لبنان/ أليتيا (aleteia.org/ar)
على أرض لبنان المقدّسة، أبصر الأخ إسطفان نعمه النّور، وفي ظلّ الكنيسة المارونيّة نشأ، وفي كنف الرهبانيّة اللبنانيّة ترعرع آخذًا منها روح العبادة ونفحةً قُدسِيَّة لينقلها بدوره إلى الأجيال الطالعة.
ولادته:
ولد الأخ إسطفان نعمه في بلدة لحفد، في 8 آذار 1889 من والدَين صالحَين هما إسطفان بو هيكل نعمه وخرستينا البدوي حنّا خالد. قَبِلَ سّر العماد في كنيسة السيّدة في لحفد على يد الخوري جرجس فاضل، في 15 آذار 1889 وأُعطيَ إسم “يوسف”. غادر يوسف نعمه البيت العائلي، وهو في ال16 من العمر العام 1905، إلى دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان ليترهّب فيه؛ فدخل في سلك المبتدئين، وبعد 8 أيّام، لبس ثوب الابتداء.
وفي 23 آب العام 1907، أبرز الأخ اسطفان نذوره الرهبانيّة، ولبس الإسكيم الملائكي.
عاش بعد نذره الرهباني، 31 عاما في الرهبانيّة. قضى منها حوالي الاثني عشر عاما في دير سيّدة ميفوق، وحوالي العشرة أعوام في دير سيّدة المعونات في جبيل، وثلاث سنوات في دير مار أنطونيوس حوب، وحوالي ستّة أو سبعة أشهر في دير كفيفان قبل وفاته. كما عاش أيضا في دير مار شلّيطا – القطارة، ودير مار مارون – عنّايا.
معجزة شفاء ميشال الناعم- كفيفان
قال السيد ميشال 1965: “طلع لي بكف يدي تواليل، وأصبح يمتد حتى غدا يفوق على المائة، وكان يقيح فيزعجني ولم أعد أقوى على العمل، لأنها تشقق ويخرج منها الصديد.
وكانت تؤلمني جدا، أخذت مراهم كثيرة فلم تفيدني، وقد أرسلني المرحوم واكيم البيطار إلى بيروت عند الدكتور تابت المخصص للبثور، فأراد أن يجري لي عملية على الكهرباء، فعدت إلى بيتي، فقالت أختي التجئ إلى الأخ اسطفان، فنذرت له قائلة: يا معلمي الأخ اسطفان إذا شفيتني أذهب لزيارة ضريحك حافيا على الأقدام. وفي اليوم الثالث لنذري، قشرت هذه التواليل وتوارت وشفيت منها تماما فسرت في الصباح وذهبت كما وعدت أشكر الله ومعلمي الأخ اسطفان”.
معجزة شفاء نعيم رزق
ظهرت لمختار كفيفان الأسبق نعيم رزق في كتفه اليسرى بلغمة بحجم اللوزة، ثم تطورت حتى أصبحت بحجم الليمونة، ولم يكن يجرأ على العملية، لأنه كان مصابا بداء السكري وقد شجعه على إجراء العملية الدكتور إميل بطار، فلم يفعل. وذات ليلة، يقول نعيم رحمه الله: طلبت بإيمان حار شفاءها من الأخ اسطفان قائلا: يا أخ اسطفان، أنسيت أننا كنا نعرفك وتعرفنا ونحبك وتحبنا؟
وفي الصباح يقول نعيم: زالت هذه الدملة من دون عملية، ولقاء ذلك أشكر الله تعالى والأخ اسطفان”.
معجزة شفاء أنيس الحشاش
قال أنيس الحشاش: “ذات يوم، أصابني ألم شديد في محالبي تحوّل إلى الخصية اليمنى حتى اختفت معها اليسرى، ولم تنفع العقاقير والأدوية شيئا، فبلغ هذا الورم بحجم الإبريق وكنت أدقّه بالحجر فلا أشعر بألم من الدّق، وبقيت على هذا الحال ثماني سنوات أقاسي الألم وكان الدكتور أنطوان بعقليني يشجعني على إجراء عملية جراحية، وكنت أمانع خائفا، وأخيرا أقنعني ابن عمي عزيز الحشاش، مختار منطقة شركاء القطارة. وليلة العملية في شباط العام 1970 غفوت قليلا، فإذا بي أشعر بيد تلمسني وتهزّني هزّا وبصوت يقول لي: يا أنيس شو قضيتك حجر طحن بدّو قلب، أنا الأخ اسطفان أشفيك.
فانتبهت وعرفت الصوت، لأني وأنا صغير قعدت مع الأخ اسطفان ثلاث سنوات، في دير القطارة.
فنذرت له قائلا: يا معلمي الأخ اسطفان، إذا كنت قديسا وشفيتني فإني أكرس يوم الشفاء عيدا سنويا. وفي الصباح، وجدتني قد شفيت تماما من ذلك المرض ولم يعد لا ورم ولا وجع فيّ”.
المصدر: كتاب الكواكب الأربعة للأب يوسف خشان
أليتيا