أقوال حول العائلة وتربية الأولاد
الأب بايسيوس الأثوسي
+ لا تعني العائلة شيئاً بالنسبة إلى كثيرين ممّن يعيشون بحسب المفهوم البشريّ. فهم إمّا لا يتزوّجون، أو إذا تزوّجوا لا ينجبون أولاداً، أو يسقطون الجنين بالإجهاض بحجّة أنّه لم يحن الوقت بعد. وهكذا يسيئون إلى أنفسهم إساءة كبيرة ويدمّرون حياتهم ثمّ ينسبون الإساءة إلى الله!!! بينما نرى عائلات مسيحيّة، رغم تعدّد أولادها، يعيشون حياة فرحة، مزدهرة، يشملهم الخوف الإلهيّ. هؤلاء العائلات هم بركة في أيّامنا الحاضرة.
+ تربط المحبّة البشريّة الناس بعضهم ببعض وهي مستمرّة باستمرار المادّة. وعند غياب هذه الأخيرة تغيب أيضاً المحبّة، فيسير، عندئذ البشر نحو الهلاك. وأمّا المحبّة الروحيّة الصادقة فإنها تبقى موجودة ، وإن حدث وفقد أحد الزوجين ماديّاته، تغدو أقوى وتربطهم ببعض بشكل أمتن.
+ ما إن يتزوّج الشابّان حتى يبدأ الغم والقلق للحصول على طفل. أقول لهؤلاء: اطردا عنكما الغمّ وعيشا روحيّا كما ينبغي وستريان كيف يأتي الطفل من ذاته. على الزوجين أن يكونا مستعدّين دوماً لتقبّل مشيئة الله في حياتهما. من يضع نفسه بين يدي الله، فالله لا يتركه. نحن لا نستطيع شيئاً دون معونة الله. وكلّ ما يصنعه الله إنّما يصنعه بموجب محبّته الكبرى للبشر. إنّ إنجاب الأولاد لا يتعلّق فقط بالبشر بل يعود إلى مشيئة الله أيضاً. فعندما يرى الله تواضعاً واستسلاماً لمشيئته لدى الزوجين الذين تعترضهما مشكلة في إنجاب الأطفال، فإنّه طبعاً سيرزقهما ليس ولداً واحداً بل جملة أولاد. أمّا التذّمر والتشّكي فلا ينفعان شيئاً ولو قصدا عدّة أطبّاء.
+ لكي نضمن نجاح الزواج يجب أن يتواضع الواحد أمام الآخر، أن يقلّد فضيلته وأن يتحمّل غرابة أطواره ونقائصه. وما يساعد الإنسان على مجابهة كهذه هو تذكّره الدائم بأنّ المسيح ضحّى بنفسه من أجل خطايانا، وصُلب على الصليب وتحمّل كلّ شيء من أجل ضعفاتنا ونقائصنا مع كونه بدون خطيئة ولا عيب. نعم إنّنا نشقى كثيراً من نقائص الآخرين ونقع بسببها في خطايا متعدّدة وكلّ ذلك بسبب الأنا والكبرياء.
+ أسمع هذه الأيّام أموراً غريبة مثلاً يهتمّ الكثيرون بأن يتزوّجوا دون أن يفكّروا بأنّ هدف الزواج هو إنجاب الأولاد وإعالتهم ماديّاً وروحيّاً. يقتصرون على إنجاب ولد أو ولدين متعلّلين بالعجز الماديّ، بينما نرى في البيت عدداً من القطط أو الكلاب يفوق عدد الأولاد ولا يشتكي الأهل من العجز الماديّ في تأمين مستلزماتهم؟!!
+ لا يمنح الله أحياناً كثيرة أولاداً للزوجين، وذلك كي يصبح أولاد العالم أجمع أولادهما، ولكي يهتما بالأولاد القريبين منهما روحيّاً. ولهذا أقول إنّ أفضل إنجاب هو الإنجاب الروحيّ، لأنّ الإنسان، حينئذ، يساعدهم على الولادة الروحيّة ويقودهم ليرثوا السماء. فأيّة ولادة أسمى من هذه؟!!
No Result
View All Result
Discussion about this post