّراً في القرنيْن الـ19 والـ20، وماتزال كثير من الكنائس تُزيّن جدرانها وأسقفها بتلك الرسوم.
في هذا السياق تُعدّ كاتدرائية “القديس جورج” التي توجد وسط العاصمة أديس أبابا، وتحديداً منطقة بياسا، واحدة من الكنائس التي تمتلئ جدرانها بالرسوم الدينية الرائعة في البلاد.
وتم تنفيذ أنشطة ترميم مكثفة للرسوم، حتى تستعيد رونقها في مختلف الكنائس والأديرة في إثيوبيا، كما أُنقِذت لوحات ثمينة من التلف في كنائس “لاليبلا الصخرية”، وهي مُصنفة في سجلاّت التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، منذ عام 1978.
الكنائس المنحوتة في الصخر، لاليبلا
الكنائس المنحوتة في الصخر في لاليبلا (إنگليزية: The Rock-hewn Churches of Lalibela)، هي كنائس منحوتة من كتلة حجرية واحدة تقع في غرب المرتفعات الإثيوبية بالقرب من بلدة لاليبلا، سُميت على اسم الملك گبره مصقل لاليبلا، من أواخر القرن 12 وأوائل القرن 13، من أسرة زاگوى، الذي أمر بتنفيذ مشروع بناء ضخم لإحدى عشر كنيسة منحوتة في الصخر لمحاكاة مدينة القدس في مملكته. لا يزال الموقع قيد الاستخدام من قبل الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية الإثيوبية حتى يومنا هذا، ولا يزال مكاناً هاماً للحج للمصلين الأرثوذكس الإثيوبيين استغرب بناء الإحدى عشر كنيسة 24 عاماً.
جميع الكنائس فريدة من نوعها، مما يعطي الموقع تنوعًا معماريًا يتضح من الأشكال البشرية للنقوش البارزة داخل بيت جلجثة؛ واللوحات الملونة ذات التصاميم الهندسية والمشاهد التوراتية في بيت مريم.
تقسم القوالب ودورات الأوتار الأشكال الهيكلية الأكبر إلى أقسام أصغر في العديد من الكنائس.
يعتقد أن بناء الكنائس قد تم على ثلاثة مراحل.
كانت جميع الكنائس الإحدى عشر نتاج لعملية استخدام الأدوات الأساسية للمطارق والأزاميل لحفر الخنادق المحيطة بالهياكل المتجانسة وشبه المتجانسة بالإضافة إلى نظام الأنفاق الذي يربط مجموعتين منفصلتين من الكنائس مع بعضهما البعض خارج البازلت البركاني. تم البناء من من أعلى لأسفل.