أيقونة والدة الإله المحاطة بالأنبياء
تفسير هذه الأيقونة الرائعة
حيث نجد العذراء تحتضن ابنها ربنا وإلهنا يسوع المسيح، ومن حولهما نجد عشرة أنبياء كل منهم يحمل رمز نبوؤة خاصة به عن السيد والسيدة، مبرزاً دور كل نبوؤة ومكانها في المديح الذي لا يجلس فيه.
إليكم كيف نقرأ أولاً رموز المحور الوسطي للأيقونة مع الخلفية.
١- الخلفية الذهبية: هي ترمز إلى حضور مجد الرب في ملكوته، نرى اللون الذهبي ينعكس بوضوح أيضاً على كل الوجوه الموجودة في الأيقونة .
٢- والدة الإله: هي تحمل الرب بخفة فائقة وإذا أمعنا النظر بوضعية المسيح لوجدنا بأنه ليس بجالس في أحضانها ولا هو واقف، بل و كأنه معلق، يكاد لا يلامسها. في المقابل هي تحتضنه بالكامل فلا يخرج أي جزء منه خارجها وكل ذلك دلالة على حملها العجائبي به، فهو في الوقت عينه موجود في كل مكان وهو أيضاً محتوىً بكليته في أحشائها. إنها الأرحب من السموات.
ترتيب ألوان ثيابها له رمزيته أيضاً، فلون ثوبها أخضر داكن دليلا على إنسانيتها، فوقه رداء أحمر قاني دليل على ان الروح القدس قد حل بأحشائها ونعمة العلي قد ظللتها، (لو:١-٣٥) “فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.”
نجد أن أطراف ردائها موشى بالذهب، تذكيرا بالمزمور ٤٥ الآية التاسعة :
“قامت الملكة عن يمينك بثوب موشى بالذهب، مزينة بأنواع كثيرة”. فوالدة الإله هي الملكة القائمة عن يمين الملك (المسيح) وقد تنبأ عنها الملك داوود قبل نحو عشرة قرون من الميلاد.
على جبينها وكتفيها نجد ثلاثة نجوم، ترمز إلى عذريتها الدائمة قبل الولادة، خلالها وبعدها.
هي تلبس حذاء أحمر دلالة على نسبها الملوكي، فهي في الوقت عينه من سبط يهوذا ومن نسل داوود الملك مثلها مثل القديس البار يوسف، و في الوقت عينه هي الملكة التي حملت في أحشائها ملك الملوك: (مز: ٤٥-٩)
ملامح وجهها تدل على الوداعة والألم الصميمي المزمع أن تحتمله والذي أخبرها عنه سمعان الشيخ: (لو ٢-٣٥): “وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ.”
هي تنظر إلينا و كأنها تقول لنا : “… مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوه.” (يو: ٢ ، ٥)
٣- المسيح: هو أقنوم الإبن المتجسد، نرى أن ملامح وجهه هي لرجل بالغ دلالة على أنه إله كامل، فهو مدرك تماما لجوهر رسالته الخلاصية منذ ولادته، ينظر إلينا ويشدنا بنظراته إليه و كأنه يخبرنا:
“أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ…” (يو ١٥: ٥)
بخبرنا بحركة يديه مباركاً إيانا بكلتيهما، بأنه مزمع أن يخلصنا على الصليب.
خلف رأسه نجد هالة النور تحتوي على صليب (تتميز عن كل هالالت القديسين) وعلى أطراف الصليب ثلاث أحرف باليونانية O W N (تلفظ أو أون) وتعني الكائن (أكون من أكون) وهي رد الرب على موسى عندما نظر إلى العليقة المشتعلة والغير محترقة وسأله عن اسمه في سفر الخروج ٣-١٤: “فقال الله لموسى: أنا هو من هو”.
هو يلبس لباس المجد الإلهي الذهبي.
٤- العرش هو العرش السماوي الملوكي.
بشفاعة والدة الإله يا مخلص خلصنا.