كاتدرائية غرناطة
كاتدرائية غرناطة (بالإسبانية: Catedral de Granada) أو كنيسة التجسد الكاتدرائية المقدسة المتروبوليتانية في غرناطة (بالإسبانية: Santa Iglesia Catedral Metropolitana de la Encarnación de Granada) هي كاتدرائية كاثوليكية رومانية مقرها مدينة غرناطة، عاصمة مقاطعة غرناطة بمنطقة أندلوسيا ذاتية الحكم في إسبانيا. وهي مقر أبرشية غرناطة.
تقع الكاتدرائية بالتحديد في منطقة كالي جران فيا دي كولون في مدينة غرناطة بإسبانيا، كما يوجد بالقرب منها العديد من الفنادق من أهمهم فندق ماركيز إيزابيلاز ، وفندق بوسادا ديل تورو.
بُنيت كاتدرائية غرناطة فوق مسجد غرناطة الشهير الذي بناه بنو الأحمر وسط المدينة. وبدأت أعمال البناء فيه أثناء عصر النهضة الإسباني في أوائل القرن السادس عشر. وبعد فترة وجيزة من سقوط غرناطة بيد الملكين الكاثوليكيين (فرناندو الثاني وإيزابيلا) تم تكليف خوان خيل دي هونتانون وإنريكي إيغاس بأعمال البناء. كما تم تشييد العديد من المباني في عهد شارل الخامس.
تم بناء كاتدرائية غرناطة على غرار كاتدرائية طليطلة، أي على الطراز القوطي وهو الطراز المعماري السائد في إسبانيا في أوائل القرن السادس عشر. ولكن في عام 1529 ألغت السلطة الكاثوليكية تكليف إنريكي إيجاس وقامت بتكليف دييغو سيلو الذي أكمل عمل سلفه لكنه أضاف عناصر من طراز عصر النهضة. ومع مرور الوقت قامت الأسقفية ببناء مشاريع معمارية جديدة مثل إعادة تصميم الواجهة الرئيسية للكاتدرائية عام 1664 من قبل «ألونسو كانو» وذلك لإدخال عناصر طراز الباروك. وفي عام 1706 تم بناء سكن الكاتدرائية.
الفن المعماري للكاتدرائية
تم تشييدها في بدايات القرن السادس عشر وتم تصميمها بالفن القوطي والذي إشتهرت به تلك الحقبة وفي خلال هذه الفترة تم التركيز على الجزء الداخلي وخاصةً منطقة القبة فزينت بأعمدة رخامية تم مزجها بالدهب ويعلوها قبة ضخمة تحيطها من الجوانب عشر نوافذ زجاجية ملونة وفي أسفل هذه النوافذ يوجد بعض اللوحات الجدرانية الدقيقة في تفاصيلها كل واحدة منها تحمل مشهداً عريقاً يختلف كلياً عن الثانية.
أما القاعة المستطيلة والتي تعرف بقاعة المصلي تم تشييدها بطراز النهضة فيري الزائر تماثيل لملوك وحكام حكموا إسبانيا خلال سقوط غرناطة كما تحتوي على العديد من اللوحات الجدرانية والتي تروي بعض الأحاديث التاريخية كما يزعمها الملوك كما يوجد التمثالان النصفيات لرجل وإمراءة تم تجسيدهم علي أنهم آدم وحواء.
أما بالنسبة للجانب الخارجي للكاتدرائية فقد تم تشييدها علي الطراز الباروكي ليشبه في تصميمه بقوس النصر كما تعلو البوابات الكثير من التماثيل بعضهم تماثيل جدرانية والأخريين تماثيل مرصوفة أعلي الأعمدة والتي تحد البوابات بالأضافة إلى النقوش والزينة الباروكية.
قام بتصميم الكنيسة وقتها المهندس الإسباني إنريكي إيجاس لتجمع بين تصاميم العصر القوطي وتصاميم عصر النهضة في نفس الوقت، وقد وضع حجر الأساس لبناء الكنيسة بين عامي 1513م و1523م ، وقد استغرقت ما يقارب من 181 سنة لاستكمال بنائها. تناوب خلال هذه السنوات عدد من المهندسين لبناء الكنيسة منهم المهندس خوان دي مينا من 1563م وحتى 1571م ، والمهندس خوان دي أوريا 1571م وحتى 1590م وغيرهم.
واتسعت فكرة بناء الكنيسة كثيرا لتصبح أكثر من مجرد كنيسة أو حتى كاتدرائية، لكنها أصبحت رمزا لقيام الدولة الإسبانية مرة أخرى، مما جعلها محط اهتمام الملوك الأسبان، ومنهم الملك تشارلز الأول والذي كان مقررا أن يجعلها ضريحا له ولأسرته الملكية، لكن ذلك لم يتحقق، حيث قام ابنه الملك فيليب الثاني بنقل موقع الأضرحة الملكية بأكمله إلى خارج مدينة مدريد.
كما اهتم الكثير من الملوك بتزيين هذه الكنيسة باللوحات الثمينة والتماثيل، مثل التماثيل النصفية لنبي الله أدم وزوجته حواء، وتماثيل تمثل الملكة والملك إيزابيل وفرناندو بيدرو دي مينا ذ ميدرانو وهما يركعان أثناء الصلاة.