نيفين جادالله
“الأم هي الحياة” الأم منبع للحياة حيث يولد من رحمها البشر، كما ان دورها لا ينتهي عند الميلاد فقط، بل تستمر في تقديم الحياة لطفلها فهي تقدم حياتها وصحتها لأبناءها وأسرتها. ومن هنا نجد أن للأمومة مجموعة من الصفات المتميزة منها : “المحبة، الحنان، العطاء بلا حدود، التضحية، الحكمة، الصبر والإحتمال” تلك الصفات يمنحها الله للأم لرعاية ابناءها حتى يصلوا لبر الأمان، فحينما نحتفل بعيد الأم ” 21 مارس” يجب ان نذكر العديد من النماذج لأمهات الذين كان لهم بصمة في حياة ابناءهم حتى أصبحوا عظماء وقد ذُكرت أسمائهم في الكتاب المقدس منهم:
– القديسة العذراء مريم والدة الإله”
أختار الله العذراء لتكون والدة السيد المسيح، وحبلت بالطفل يسوع بدون زرع بشر وقد بشرها الملاك ميلاد يسوع وتحملت نظرات الشك التي دخلت قلب يوسف النجار “خطيبها” ونظرات المجتمع.
كما تحملت العذراء مشاقات الهروب إلى مصر، للحفاظ على حياة ابنها، كما تحملت عذاب ابنها على الصليب لخلاص البشر. حيث يذكر يوحنا في إنجيله ويقول: وكانت واقفات عند صليب يسوع امه واخت امه مريم. يوحنا ١٩: ٢٥
وقفت القديسة مريم هناك بجانب الصليب وكانت مخلصة ووفية لابنها حتى موته، رغم عدم إدراكها الكامل لما يحدث.
لدى الامهات القدرة العجيبة بأنه مهما مر الأبناء في ظروف وتغييرات أو حتى أنهم قاموا بأمور لا تروق للأمهات من قلة وفاء وجحود، تبقى الأمهات وفيات مخلصات لهم. الأمهات لا يستسلمن! لا يعني هذا الكلام بانهم يرضوا عن اخطاء أولادهنّ. فالحقيقة ان الكثير من تصرفات الأولاد تعطي الحق للأمهات بان يتخلوا عن أولادهن، لكن قلب الأم مخلص ووفي لأولادهن حتى ان ابتعدوا وضلوا عن الطريق.
كانت العذراء مبشرة حيث بشرت بقيامة المسيح من الموت، وقال عنها الكتاب المقدس “بناتٌ كثيراتٌ عملن فضلًا، أمّا أنت ففقت عليهنّ جميعًا” (أم14: 29) وأعطتنا العذراء مثالاً للأم المختـارة، المتـألمة، الصبورة، المبـشرة، الفعـالة”
– أم موسى النبي هي مثال للأم الحكيمة والأم المعلمة
يذكر لنا الكتاب المقدس في سفر الخروج 2: 42 عن يوكابد أم موسى حيث يقول:
وذهب رجل من بيت لاوي واخذ بنت لاوي. 2 فحبلت المراة وولدت ابنا. ولما رأته أنه حسن خبأته ثلاثة اشهر. 3 ولما لم يمكنها ان تخبئه بعد أخذت له سفطا من البردي وطلته بالحمر والزفت ووضعت الولد فيه ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر. 4 ووقفت اخته من بعيد لتعرف ماذا يفعل به.
إن ما فعلته أم موسى كان مخاطرة كبيرة بهدف حماية إبنها من الخطر. كانت أمه مستعبدة من قبل شعب مستوحش بحيث كانت خطة المصريين السيطرة على العبرانيين من خلال السيطرة على الذكور حيث قال ملك مصر في خروج 1: 16:حينما تولدن العبرانيات وتنظرانهن على الكراسي.ان كان ابنا فاقتلاه وان كانت بنتا فتحيا. لكن القابلات لم يطعن امر فرعون فنما الشعب العبراني بالعدد والقوة.
وضعت يوكابد ابنها موسى في سلة كي تحميه ووضعت السلة في نهر النيل وسلمته لحماية الرب. راقبت اخت موسى ماذا سيحصل لأخيها، حتى رأت ابنة فرعون تنتشله من الماء فعرضت أم موسى نفسها لكي ترضعه وبالتالي اصبحت أمه مرضعته.
تحمي الامهات في كثير من الأوقات أولادها جسديَا ومن كثير من الأخطار. وايضًا تحمي الأمهات الأولاد من الإنزلاق الأخلاقي فتعلمهم الفرق بين الصواب من الخطأ فبذلك يحمين أولادهن روحيًا خاصة حين تكون الأم مؤمنة تابعة للمسيح، فتعلم أولادها محبة الرب منذ الصغر.
– حنة أم صموئيل هي مثال للأم التي تقدم أولادها للرب
طلبت حنة من الرب أولاد ونذرته للرب، فأعطاها الرب صموئيل، فقدمته له، وكانت تزوره في الهيكل، وبسبب تقدمتها صموئيل، أعطاها الله أبناء وعوضها عن صموئيل.
– المرأة الكنعانية مثال للأم المؤمنة
بذكر الكتاب المقدس قصة المرأة الكنعانية، الغريبة عن الشعب اليهودي، حيث اصيبت ابنتها بروح شريرة، فسمعت عن يسوع فازداد إيمانها أنه الوحيد القادر أن يشفي ابنتها، فذهبت إليه واختبر يسوع إيمان هذه المرأة، قال له يسوع : “يا امرأة عظيم إيمانك، ليكن لكِ كما تريدين”.
– نعمى حماة راعوث.. مثال للأم التي تحب زوجات أبناءها
يخبرنا سفر راعوث عن قصة نعمي زوجة أليمالك، نعمي تغربت في بلاد موآب بعد المجاعة التي حدثت في بيت لحم، وفي الغربة مات رجلها أليمالك كما مات ولديها “محلون وكليون”، وعند عودتها طالبت زوجات أولادها بالعودة لأهلهم، ونتيجة لذلك أصرت راعوث على البقاء معها أينما تذهب، لتعكس أن علاقة الزوجة بحماتها، هل هي علاقة حب وخدمة.
– أم طوبيا مثال للأم الصبورة
يخبرنا سفر طوبيا عن حنة أم طوبيا التي انتظرت عودة ابنها من رحلته، حيث قام بإرجاع مال أبيه “وأمّا حنة فكانت تجلس وتراقب الطريق الّتي يعود منها ابنها، وركضت حنة إلى ابنها وضمته إليها” (طو11: 5، 9)، وهي الأم التي تتلهف على عودة ابنها، وتعبر عن ذلك بمشاعرها.
– أم يوحنا المعمدان اعظم مواليد النساء
لقد كانت أليصابات عاقراً لا تحبل، وقد سمع الله لصلاتها وصلوات زوجها زكريا الكاهن، فحبلت في شيخوختها، وذهبت لها السيدة العذراء مريم خلال حبلها هي لكي تخدمها، وحينما رأتها أليصابات ركع الجنين في بطنها.
No Result
View All Result