” أمنا مريم والعائلة”
الشماس جورج اسكندر
إنّ الكنيسة تطلب منّا ، أن نعمّق إيماننا، ونعي مسؤوليتنا، وذلك من خلال التأمل في سر مريم أم الفادي لأنّنا من خلال حياتها ودورها في سر التجسد والفداء، نكتشف كلّ يوم عمق الإيمان والثقة، اللذَين غمرا قلبها، وعظمة الدور الذي قامت به، في تحقيق مخطط الله الخلاصي.
فهي عندما قالت للملاك: «فليكن لي بحسب قولك» تجرّدت وتخلّت عن كلّ شيء، واختارت الدخول في مخطط الله، مع ما في ذلك من تضحية وألم وعذاب.
لقد قالت: «نعم» فقادها قولها هذا إلى أقدام صليب ابنها.
نحن أيضاً قلنا «نعم» للخلاص، عندما اقتبلنا سر المعموديّة ولكننا مع ذلك ما زلنا نسير بخطوات واجفة مضطربة.
لقد سمعنا الكثير عن دور العلمانيين في الكنيسة، هذا الدور الذي يتعاظم بعد المجمع الفاتيكاني الثاني. هكذا بات كلّ معمَّد يشعر بأنّه مدعو للإسهام على قدر طاقته في مسيرة شعب الله فلا مكان بعد اليوم للتقاعس والكسل، وإلقاء التبعات على الآخرين.
لقد تحرّرت طاقات العلمانيين، فاندفعوا للعمل في حقل الربّ جنباً إلى جنب، مع الكهنة والرهبان والراهبات، وذلك برعاية وتوجيه مطران الأبرشيّة، للقيام بكلّ المهام المنوطة بهم كأبناء للكنيسة.
نحن أيضاً كعائلات مسيحيّة، مدعوون إلى إعادة النظر في مسيرتنا من خلال التبصّر والتأمّل في دور مريم أم الكنيسة وأمنا.
حضور مريم في العائلة هو حضور للمحبة والسلام
إنّ حضور العذراء في العائلة المسيحيّة، ينشر بين أفرادها روح المحبّة والسلام، ولأنّها أم فإنّها تجمع وتلم شمل أبنائها، فقلبها الوالدي الذي يفيض بالمحبّة على الإنسانيّة كلّها. يحيط بالعائلة ويضمّها برباط الحب والسَّلام، لذلك نادراً مانرى الخلافات بين الزوجين، أو بين الوالدين والأبناء، في العائلات التي تكرّس نفسها للعذراء.
فإن أردنا أن ننعم بسلام روحي وبمحبة حقيقيّة علينا أن نكرّس عائلاتنا لقلب مريم الحنون، لأنّنا بهذا التكريس المعبّر عن إيماننا، وعاطفتنا الصادقة نحو أم الفادي وأمنا نختار, كما اختارت هي, تتميم مشيئة الربّ في حياتنا.
وهكذا نجتاز المحن والصعوبات، التي نصادفها في حياتنا بسلام الربّ ونعمته بين أحضان أمنا الحنون.
Discussion about this post