أيقونة شفاء المنزوفة
الأيقونة من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة
الشرح
يندرج شفاء المنزوفة في سياق ذهاب يسوع إلى بيت إبنة يائيرس نزولاً عند طلب أبيها الّذي سأل بإيمان الشفاء لإبنته. فيما يحمل يسوع قوة الحياة والقيامة إلى هذه الصبيّة، نرى المنزوفة تتخطّى حشود الجموع لتصل إليه فتغتصب منه الحياة، هو رب الحياة. وهذا مايظهر جليا في أسفل الأيقونة.
الإمرأةٌ المنزوفة تحمل معاناة إثنتي عشرة سنة من عمرها عرفت بعين الإيمان من هو الشخص الّذي سيبدِّل تاريخها ويعيد إليها القوة والحياة.
لقد تجرأت أن تلمس طرف ثوب يسوع بالرغم من أنها نجسة من جراء مرضها ونجاستها معدية وتحرمها الشريعة من الإختلاط بالجمهور ولا سيما الإقتراب من النبيّ وهنا يكمن سبب حذرها وخوفها من الدنو إلى يسوع.
رغم صعوبة إقترابها من يسوع، تحدّت وتخطّت الحواجز فإقتربت منه ولمست هدب ردائه. هذا الرّداء يرمز إلى وصايا الله فلذلك يحاط بالإكرام. إن هذه اللمسة لثوب يسوع قد طالت عمق كيان يسوع، فأخرجت القوّة التي خلَّصت المنزوفة فنجّتها من هذا المرض العضال وأعطتها تجديدًا روحيًّا.
لقد إنتزعت هذه المراة، بثقتها وإيمانها، القوّة والحياة من يسوع. ولم يخفَ هذا الموضوع على يسوع مما جعل المنزوفة تجثو وتسجد وتعلن شفاءها بإختبار فريد للمسة مغايرة لكلّ الّلمسات.
من البديهي أن كثيرين قد لمسوا يسوع بوجودهم قربه، كما قال بطرس، ولكن لمستهم لم تدخل إلى العمق ليكون لقاء وتجديد.
أما لمسة المنزوفة فقد تميّزت بإعترافها الضمنيّ بهويّة يسوع .
No Result
View All Result