الأهل وأولادهم في العائلة المسيحية
للمتروبوليت بولس صليبا
ضع المسيح في بيتك
عندما أقول ” ضع المسيح في البيت” أعني أن نهتم به حيث نعيش .هذا ما يخفق الكثير من الأهل في فعله من جهة المسيح
نصلي إليه، نبني كنائس من أجله ، لكننا نخفق في أخذه معنا إلى البيت . نخفق في المجيء بمحبته ، بمغفرته ، بفهمه إلى بيوتنا.
تمنع الحكومات الغربية تعليم الديانة والصلاة في المدارس . يفرض علينا ذلك أن يعيدنا إلى بيوتنا حيث كل شيء قد بدا. أن تصير بيوتنا كنائس صغيرة.
إذا لم يسمح لأولادنا بالصلاة في المدرسة فليسمعوا والديهم يصلون في البيت.
إذا لم يتسنى لهم دراسة الكتاب المقدس في المدرسة فليدرسوه في بيوتهم. قد يخرج الكتاب المقدس والصلاة من مدارسنا ولكن لا يمكن لمخلوق اخراجهما من بيتنا حيث يتسنى لأولادنا أن يرتادوه.
يعلم الكثير منا أن اللغة لا تبلغ مركز كياننا تماما ما لم نتعلمها باكرا في بيوتنا .
المبدأ هو عينه في الدين . الإيمان الديني لا يبلغ مركز النفس عندما يأتي من خارج بيوتنا . لذا عليك أن تأتي بالمسيح إلى البيت أن تصلي مع أطفالك .
اقرأ الكتاب المقدس معهم
اقض بعض الوقت معهم ، دعهم يروك تصلي كل يوم أمام ايقونة العائلة.
يحكى عن اسقف زار يوما قبيلة في عمق افريقيا ، فحيّاه رئيس القبيلة قائلا: ” سيادة الأسقف”نحن نؤمن بالله .
لكنه أحيانا نشعر بأنه بعيد عنا ، كن أنت الله لنا اليوم . الأهل بالنسبة للأطفال يمثلون الله ، هم الكهنة الحقيقيون. كتب أحدهم
” لا يستطيع الطفل أن يميّز بين الأهل والله ، بالنسبة إليه الأهل هم الله … “
فإذا كان الأهل سيئين فإن الطفل يتعلم بأن الله سيء”.
عليكم أيها الأهل أن تأتوا بالمسيح إلى منزلكم ، تحدثوا إليه كل يوم . أعطوا أطفالكم أن يلتقطوا منكم اشعاع حضوره وانه حقيقي .
استفقد يوما كاهن احدى عائلات رعيته، سأل الزوجة :” هل يقيم المسيح في هذا البيت؟” ذهبت إلى زوجها في الغرفة الثانية وأعادت السؤال عليه فاجاب ” قولي له إننا نذهب إلى الكنيسة كل يوم أحد. ” فقالت الزوجة:
” لكن ليس هذا ما سأله”. سأل : ” هل يقيم المسيح في بيتنا؟”
إليكم هذه القصة :
ماري، بنت الخمس سنوات ماتت والدتها واعتاد أبوها أن يعود إلى البيت من عمله
ليجلس ويفتح جريدة اليوم ويشعل غليونه ويضع قدميه على رف الموقد ويقرأ. كانت الضغيرة تأتي إليه وتسأله أن يلعب معها قليلا لأنها تشعر بالوحدة .
فيجيبها: انه تعبان ولا يريدها أن تزعجه ، ثم يشير عليها بأن تخرج إلى الشارع وتلعب. فكانت تذهب وتلعب في الشارع . وحصل ما هو محتّم :
صارت الفتاة ابنة شارع ! ومرت الأيام وتوفيت .
بلغت روح الفتاة الأبواب اللؤلؤية فرآها الرسول بطرس فقال ليسوع : “سيدي ، ههنا فتاة سيئة يجب أن نرسلها مباشرة إلى جهنم
أجابه يسوع بلطف : كلا ، دعها هنا . ثم تجهّم وجهه وقال :” بل ابحث عن رجل رفض أن يلعب مع ابنته الصغيرة ودفعها للخروج إلى الشارع ، هذا أرسله إلى جهنم !”.
الأهل الذين يخصصون وقتا لصغارهم إنما يقولون لهم :” نحن نحبكم ، أنتم مهمّون بالنسبة لنا “
Discussion about this post