الصورة كوسيلة إيضاح
المربّي غسان صادر
مقدّمة
إن اللقاء الديني لا يُرتجَل ارتجالاً، بل على المربي أن يهيأه تهيئة جَدية وجيدة.
ومن هنا تبرز أهمية وسائل الإيضاح التي يُسَخّرها المربي لخدمة ولنجاح لقائه.
أبسط هذه الوسائل:الصورة التي تساعد المربي على تحاشي الوقوع في اللفظية أي استعماله ألفاظاً ليست لها نفس الدلالة الموجودة عند التلميذ.
مثال: يريد أن يشرح سر من أسرار الكنيسة يفهم الولد السر شيء يقال بين اثنين.
مزايا الصورة
1- تعمل على زيادة التقارب والتطابق بين معاني الألفاظ في ذهن كل من المربي والتلميذ.
2- تعَبّرعمّا يصعب على الكلمة تأديته.
3- تساعد على إيصال الفكرة للتلاميذ بسهولة وببساطة.
ولأن الصورة لغة بحد ذاتها,فلا يكفي أن أنظر إليها حتى أفهمها، بل عليّ ترجمتها.
وكمربي يسعى لتنشئة جيل مسيحي واعي ومُدرك لإيمانه، مسؤوليتي تمنعني من استعمال الصورة لمجرّد أنها أعجبتني، وتدعوني إلى أن يكون اختياري مبنياً على أسس أكثر موضوعية.
فماذا عليّ أن أعمله ليكون اختياري وعرضي للصورة ناجحاً؟
1- أطّلع على لقائي وأفهمه جيداً لأختار الصورة المناسبة للموضوع.
2- أتأكد من توافرها وإمكانية الحصول عليها خوفاً من المفاجآت التي قد تحدث.
3- أهيّء مكان عرضها{لوحة، لوح}مع مايلزم{لصاق، بونيس} وأحاول دوماً أن أعرضها من اليمين إلى اليسار ومن الأعلى إلى الأسفل.
4- أتساءل ما هو الهدف الذي أريده من عرضي لهذه الصورة.
قد يكون للاستنتاج: أعرض صورة زكا وأسأل:لماذا تسلق زكا الشجرة؟ ولماذا دعاه يسوع لأن ينزل منها؟ هنا عليّ أن أبتعد عن الصورة التي قد لا تعطيني الجواب الصحيح.
قد يكون للمقارنة:أعرض صورة لولدين يتخاصمان وصورة أخرى لولدين يتصالحان.
قد يكون لمعرفة الذات وفحص الضمير:أعرض صورة الوزنات وأسأل:هل عملت على تنميتها؟وماذا كانت النتيجة؟ أم أهملتها؟وما نتيجة إهمالك؟
قد يكون لتنشيط المخيلة والشعور:أعرض صورة يسوع يطعم الجموع من خمسة أرغفة وسمكتين. تخيّل ذاتك أنك كنت مع هذا الجمع،أكلت وشبعت. ما شعورك الجديد تجاه يسوع؟ ماذا تود أن تقول له؟
قد يكون لمساعدة التلميذ بأن يأخذ قراراً:أعرض صورة مثل الزارع والأراضي الأربعة التي وقع فيها الحَب.وأسأل أنت في أي أرض تشعر أنك موجود؟{في جانب الطريق، في الأرض الحجِرة، في الشوك، في الأرض الطيبة؟}
5- أين أعرضها؟ أعني في أي خطوة من خطوات اللقاء الديني الخمسة.
6- متى أعرضها؟ في الوقت المناسب، أعني قبل أو بعد جواب التلميذ.
7- كيف أعرضها؟ بأسلوب مشوّق وجذاب.
أستعين بالصورة الكبيرة الحجم فهي بالتأكيد أوضح من الصغيرة. وللصفوف الدنيا أختار الصورة الملونة فهي بالتأكيد أكثر جاذبية من الأسود والأبيض.
أبتعد عن الاستفاضة في شرح الصورة تجنباً من الملل.
أسعى بألا أقحم اللقاء بعدد كبير من الصور.
أتجنب إبقاء الصورة مُعلقة فترة طويلة أمام التلاميذ من بعد انتهائي من استخدامها تجنباً لانصرافهم عن متابعة شرحي.
هذه هي الصور البسيطة المعبّرة التي تُظهر لي مباشرة ما يريده صاحب الصورة أن يقوله لي.
لكن هناك صوراً من نوع آخر نسميها الصور الرمزية. هذه ينبغي فكّها قبل عرضها على التلاميذ. ثم عليّ أن أسأل ذاتي ما هو مضمون الصورة؟ ماذا تعني أو ماذا توحي لي؟
أذكّر هنا بأن نفسية المشاهد في مثل هذه الصور تلعب دوراً أساسياً.
على كلٍّ مهما يكن نوع الصور فمن الضروري أن نفهم جميعاً مربين وتلاميذ الفكرة المعروضة علينا.
لذا نحن بحاجة إلى وقت لنتأمل الصورة وبعد ذلك ندرس أسئلتنا التي نريد أن نطرحها على أولادنا.
وهنا أرجوكم أن يكون كلامكم على مستوى إدراك التلاميذ وأن تكون أسئلتكم قصيرة، محددة المعنى، وكثيرة الوضوح. متذكرين أن سؤالكم بحاجة دوماً إلى جواب؛ صحيح أنه شيء بديهي لكنه فخ يقع فيه الكثيرون.
أختم وأقول:مهما تطورت أساليب التقنية الحديثة تبقى الصورة بأنواعها المختلفة لها جاذبيتها وسحرها عند الصغار والكبار، عند المتعلمين والأميين.
والاستغناء عنها مستحيل. فهل نعيرها اهتمامنا؟!!
Discussion about this post