أيقونة “الجندية المحامية” وأعجوبة انقاذ القسطنطينية
في هذه الأيقونة المقدسة تظهر العذراء والدة الإله ترتدي الخوذة واللباس العسكري التقليديّ للجنود الروم البيزنطيين، وذلك إشارة إلى أعجوبة إنقاذها لمدينة القسطنطينية من غزو جحافل الفرس والأفاريين نحو عام 626م الذين حاصروها وحاولوا الاستيلاء عليها، وكن الملك هرقليوس غائباً عنها. فملأوا البحر ولا سيما خليج البوسفور (المسمّى عند الأتراك ايوان سراي قابوسي) بالمراكب، والبرّ بالرجّالة والخيّالة والمعدّات الحربيّة، وتهيّؤوا للهجوم عليها، فقاومهم شعبها ببسالة وجلادة ولكنهم كانوا قلّة مقابل تلك الجحافل البربريّة، ولم تكن لهم القوّة العسكرية الكافية لصدّ هجومٍ بهذه الضخامة. وتسلّل اليأس إلى قلوب بعض الشعب المُحاصَر داخل المدينة، ولم يبقَ لهم أملٌ بالنجاة! وكان البطريرك المسكوني سرجيوس آنذاك مُتسلّماً زمام مهمّة الدفاع عن المدينة المتملّكة في ظلّ غياب الامبراطور، والتجأ البطريرك والشعب إلى والدة الإله طالبين عونها وحمايتها…،
وكانت ليلة السابع من شهر آب، وصعد شعب المدينة كلّه على الأسوار، واقفين طوال الليل حاملين أيقونة السيدة يطوفون بها ويُرتّلون أبيات المديح لوالدة الاله، ضارعين إليها أن تُنقذ مدينتهم من غزو الأعداء المُحاربين.
وفجأة…! هبّت عاصفة هوجاء على خليج البوسفور، وحطّمت معظم سُفُن الأعداء وأغرقتها بمن عليها، فامتلأ البحر من جثث الجنود الغرقى البرابرة. فلمّا رأى الشعب ذلك تقوّوا وتشجّعوا، حينئذٍ فُتحت أبواب المدينة وخرج جنود الروم ليُتابعوا معركتهم في صدّ من تبقّى من فلول الفرس المذعورين الهاربين… ولما كان الصباح هرع شعب القسطنطينية كباراً وصغاراً الى الكنائس، يقرعون الأجراس ابتهاجاً وتهليلاً بالنصر، وفي عشية ذلك اليوم عينه اجتمع شعب القسطنطينية كلّه في كنيسة والدة الإله يؤدّون الشُكر للعذراء المجيدة، ويرفعون من جديد أبيات المديح امتناناً للسيدة “الجُنديّة المُحامية” التي خلّصت مدينة القسطنطينية من أعدائها المحيطين بها.
هذه المعجزة نحتفل بتذكارها السنويّ في هذا السبت الخامس من الصوم الكبير، حيث نكون قد أنشدنا في عشيته أبيات المديح بأكملها وقوفاً على غرار الشعب التقيّ منتظرين معونة العذراء وحمايتها، وكانت هذه الأعجوبة هي الرحم الذي وُلد منه النشيد التقويّ الخالد “إني أنا مدينتك يا والدة الاله….” الذي يُعزى تأليفه للبطريرك المسكوني سرجيوس.
نشيد “إني أنا مدينتك.. ” يُذكّرنا قبل شيء أن كل واحد منا هو “المدينة” التي تخُصّ العذراء “الجندية المحامية” وتُدافع وتحامي عنه من “أصناف الشدائد” ومكايد الأعداء المنظورين وغير المنظورين.
اليوم مع بولس الرسول نستذكر أن: “ليسَ لنا ههنا مدينةٌ باقية لكننا نطلب العتيدة ” (عبرانيين 13 :14)، ورغم ذلك ورغم سقوط عاصمتنا القسطنطينية بيد العثمانيين عام 1453م بسماحٍ من الله، ولتدبيرٍ وحكمةٍ الهية لا يستقصيها أحدٌ غيره، سَيظلّ هذا النشيد الخالد يُحيي بداخلنا شُعلة الإيمان والرجاء والأمل بعودتها الى شعبها الروميّ يوماً ما، كما سبقَ فأعلن وتنبّأ عن ذلك قدّيسو كنيستنا العُظماء أمثال: قوزما الايتولي وباييسيوس الآثوسي ويوسف الفاتوبيذي، ويُغذّي فينا الحنين إليها وإلى ميعاد تحقيق نبوءاتهم وتحريرها من أيدي مُغتصبيها.
هذه المعجزة نحتفل بتذكارها السنويّ في هذا السبت الخامس من الصوم الكبير، حيث نكون قد أنشدنا في عشيته أبيات المديح بأكملها وقوفاً على غرار الشعب التقيّ منتظرين معونة العذراء وحمايتها، وكانت هذه الأعجوبة هي الرحم الذي وُلد منه النشيد التقويّ الخالد “إني أنا مدينتك يا والدة الاله….” الذي يُعزى تأليفه للبطريرك المسكوني سرجيوس.
اليوم مع بولس الرسول نستذكر أن: “ليسَ لنا ههنا مدينةٌ باقية لكننا نطلب العتيدة ” (عبرانيين 13 :14)، ورغم ذلك ورغم سقوط عاصمتنا القسطنطينية بيد العثمانيين عام 1453م بسماحٍ من الله، ولتدبيرٍ وحكمةٍ الهية لا يستقصيها أحدٌ غيره، سَيظلّ هذا النشيد الخالد يُحيي بداخلنا شُعلة الإيمان والرجاء والأمل بعودتها الى شعبها الروميّ يوماً ما، كما سبقَ فأعلن وتنبّأ عن ذلك قدّيسو كنيستنا العُظماء أمثال: قوزما الايتولي وباييسيوس الآثوسي ويوسف الفاتوبيذي، ويُغذّي فينا الحنين إليها وإلى ميعاد تحقيق نبوءاتهم وتحريرها من أيدي مُغتصبيها.