دير الراهب بحيرا
دير الراهب بحيرا هي كنيسة بيزنطينية من القرن الرابع الميلادي وهي أقدم كنيسة في بصرى وقد سميت الكنيسة بدير الراهب بحيرا نسبة إلى الراهب بحيرا وهو راهب نسطوري وكان قساً فلكياً عالماً طرده الرهبان فعاش في هذا الدير. وقد بني على نمط المباني البازليكية.
يعتبر دير الراهب بحيرا في مدينة بصرى الأثرية، من الآثار السورية الهامة في العهد البيزنطي يختلف في تصميم بنائه عن سائر الأديرة والكنائس في المنطقة، ويعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي.
تم تشييده كبناء وثني على الطراز الملكي يبعد 30م شمال الكاتدرائية، ما يبعث على احتمال تشييده في مطلع القرن الرابع بعد الميلاد، بني فوق أنقاض بناء قديم وكان قصدهم من إبقاء الأنقاض المتراكمة على حالها أن يجعلوا لبناء المعبد ارتفاعاً ملحوظاً بين أبنيته القديمة القائمة في ذلك الحين، كي يبدو لأعين السكان المقيمين في جميع أنحاء المدينة،
والوضع الحالي للدير هو نتيجة لتغيرات الزمن المختلفة، إضافة لفعل الزلازل، فالجزء الأمامي الكامل من الدير والواجهة تقدم علامات للتغيرات في الواجهة والأعمدة الجانبية والجدران العليا».
الوصف المعماري
يختلف مبنى دير الرهب بحيرا في طراز بنائه عن كل الكنائس المشيدة في هذه المدينة، وتتخذ نمط المباني البازليكية في المنطقة شكلاً مستطيلاً، والمحراب يكون في الجهة الشرقية وإنه المبنى الوحيد من المباني الكلاسيكية التي كان سقفها على شكل جملوني، ويبدو البناء على شكل مستطيل بإبعاده 14-23 م، يفضي إلى حنية نصف مستديرة فتحتها 9م، وعمق الفتحة 4،60م متجهة إلى الشرق، وكان مسقوفاً بالخشب على شكل هرمي، ويبدو الهيكل من الجهة الشرقية أي من الخارج على شكل نصف دائرة مقببة، وينفذ النور إلى داخله من تسع عشرة نافذة، منها ثماني نوافذ في الجدار الشمالي، ومثلها في الجدار الجنوبي، وثلاث نوافذ في أعلى قوس الهيكل البيضوي الشكل الذي يعد من أروع الأقواس المبنية في الكنائس البيزنطية، حيث تجلت مهارة البناء، وجمال المنظر ودقة النحت.
ويتوسط القوس حجر مزخرف بشكل كرمة وعناقيدها، وسائر حجارته منحوتة ومزينة وتستند عليه نصف قبة مبنية بالحجر المغموس بالكلس، زالت بعض أقسامها. تغير شكل المبنى أكثر من مرة عبر التاريخ خاصة في واجهته، وقد تبدو بشكل يختلف عن وضعها السابق، وكانت الواجهة الرئيسية مبنية على شكل هرمين، أحدهما يعلوا الآخر فالأول يبدأ عند جانبي تاج نصف العمود الأيوني الذي يزين الواجهة، واستبدلت بقوس شاهق مغلق فتحت تحته ثلاث نوافذ، وبابان ينفذ منهما إلى داخل المعبد، وتم الكشف في ملحقات للدير عن بعض أساساته الشمالية والغربية، حيث يوجد مكان يسمى الصومعة.
والجدير ذكره ان لموقع بصرى اهمية خاصة كونها عاصمة دينية ومركزاً تجارياً هاماً وممراً على طريق الحرير الذي يمتد إلى الصين، ومنارة للحضارة في عدة عصور تعود لآلاف السنين، كما كانت نقطة توقف على طريق قوافل الحجيج لمكة المكرمة. اسمها ارتبط بالقلب فكل حجارتها كالبشر تروي الكثير من الأساطير وتداعب خيال الزائر ومشاعره، وهي منطقة حافلة بالآثار الرومانية واليونانية وغيرها.
المراجع
- ^ دير «الراهب بحيرا».. معلم ديني وأثري نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ دير الراهب بحيرا نسخة محفوظة 29 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.