الأخ أسطفان نعمة… مولود السّماء!
ريتا كرم
ثمانون سنة مرّت على ولادة الطّوباويّ الأخ أسطفان نعمة في السّماء.
ثمانون سنة ولا يزال هذا الرّاهب المتواضع والتّقيّ والعفيف ينام في ضريحه مباركًا مقام دير مار قبريانوس ويوستينا- كفيفان، مجاورًا ضريح القدّيس نعمة الله كسّاب الحردينيّ، مستمعًا إلى همسات زوّاره الصّارخة إلى الله بحرارة الإيمان.
نعم هي ثمانون سنة تعتّقت خلالها قداسة الرّاهب العامل والخادم، قداسة أسكرت الملايين حول العالم في كلّ مرّة ارتشفوا فيها نعمة سماويّة من كأسه المباركة، زارعة في نفوسهم سلامًا وطمأنينة وراحة وفرجًا وعافية.
هو الغائب الحاضر في ديره الّذي لا ينفكّ يبثّ روح التّوبة والمحبّة والخدمة المجانيّة في قلوب كلّ من وطأت قدماه أرضه، تمثّلاً بابن لحفد البارّ الّذي حوّل عمله إلى صلاة رفعها في كلّ حين وفي أيّ حال إلى الله الحيّ في القربان المقدّس، سائلاً على الدّوام شفاعة مريم العذراء، مقتفيًا أثر القدّيسين والشّهداء حاجزًا له مكانًا بينهم، وحافظًا اسمه في “سجلّات الأبد”.
ثمانون سنة مضت، ولا يزال الله يراه ويرانا، ولا تزال رائحة القداسة تفوح بكرم وسخاء في كفيفان.
اليوم وفي ذكرى ولادتك في جوار الآب، نلتمس منك يا أخانا أسطفان نعمة الصّمت في ضجيج هذا العالم، فنصغي إلى صوت الله ونكتشف دعوته لكلّ واحد منّا.
نسألك نعمة الهدوء لنسيطر على الشّرّ ونصدّه متسلّحين بالحقّ والإيمان.
نطلب منك سكون الضّمير لنسير على دروب الحياة بوعي وصدق ومحبّة معبّدين درب الملكوت بالفضائل.
اليوم، قدنا يا أخانا الطّوباويّ إلى رحمة الآب واجعلنا نضع حياتنا- على مثالك- تحت نظره الآن وإلى الأبد، آمين!