اليوم الثّامن
ماري أرتين – آغوب
استهلَّ المربي لقاء التعليم المسيحي بصلاة استدعاء الروح القدس وبعد الترحيب فاجأهم بسـؤال خالوه سهلاً وكان الغرض منه إثارة الدافعية لديهم.
سؤال: كم يوماً في الأسبوع؟
سبعة أيام.
سؤال: في كم يومٍ أتمَّ الله تعالى عملية ” الخلق ” ؟
في ستة أيام يا أستاذ.
سؤال: وماذا فعل الإله في اليوم السابع؟
استراح.
سؤال: أيُّ يوم هو يوم الاستراحة إذاً؟
السبت.
سؤال: حسناً! لماذا إذاً لا نرتاح يوم السبت؟
لأن يوم السبت هو لليهود؛ أما يوم الأحد فهو يوم الربّ عندنا نحن المسيحيون!
سؤال: لماذا الأحد؟
لأنه يوم القيامة.
سؤال: هل هو اليوم الأول من الأسبوع؟
أجل عند اليهود.
سؤال: وعند المسيحيين؟
هو يوم ذكرى الفرح بقيامة سيدنا يسوع المسيح منتصراً على الموت، وانطلقت الترنيمة: يوم الحد نحن جينا… عالقداس نحن جينا… انتهت الترنيمة، عاد الهدوء، المربي يُقبِّل الكتاب المقدس وبيمناه يفتح سفر القديس لوقا، الإصحاح الرابع والعشرين ” القيامة ” آية أولى -1- ويقرأ: وعند فجر يوم الأحد جئن إلى القبر… فوجدْن الحجرَ قد دُحرج… ” لماذا تبحثْنَ عن الحيّ بين الأموات؟! إنه ليس ههنا بل قام… أسرعت النساء بالإخبار… وأسرع بطرس إلى القبر الفارغ… وتأكَّد من القيامة… وإذا باثنين منهم كانا ذاهبيْن إلى قرية عمّاوس… عرفاه عند كسر الخبز… ” أمَا كان قلبنا متقداً في صدرنا حين كان يحدثنا في الطريق ويشرح لنا الكتب!… وقاما ورجعا في تلك الساعة إلى أورشليم فوجدا الأحد عشر والذين معهم مجتمعين وكانوا يقولون: إنَّ الربَّ قام حقاً وتراءى لسمعان… وبينما هما يتكلمان إذا به يقوم بينهم ويقول لهم: السلام عليكم… ما بالكم مضطربين… انظروا إلى يديَّ وقدميَّ، المسوني… هل عندكم ما يُؤكل؟ فناولوه قطعة سمك مشوي… ثم قال لهم: ذلك كلامي أنَّه يجب أن يتمَّ كلّ ما كُتِبَ في شأني في شريعة موسى وكتب الأنبياء والمزامير… كُتب أنّ المسيح يتألم ويقوم من بين الأموات في اليوم الثالث وأنتم شهود… امكثوا في المدينة إلى أن تلبسوا قوة من العُلى… ثم خرج بهم إلى القرب من بيت عنيا ورفع يديه وباركهم، انفصل عنهم ورُفع إلى السماء، فسجدوا ورجعوا إلى أورشليم فرحين، وكانوا يلازمون الهيكل وهم يباركون الله…
توقف المربي قائلاً: هذا ما جاء في انجيل القديس لوقا الذي يُعتبر كتابه الأول، أما في كتابه الثاني (أعمال الرسل) فيقول: أظهر لهم نفسه حيّاً بعد آلامه بكثير من الأدلة إذ تراءى لهم مدة أربعين يوماً… وكلَّمهم عن ملكوت الله…
أغلق المربي السفر ( الكتاب المقدس ) وسأل:
أيمكن أن تجري كلُّ هذه الأحداث في يوم واحد انطلاقاً مِنْ ” وفي فجر الأحد… “؟
إنه ليس اليوم السابع يا أستاذ.
أجل إنه اليوم الثامن.
هكذا تجري كلّ الأحداث… حتى ندخل في المجيء الثاني.
سؤال: كيف نفهم هذه الأمور مسيحياً يا أستاذ؟!
اسمعْ يا بنيَّ:
كلُّ قداس إلهي هو ” اليوم الثامن “: ألا يستهلّ الكاهن الذبيحة الإلهية بالصلاة قائلاً: مباركة مملكة الآب والابن والروح القدس إلخ…
إذاً في القداس الإلهي تجتمع الكنيسة المجاهِدة ( نحن الأحياء ) بالكنيسة المنتصرة التي سبقتنا (الموتى المؤمنين والقديسين الأبرار وربوات الملائكة إلخ… ) والآباء القديسون الذين دوّنوا الليتورجيا يقولون ( إننا ونحن متذكرون الأعمال الخلاصية التي فعلها من أجلنا: الصلب والقبر والقيامة والصعود والمجيء الثاني…) إذن نحن في القداس الإلهي نعيش في الأزمنة الأخيرية كما كان في أحد القيامة… نعيش مع القديسين والأبرار ما تمَّ ويتمّ في الحضرة الإلهية… إنه اليوم الثامن! واليوم الثامن تجعله لي (مز 22/29)
يا لروعة القداس الإلهي! حقاً إنّه يوم القيامة، حقاً إنه اليوم الثامن! حقاً إننا نعيش الملكوت ونحن على الأرض…
أستاذ: ( وبصوت واحد ) لن نتخلّف عن الاشتراك في ليتورجيا ” القداس الإلهي ” بعد اليوم؛ إنها تجديد لذبيحة الصليب، تذكرنا بكل الحوادث الخلاصية ومنها المجيء الثاني، إننا نحيا بالمسيح وفيه ومعه!! لن نُخدع بالهرطقات بعد اليوم. نحن أبناء العهد الجديد بربنا و إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الكلي المجد إلى دهر الدهور.
Discussion about this post