أمهات في تاريخ المسيحية
(خدام مدرسة مار إفرام السرياني)
الأم لها أعظم دور في بناء أسرة و أولاد صالحين .. تعالوا نشوف أمثلة من الكتاب المقدس و تاريخ الكنيسة
دور الأم في الأسرة مهم جداً … و عليها يقع الدور الأساسي في التربية … و الكنيسة أحد أهم ألقابها إنها أمنا
تعالوا نشوف من تاريخ الكتاب المقدس و المسيحية مثال لأمهات كتبن التاريخ و كن قديسات عظيمات (طبعاً أولهن أمنا العدرا اللي لازم تيجي في بالنا لأنها أمنا كلنا) … و أمهات برضه أثّروا في التاريخ لكن من الناحية السلبية
في العهد القديم
- حواء:
أم كل حي … أول أم في التاريخ … اللي خرج منها هابيل البار … لكن برضه خرح منها قايين القاتل - امرأة نوح:
امرأة نوح واضح إنها كانت زوجة مطيعة … كأم: خرج منها سام و يافث اللي احترموا أبوهم … لكن خرج منها برضه حام اللي أخد ابنه كنعان اللعنة - سارة:
أمنا سارة شهد لها الكتاب إنها من (النساء القديسات المتوكلات على الله) … و جابت إسحق ابن الموعد بإيمان (زي ما بنشوف في عبرانيين 11) … لكن يُحسب عليها إنه لما اتأخر مجيء إسحق، أشارت على إبراهيم إنه يتجوز هاجر، و دي مكانتش خطة ربنا - امرأة لوط:
مثال سيء للأم … اللي قلبها لسة في العالم و الأشياء التي في العالم … اللي ماقدرتش تربي بناتها كويس و تفصلهم عن السلوكيات الوحشة اللي في المجتمع اللي حواليهم
… و دي برضه ذكرها السيد المسيح لما كان بيتكلم إننا مانبصّش للعالم ولا يبقى نفسنا فيه: “أذكروا امرأة لوط!” - رفقة:
أمنا رفقة اللي عزّت أبونا إسحق بعد موت سارة … وقعت في غلطة كبيرة في التربية هي “التمييز” … ميّزت في المحبة يعقوب عن عيسو
… و كانت النتيجة إن عيسو بِعِد خالص عن خطة ربنا، بينما يعقوب خدع أبيه عشان ياخد البكورية - راحيل:
المحبوبة … اللي يعقوب اشتغل 14 سنة عشان يتجوّزها
… ولدت يوسف الرجل العظيم … لكن للأسف برضه لما يوسف اتأخر عملت زي أمنا سارة، قالت ليعقوب اتجوّز جاريتي … و نتيجة لكده جه دان - يوكابد:
أم موسى … مثال رائع للأم!! مخافتش من أمر فرعون و حاولت تحافظ على حياة ابنها … و ربّت مريم بنتها على تحمّل المسئولية، لدرجة إنها كلّمت بنت فرعون عشان يوكابد تكون مرضعة لموسى
… و واضح جداً إن يوكابد ربّت موسى تربية تقية لدرجة إن موسى (زي ما بيشهد له العهد الجديد: “بالايمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلاً بالأحرى أن يُذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية”)
… و يوكابد ولادها هم: مريم النبية – هارون الكاهن رئيس كهنة العهد القديم – موسى النبي أعظم أنبياء العهد القديم - أم شمشون:
كانت ست تقية لكنها عاقر لم تلد … لما جه ملاك الرب يبشّر بميلاد شمشون و يوصي عليه كنذير، جه الأول للأم لوحدها قبل ما يظهر تاني لها و لزوجها منوح
… ربّت شمشون تربية كويسة … و حاولت كتير تنصحه و تحذّره من شهوته لكنه ماسمعش الكلام … لحد ما وِقِع تحت إيد الأعداء لكنه تاب في الآخر - راحاب:
اللي حياتها اتغيّرت 180 درجة … مش بس دخلت شعب ربنا، دي كمان اتجوّزت سلمون (ابن نحشون، كبير سبط يهوذا في الوقت ده) و ابنها هو بوعز العظيم … يعني بقت جدة السيد المسيح - نُعمى:
أم عظيمة تانية … رغم إنها راحت أرض أممية و سابت أورشليم وقت الجوع مع جوزها و ولادها … إلا إنها اهتمت جداً في اختيار زوجات أولادها
… كانت مؤثرة جداً فيهم لدرجة إن بعد ما ولادها ماتوا و قرّرت ترجع أورشليم، أصرت راعوث إنها ترجع معاها و تسيب شعبها و آلهتها - راعوث:
أممية تانية أصبحت من جدّات المسيح
… إخلاصها و عفّتها خلّوا حتى بوعز العظيم يختارها زوجة ليه … و أصبحت من جدّات داود النبي - حنة:
أم صموئيل أعظم القضاة … اللي كانت عاقر لكن تقية و مداومة على الصلاة إن ربنا يرزقها بابن و هي تكرّسه لربنا طول حياته
… و فعلاً حصل كده و صلّت حنة صلاة و تسبحة رائعة بنقراها في سبت النور (صموئيل الأول 2) … و جابت نبي و قاضي عظيم في وقت كانت كلمة ربنا عزيزة جداً - بثشبع:
إمرأة أوريا الحثي اللي أخطأ معاها داود و بعدين اتجوّزها … من الشخصيات المحيّرة
… جه من نسلها السيد المسيح برضه (لأنها كانت أم سليمان) … و سليمان الحكيم اللي كتب الجامعة و الأمثال و النشيد و الحكمة
… لكن طبعاً سليمان كان معروف إنه “مهما اشتهته عيناه لم يمسكه عنهما” … لكن الأكيد إنه كان بيحترم أمه جداً لدرجة إنه قام للقائها و سجد لها (ملوك الأول 2 : 19) … و كان لها دالة عظيمة عنده لدرجة إن أدونيّا استنجد بها عشان تستعطف سليمان عليه - المرأة الشونمية:
سيدة عظيمة، استضافت رجل الله إليشع و أكرمته مرات كثيرة … ولم تطلب منه شيء رغم أنها كانت عاقر، لدرجة إن جيحزي هو اللي نبّه إليشع إنها ماعندهاش ولاد
… و فعلاً جه الولد … لكنه و هو صبي، أصابته حمّى في يوم … و مات … لكن هذه الأم العظيمة تصرّفت بمنتهى الإيمان، أدخلت ابنها عليّة إليشع و أرسلت له، و لما قلق قالت له: سلام (يعني مافيش حاجة) … و لما جه إليشع صلّت بإيمان و قالت له … و فعلاً أقام إليشع ابنها
نقدر نعرف عنها أكتر من الوعظة دي - أم طوبيا:
رغم إنها في فترة ضايقت طوبيا زي ما عملت إمرأة أيوب له، إلا أننا في سفر طوبيا، الإصحاح الخامس نسمع عن هذه الأم المؤمنة … اللي لما كانت الحالة المادية صعبة، خافت ابنها يسافر و قالت مش مهم نعيش عيشة صعبة، المهم ابني يكون في أمان … و لما طمّنها طوبيت و قال لها ربنا هيحافظ عليه، آمنت، و فضلت منتظرة عودته بإيمان “وأما حنة فكانت كل يوم تجلس عند الطريق على رأس الجبل حيث كانت تستطيع أن تنظر على بُعد”
في العهد الجديد
- العدرا:
طبعاً أعظم أم في التاريخ … أم الله، أم النور … مهما اتكلّمنا عن العدرا مستحيل نوفّيها حقها - أليصابات:
أم يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء … نقرا عنها أكتر هنا - أم يعقوب و يوحنا:
أم ابني زبدي … اللي كان نفسها تشوف ولادها واحد عن يمين السيد المسيح و واحد عن شماله …
و ولادها ال 2 كانوا أقرب تلاميذ لربنا يسوع (مع بطرس)
… و بقى واحد فيهم أول من استشهد من الرسل … و التاني يوحنا الحبيب آخر من بقى حياً من الرسل - أم مرقس:
ابنها بقى رسول عظيم … و بيتها أول كنيسة في العهد الجديد، اللي أقامت فيها أمنا العدرا و الرسل، و حل فيها الروح القدس و تأسس فيها سر الإفخارستيا - المرأة الكنعانية:
أم إيمانها عظيم … بمنتهى الاتضاع احتملت كل الكلام و طلبت من السيد المسيح بإيمان و إصرار أن يشفي ابنتها … فنالت شفاء ابنتها و تطويب السيد المسيح لإيمانها - أفْنِيكِي:
أم تيموثاوس الرسول … اللي شهد لها القديس بولس: “إذ أتذكر الإيمان العديم الرياء الذي فيك، الذي سكن أولا في جدتك لوئيس وأمك أفنيكي”
في تاريخ الكنيسة
- القديسة مونيكا:
أم القديس أوغسطينوس، اللي تاب بسبب دموعها عليه - الشهيدة رفقة:
اللي شجّعت ولادها ال 5 على الاستشهاد و استشهدت هي كمان - الأم دولاجي:
اللي شجّعت ولادها الصغار في السجن على الحفاظ على الإيمان (في عهد دقلديانوس) … و استشهد ولادها على ركبتيها في عهد أريانوس واحد ورا التاني و أخيراً هي - الشهيدة يوليطة:
اللي كانت بتتضرب قدّام ابنها الرضيع، و كان أهم صلواتها ليه إن ربنا يعطيه إكليل الشهادة و مايبعدش عن الإيمان
أم الشهيد الصغير كرياكوس اللي ربنا استجاب لصلاتها وخلّى كرياكوس يضرب الملك لمّا حاول يخادعه و يخلّيه يترك الإيمان - القديسة صوفية:
أم ال 3 بنات (بستيس و هلبيس و أغابي): يعني إيمان و رجاء و محبة … شجّعت بناتها ال 3 الصغيرين على الاستشهاد رغم إنهم عذّبوا البنات و قتلوهم قدّامها - و كتيييير جداً غيرهم … زي القديسة سارة اللي سال دمها عشان تعمّد ابنها لما كانت المركب هاتغرق بيها و ربنا حسبها له معمودية
في الختام … تقريباً وراء كل قديس عظيم، أم عظيمة … ما أعظم الأم اللي قلبها متّكل على الله و مهتم بخلاص بيتها
- مقال (أمهات من الكتاب المقدس)
- مقال (أمهات قديسات في تاريخ المسيحية)