تاريخ المسيحية في كوريا الجنوبية
المسيحية هي أكبر ديانة منظمة في كوريا الجنوبية، حيث تمثل أكثر من نصف جميع أتباع المنظمات الدينية في كوريا الجنوبية. وفقاً لتعداد السكان عام 2015 هناك حوالي 13.5 مليون مسيحي في كوريا الجنوبية اليوم؛ ينتمي حوالي ثلثيهم إلى الكنائس البروتستانتية المختلفة (خصوصاً الكنيسة المشيخية)، في ينتمي حوالي 37% إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وجدت المسيحية أرضاً خصبة وانتشاراً ملحوظاً في كوريا الجنوبية، وإرتفعت نسبة المسيحيين في البلاد من 2.0% عام 1945 إلى 29.3% عام 2010. كوريا الجنوبية هي أيضًا ثاني أكبر دولة ترسل المُبشيرين، بعد الولايات المتحدة.
وصل المذهب الكاثوليكي إلى البلاد لأول مرة خلال عهد أسرة جوسون المتأخرة من قبل الباحثين الكونفوشيوسيين الذين تعرفوا على المذهب الكاثوليكي في الصين. وفي عام 1603 عاد يي غوانغ جيونغ، الدُبلوماسي الكوري، من بكين حاملاً العديد من الكتب اللاهوتية التي كتبها ماتيو ريتشي، أحد المُبشرين اليسوعيين في الصين. وبدأ نشر المعلومات عن المسيحية من خلال الكتب، وزرعت بذور المسيحية الأولى في البلاد. في عام 1758 قام يونغجو ملك جوسون بحظر الكاثوليكية رسمياً باعتبارها «ممارسة شريرة». لتعود الكاثوليكية إلى البلاد مرة أخرى في عام 1785 من قبل يي سونغ هون، ومنذ ذلك الحين نشطت الإرساليات الكاثوليكية الفرنسيَّة والصينيَّة. نظر ملوك جوسون إلى الدين الجديد كتأثير هدّام وقاموا باضطهاد أتباعه الأوائل، وبلغت ذروة الاضطهاد الكاثوليكي في عام 1866، حيث قُتل أكثر من 8,000 كاثوليكي في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تسعة مبشرين فرنسيين. وأدّى افتتاح كوريا إلى العالم الخارجي في أواخر القرن التاسع عشر إلى إتباع سياسة التسامح الديني مع الكاثوليك المُتبقين، وشهد القرن أيضاً وصول البروتستانتية عن طريق المبشرين الأمريكيين، ابتداءًا من عام 1884. وفي العقود الأخيرة من حقبة مملكة جوسون اعتنق الكوريين المسيحية إلى حد كبير، حيث نظرت كل من النخبة والملكية نفسها إلى النماذج الغربية لتحديث البلاد وأيدوا عمل المبشرين الكاثوليك والبروتستانت.
خلال الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية في النصف الأول من القرن العشرين، تم تعزيز صلة المسيحية مع القومية الكورية، حيث حاول اليابانيون دمج المعتقدات الشامانية الكورية مع المعتقد الديني الشنتو. خلال الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية تزايد التحول إلى المسيحية بشكل كبير. ومع تقسيم كوريا إلى دولتين بعد عام 1945، فرَّ العديد من السكان المسيحيين الكوريين الذين كانوا حتى ذلك الحين في النصف الشمالي من شبه الجزيرة إلى النصف الجنوبي. طوال النصف الثاني من القرن العشرين، سنَّت الدولة الكورية الجنوبية تدابير لزيادة تهميش المعتقدات الشامانية الكورية، وفي الوقت نفسه تعزيز المسيحية وإحياء البوذية.
لعبت المسيحيّة دورًا هامًا في إحياء الأفكار الوطنيَّة ودفع التطور الاقتصادي في كوريا الجنوبية، مثلًا لعبت الكنيسة المشيخية دورًا سياسيًا هامًا خلال فترة الإستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية من عام 1910 حتى عام 1945، وإنتمت العديد من العائلات السياسيّة العريقة الكوريَّة للكنيسة المشيخية. كما وساهمت الكنائس المسيحية الكوريَّة في تقدم المجتمع الكوري خاصًة في مجالات الخدمة الطبية والتعليم، ولعبت المدارس المسيحية دورًا بارز في تقوية الوعي الوطني بين الشعب الكوري. وكان التأثير المسيحي على التعليم حاسماً، حيث بدأ المبشرون المسيحيون بتشيد 293 مدرسة وحوالي 40 جامعة بما في ذلك ثلاث من أكبر المؤسسات الأكاديمية في البلاد. ارتبطت المسيحية بالتعليم والتحديث الغربي. يُنظر في البلاد إلى الكاثوليكية والبروتستانتية كديانة للطبقة المتوسطة والشباب والمثقفين والحضريين، ويميل المسيحيين إلى أن يكونوا أفضل تعليماً بالمقارنة مع الجماعات الدينية الأخرى في كوريا الجنوبية. وفي أوائل القرن الحادي والعشرين، تباطأ نمو البروتستانتية، وربما يعود ذلك بسبب الفضائح الماليَّة التي تورطّ فيها قادة الكنيسة، أو الأصولية والصراع مع البوذيين. ويعزو بعض المحللين هذا أيضاً إلى العمل التبشيري المفرط الحماسة.
تاريخ
العصور المبكرة
دخلت المسيحية في صورة المذهب الكاثوليكي إلى كوريا في القرن السابع عشر الميلادي عندما انتشرت نسخ الأعمال الدينية التي كتبها القس الكاثوليكي «ماتيو ريتشي» من عاصمة الصين بكين إلى كوريا حيث كانت مكتوبة باللغة الصينية وذلك خلال الرحلة السنوية الرسمية الكورية لإمبراطور الصين. وكانت هذه الكتب تحتوى العقائد الدينية وأخر ما وصلت إليه العلوم في الغرب مثل الساعة الشمسية وغيرها من الأمور التي جذبت انتباه علماء مملكة «جو سون» خاصة علماء مذهب التعليم العلمي سيل هاك. وبحلول القرن الثامن عشر الميلادي، اعتنق العديد من هؤلاء العلماء وأسرهم الكاثوليكية. إلا أنه لم يستطيع أحد من القساوسة دخول كوريا حتى عام 1785. وذلك عندما قام الأب بيتر جرامونت بعبور الحدود وبدأ في نشر الكاثوليكية بين الكوريين. وأخذ عدد الكاثوليك في الازدياد على رغم من أن التبشير بديانة أجنبية في أراضى كوريا كان أمراً ممنوعاً من الناحية القانونية. فضلاً عن العقاب القاسي تجاه ذلك. وفي عام 1863 كان في كوريا حوالي 23 ألف كاثوليكي يرأسهم 12 قسًا. ومع تولى داى وان كون أب ولي العهد العرش في عام 1863 اشتد اضطهاد الكاثوليك، وفي عام 1866 قامت بها الإمبراطورية الفرنسية الثانية بحملة ضد مملكة جونسون رداً على إعدام سبعة من المبشرين الكاثوليك الفرنسيين، واستمرت المواجهة على جزيرة غانغهوا ستة أسابيع تقريبًا. وكانت النتيجة تراجع النفوذ الفرنسي في المنطقة. واستمر اضطهاد الكاثوليك حتى عام 1876، عندما أجبرت كوريا على توقيع عدد من الاتفاقيات مع الدول الغربية. وفي عام 1925، تم تكريم 79 شهيداً كوريًا استشهدوا أثناء اضطهاد «مملكة جوسون»، وذلك في كاتدرائية القديس بطرس بروما العاصمة الإيطالية، كما كرم 24 كوريًا بنفس الطريقة في عام 1968.
في عام 1884 وصل المبشر التابع للفرقة المسيحية البروتستانتية والطبيب الأمريكى «هوراس آلان» إلى كوريا. وأعقبه من الولايات المتحدة المبشر التابع لنفس الفرقة «هوراس أدرو ود» والمبشر للفرقة المسيحية البروتستانتية الميثودية التابعة لمذهب (جون ويسلي) «هينرى أبنزكير» في السنة التالية. وتبعهم وصول العديد من المبشرين البروتستانت التابعين لمختلف الفرق في كوريا. حاليًا في كوريا الجنوبية الكنيسة المشيخية هي أكبر طائفة مسيحية. ساهم هؤلاء المبشرون في تقدم المجتمع الكوري خاصًة في مجالات الخدمة الطبيَّة والتعليم وذلك من أجل نشر عقيدتهم في كوريا. وشارك في حركات الاستقلال قادة بروتستانت كوريين منهم د. «سيو جاى بيل» و«تشى هو» و«لى سانغ جاى» وغيرهم. ولعبت المدارس البروتستانتية الخاصة مثل مدرسة «يون هي» ومدرسة «إي هوا» دوراً مهماً في تقوية الوعي الوطني بين الجمهور. ولعب التفسير الحرفي للتوراة عند البروتستانت الكوريين دوراً هامّاً في تثبيت ختان الذكور في هذا البلد.
العصور الحديثة
أنشأت جمعية سيؤل للشباب المسيحين في 1903 وتبعتها منظمات مسيحية أخرى. وقدمت هذه المنظمات برامجها الاجتماعية السياسية النشطة مما شجع إنشاء جماعات مسيحية جديدة وانضمام عدد كبير من الشباب الكوريين إليها. لم تلعب هذه الجماعات دورًا مهمًا في الأنشطة السياسية والتعليمية فقط، بل ساهمت في رفع الوعي الاجتماعي المضاد للخرافة والعادات السيئة أيضاً. وفي الوقت نفسه، ساهمت في حصول المرأة على حق المساواة وإزالة نظام الخلية وتبسيط الطقوس التقليدية. ونمت البروتستانتية نموًا مستمرًا من حيث أنها شهدت افتتاح أكبر مؤتمر لدراسة الإنجيل في كوريا عام 1905. وبعد أربع سنوات ظهرت حملة تسمى مليون روح للمسيح والتي بدأت في كوريا من أجل نشر الوعي البروتستانتي الجديد. لم يتم استقبال البروتستانتية في كوريا كعقيدة دينية فحسب، بل كمظهر سياسي واجتماعي وتعليمي وثقافي أيضًا.
خلال الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية في النصف الأول من القرن العشرين، تم تعزيز صلات المسيحية مع القومية الكورية، حيث حاول اليابانيون دمج المعتقدات الشامانية الكورية مع المعتقد الديني الشنتو. خلال الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية تزايد التحول إلى المسيحية بشكل كبير.في الفترة التي كانت فيها كوريا تحت السيطرة اليابانية، أصبحت المسيحية في جزء منها تعبيراً عن القومية الكورية في مواجهة جهود إمبراطورية اليابان لتعزيز اللغة اليابانية ودين الشنتو. وفي عام 1914 من بين 16 مليون شخص في كوريا، كان هناك 86,000 بروتستانتي وحوالي 79,000 كاثوليكي. وبُحلول عام 1934 وصلت تعدادهم إلى حوالي 168,000 وحوالي 147,000 على التوالي. وكان المبشرون المشيخيون ناجحين بشكل خاص، وأصبح التوافق مع الممارسات التقليدية مشكلة. في حين تسامح الكاثوليك مع طقوس الشنتو، طور البروتستانت بديلاً عن طقوس الأجداد الكونفوشيوسية من خلال دمج الطقوس الجنائزية للموت والكونفوشيوسية.
وقامت الشرطة التي كانت تُسيطر عليها الحكومة اليابانيَّة بجهود منتظمة لتقليل تأثير المبشرين؛ وهذا ما خفض التحول إلى المسيحية خلال عام 1911 وعام 1919. ساهمت التصريحات المثالية لرئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون حول تقرير مصير الأمم في النمو السريع للقومية الكورية في عشرينيات القرن العشرين، لكن خيبة الأمل التي نشأت بعد الحركة فشلت في تحقيق إصلاح ذي معنى. في عام 1924، أسس البروتستانت المجلس المسيحي الوطني الكوري لتنسيق الأنشطة وقسم البلاد إلى مناطق مخصصة لطوائف بروتستانتية محددة للرقابة، أسس البروتستانت الكوريين أيضًا بعثات خارجية إلى الكوريين في الصين. وزاد عدد المبشرين الكاثوليك والمؤسسات الكاثوليكية في أثناء وبعد الحرب الكورية (1950-1953). ونتيجة لذلك، ازدهرت الكنيسة الكاثوليكية الكورية وتطورت إلى حد كبير، كما وضع لها أول سلم وظيفي للكهنوت عام 1962. وقد احتفلت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بعيدها المئوي الثاني بزيارة البابا يوحنا بولس الثاني لعاصمة كوريا سيؤل، وكرم 94 شهيد كوري وعشرة شهداء فرنسيين من المبشرين، وذلك عام 1984. وكان ذلك أول احتفال تقديس يقام خارج الفاتيكان. وبذلك أصبحت كوريا الدولة الرابعة في العالم من حيث عدد القديسين الكاثوليك الموجودين بها. ونجد في كوريا كتدرائية «ميونغ دونغ»، والجامعة الكاثوليكية التي تأسست عام 1855 وانتقلت من موقعها القديم إلى العاصمة سيؤل عام 1887.
الوضع الحالي
المسيحيون في كوريا الجنوبية يختنون ذكورهم في الغالب رُغم أن شريعة الختان قد أسقطت في العهد الجديد أي أن مختلف الكنائس لا تلزم أتباعها بها. ومع تقسيم كوريا إلى دولتين بعد عام 1945، فرَّ العديد من السكان المسيحيين الكوريين الذين كانوا حتى ذلك الحين في النصف الشمالي من شبه الجزيرة إلى النصف الجنوبي. طوال النصف الثاني من القرن العشرين، سنَّت الدولة الكورية الجنوبية تدابير لزيادة تهميش المعتقدات الشامانية الكورية، وفي الوقت نفسه تعزيز المسيحية وإحياء البوذية. ليس من المعروف بالضبط عدد المسيحيين الذين بقوا في كوريا الشمالية اليوم. ويجادل سوكمان بأنه منذ عام 1945 نظر الكوريين على نطاق واسع إلى الكاثوليكية والبروتستانتية كدين للطبقة المتوسطة والشباب والمثقفين والحضريين والمحدثين. لقد كانت قوة قوية تدعم سعي كوريا الجنوبية نحو الحداثة والتغريب، ومعارضة اللإستعمار الياباني القديم والشيوعية في كوريا الشمالية.
ومع استمرار أعمال الشغب البوذية في عقد 1950، انخفض تأثير البوذية بين السكان، واستمرت البوذية في فقدان أتباعها في حين أكتسب المبشرين المسيحيين مؤمنين جدد، والذين تمكنوا من الاستفادة من نقاط ضعف الديانة البوذية في البلاد. وبحلول نهاية عقد 1960، كان هناك ما يقرب من نصف مليون كاثوليكي ومليون بروتستانتي في كوريا الجنوبية، ولكن خلال فترة «ازدهار التحول» التي انتهت في عقد 1980، زاد عدد الكاثوليك والبروتستانت بشكل أسرع من أي بلد آخر. ويميل المسيحيين إلى أن يكونوا أفضل تعليماً بالمقارنة مع الجماعات الدينية الأخرى في كوريا الجنوبية، وبحسب التقديرات لدى المسيحيين الكورييين أعلى نسبة من خريجي الجامعات والحاصلين على شهادة جامعية (50.4%) والحاصلين على درجات في الدراسات العليا (11.6%) للفرد في البلاد.
خلال عقد 1980 وعقد 1990، كانت هناك أعمال عدائية ارتكبها البروتستانت ضد البوذيين وأتباع الديانات التقليدية في كوريا الجنوبية، شمل ذلك إحراق المعابد وقطع رأس تماثيل بوذا وتخريب الممتلكات البوذية والديانات التقليدية الأخرى. بعض هذه الأفعال كان قد روج لها قساوسة الكنائس البروتستانتية. وكان هناك العديد من الانتقادات السياسية والاجتماعية في المشهد المسيحي الكوري منذ تولي الرئيس المشيخي إي ميونغ باك السلطة. واقترحت حكومة كوريا الجنوبية تقييد المواطنين الكوريين الجنوبيين الذين يعملون في أعمال تبشيرية في الشرق الأوسط. وتعرض الرئيس إي ميونغ باك لإنتقادات لمشاركته في تجمع صلاة مسيحي على المستوى الوطني في مارس عام 2011 مما يشير إلى وجود لتأثير بروتستانتيّ قوي ومحتمل في السياسة الكورية الجنوبية العلمانية. وعلى نحو متقطع تتصاعد التوترات الطائفية بين البروتستانت الأصوليين والبوذيين أحيانًا بسبب ما يُنظر إليه على أنه ميل للمسؤولين الحكوميين – وكثير منهم من المسيحيين عموماً والبروتستانت خصوصاً – لإمالة التوازن السياسي لصالح المسيحيين على حساب البوذيين، مما أدّى إلى الاستياء من ذلك داخل المجتمع البوذي. وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى صعود إي ميونغ باك إلى الرئاسة عندما أصبحت نسبة المسيحيين عالية في الحكومة، حيث كان هناك 12 مسيحيًا مقابل بوذي واحد فقط. وأشار تقرير نشرته ذي إيكونوميست عام 2019 إلى أنَّ الإنجيليين البروتستانت في كوريا الجنوبية يتمتعون بقوة سياسية كبيرة، وتعود صلاتهم بالنخبة الحاكمة إلى أيام باك تشونغ هي. وبحسب تقارير مختلفة ترتبط كنيسة سومانج المشيخية في حي كانغنام مع النخبة الاجتماعية والسياسية في العاصمة سيئول.
على الرغم من أنَّ كوريا الجنوبية ليس لديها أغلبية مسيحية واضحة، وجدت المسيحية أرضاً خصبة وانتشاراً ملحوظاً في كوريا الجنوبية، وتوسعت أعداد المسيحيين بسرعة كبيرة في العقود الأخيرة؛ حيث إرتفعت نسبة المسيحيين في البلاد من 2.0% عام 1945 إلى 29.3% عام 2010. ومنذ عقد 1960 ازدهرت الكنائس المسيحية بجميع أنواعها، وتضم البلاد بعضًا من أكبر التجمعات الإنجيلية والخمسينية في العالم. لكن منذ عقد 2010 تباطأ نمو البروتستانتية في البلاد، وربما يعود ذلك بسبب الفضائح الماليَّة التي تورطّ فيها قادة الكنيسة، أو الأصولية والصراع مع البوذيين. ويعزو بعض المحللين هذا أيضاً إلى العمل التبشيري المفرط الحماسة. قَبِل البابا فرنسيس الدعوة لزيارة كوريا الجنوبية في أغسطس من عام 2014. وتوجت الزيارة التي استمرت أربعة أيام بقداس بابوي في كاتدرائية ميونغ دونغ، مقر أبرشية سيول في 18 أغسطس. خلال القداس في 16 أغسطس، قام البابا بتطويب 124 من الشهداء الكاثوليك الكوريين.
ديموغرافيا
أسباب نمو المسيحية
تضمنت العوامل المساهمة في نمو الكاثوليكية والبروتستانتية الحالة المتدهورة للبوذية الكورية، ودعم النخبة الفكرية لإنتشار المسيحية في البلاد، وتشجيع الدعم الذاتي والحكم الذاتي بين أعضاء الكنيسة الكورية المحلية، وأخيراً بسبب تماهي المسيحية مع القومية الكورية. نمت المسيحية بشكل ملحوظ في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين. في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، استمرت المسيحية في النمو، ولكن بمعدل أبطأ. تُهيمن المسيحية بشكل خاص في غرب البلاد بما في ذلك سيول وإنتشون ومناطق غيونغي وهونام. ترتبط المسيحية في كوريا الجنوبية بالطبقة المتوسطة والشباب والمثقفين والحضريين، ويميل المسيحيين إلى أن يكونوا أفضل تعليماً بالمقارنة مع الجماعات الدينية الأخرى في كوريا الجنوبية.