كنيسة الجبيل
كنيسة الجبيل هي كنيسة أثرية اكتشفت في شمال محافظة الجبيل، في المملكة العربية السعودية عام 1986. ويعتقد أنها تتبع للمذهب النسطوري، الذي انتشر في القرن الرابع الميلادي. تعتبر الكنيسة من الشواهد المهمة حول انتشار المسيحية في شرق شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام.
عثر في المنطقة على بقايا تتكون من صحن للكنيسة وثلاث هياكل. الموقع محاط بسور ولكن يمكن رؤية الآثار من مسافة.
كنيسة الجبيل هي كنيسة أثرية تعود للمسيحية السريانية الشرقية، المذهب النسطوري، والذي انتشر في القرن الرابع الميلادي مما يجعل منها أحد أقدم الكنائس في العالم وهي أقدم مبنى كنسي في شرق الجزيرة العربية، كما أنها دليل على استمرارية المسيحية إلى حوالى القرن العاشر الميلادي حيث هُجرت وتركها الرهبان وانتقلوا إلى مكان آخر أو أنهم دخلوا الإسلام.
الحكومة السعودية لم تصدر تصاريح لزيارة ذلك الموقع الا للاثارين فقط لتحديد تاريخها واكتشف الاثارين أربعة من الصلبان الحجرية المشابهة للصلبان الكنائس المشرقية لكن هذه الصلبان فقدت في وقت لاحق وبقي منها صليب حجري واحد.
وصف الكنيسة
يبدو أن المبنى هو عبارة عن كنيسة صغيرة نسطورية تابعة للكنائس النسطورية القديمة في المنطقة. تقع في منتصف الساحل الغربي للخليج وقد رممت عدة مرات في الماضي البعيد كما تم ترميمها في عهد قريب بالملاط الأبيض (الجبس من الداخل والخارج) والمختلف ألوانه عن ملاط القديم.
كنيسة الجبيل مكان أثري بالغ الأهمية، لا يمكن الوصول إليه إلا عبر طريق بري وعر، في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة الجبيل، بالقرب من طريق الظهران الجبيل السريع، وعند مشاهدتك للوهلة الأولى لهذا المكان التاريخي تجد أجزاء كثيرة تغطيها الرمال، ويحيط بها شبك مثبتة دعائمه على قواعد أسمنتية من الجهات الأربع، وتبدو الآثار البادية للعيان مكونة من فناء، وثلاث غرف بلا سقف، بمساحة 200 متر مربع تقريباً مبنية من الحجر، لكل غرفة باب خاص، وتؤدي كل غرفة إلى الأخرى عبر مداخل بينية، وتزدان جدران الغرفة الأولى برفين محفورين في وسط الجدار الأيمن الذي يلي الباب، فيما تظهر بعض النقوش والزخرفة العمرانية تطوِّق قمة ثلاثة أعمدة بارتفاع متر ونصف ضمن تكوين الجدار في الغرفة الثانية، في حين تساقطت تلك الأعمدة والزخارف من الجدار المقابل.
تم اكتشافها في المنتصف على الطريق السريع الواقع بين الظهران والجبيل عثر على مبنى قريب إلى المبنى مربع الشكل في فترة الثمانينات (1980- 1986). يعتقد أن إحدى السيارات قد (غرزت) بالرمل في تلك المنطقة بين كثبان الرمال المملوءة بأشجار المرخ المنتشرة بتلك المنطقة وأثناء الحفر لإخراج السيارة وجدوا جدران مبنى مكون من عدة حجرات، لتقوم إدارة الآثار بعد ذلك بعملية التنقيب بالمكان نفسه.
ينتشر حولها العديد من الكسر الفخارية العائدة للفترة العباسية الأولى والثانية والعديد من القواقع البحرية القابلة للأكل مما يشير إلى أن عملية الاستيطان في الموقع استمرارية لفترة طويلة لفترات طويلة قبل هجران الموقع واندثار معالمه التاريخية المهمة حيث لا يظهر على جدران الكنيسة آثار حرق أو تهديم سوى سقوط الأسقف والتي تم رفع مخلفاتها أثناء التنقيب العليم.
على جدران الكنيسة رسومات تحتوي على غصن الزيتون وزخرة اللوتس ، وهذه ليست من الأشجار والزهور التي تظهر في المنطقة. فبات من المعلوم بأن اصحاب الكنيسة هم من حوض البحر الابيض المتوسط، وتحديداً المذهب النسطوري ومن الكنيسة الشرقية بالاسكندرية.
إن الكنيسة بشكلها الهندسي البسيط الحالي تعتبر من الكنائس القديمة والوحيدة في المملكة العربية السعودية في المنطقة الشرقية والموجودة في منطقة غرب الخليج العربي وشرق الجزيرة العربية. يعتقد أنها تعود إلى العهد الجاهلي أي قبل ظهور الرسالة المحمدية بحوالى 230 سنة.
في تلك الفترة انتشرت المسيحية في شرق الجزيرة العربية من حوالى 300 ميلادية إلى 450 ميلادية نتيجة للصراع بين الساسانيين والبيزنطيين، ما دفع الكهنة والرهبان إلى البحث عن مناطق آمنة لنشر دعوة المسيح في الجزيرة العربية فأنشئت عدة كنائس بالمنطقة منها كنيسة في جزيرة صير بني ياس بالإمارات وثلاث كنائس في الكويت بجزيرة فيلكا وكنيسة في جزيرة خرج بالجانب الشرقي من الخليج كما يبدو أن في شبه جزيرة قطر كانت هناك كنيسة كبيرة لم يعثر على آثارها حتى الآن ولا يستبعد أن تكون بتلك الفترة كنيسة بالبحرين وعمان حيث إنها تقع علي الطريق التجاري إلى الهند.
إن المسيحية انتشرت خلال تلك الفترة بين العديد من القبائل العربية مثل بني بكر بن وائل وبني عبد القيس الذين يشكلون الغالب من السكان في تلك الفترة والذين استمروا على النصرانية إلى ما بعد ظهور الإسلام والغالب من أفرادها دخلوا الإسلام والذين يشكلون الغالب من سكان شرق الجزيرة العربية وتبرز العديد من الأسماء العربية المتنصرة في الجزيرة العربية مثل كليب بن ربيعة والأخطل وعمرو بن كلثوم وغيرهم العديد من أسماء الرهبان. وإن أشكال الصلبان المنقوشة على الجدران تدل على أن الأثر لإحدى الكنائس النسطورية الصغيرة التي تميل إلى البساطة بالزخرفة وتوحيد الإله وأن النساك والرهبان كانوا يترددون على هذه الكنيسة من مطلع الإسلام إلى الفترة العباسية الثانية بشكل ودي دون أن يعتدي عليهم أحد من المسلمين وأنهم ممنوحون الأمان في دينهم والقيام بعباداتهم في هذا المكان.
والكنيسة في الوقت الحالي مسيجة بسور من الحديد ولها باب عليه قفل حديث وقامت إدارة الآثار والمتاحف التابعة لهيئة السياحة قبل بضع سنوات بترميم جدران الكنيسة كما يبدو أنها قامت بعملية ترميم لجدرانها بلون مخالف للون الأصلي القديم لجدران الكنيسة حسب ما يتفق عليه علميا.
المصادر :
ويكيبيديا