الأيقونة
بعد أن قام فنانٌ شهير برسم لوحات عديدة، أراد رسم لوحة يضع بصمته فيها للأبد. أراد لهذه اللوحة أن تعبّر عنه، حتّى أن كلّ من نظر إليها يعرف أنّه هو الفنّان. تعب من أجلها كثيرًا، وجاءت تحفة ولا أروع. فرح بهذه اللوحة كثيرًا، لكن في أحد الأيام بينما كان هذا الفنان يمشي في حديقته هبّت ريحٌ، فوقعت هذه اللوحة وتهشمّت. حزنُ الرسام عليها كان كبيرًا جدًّا. قرّر ترميمها، فرمّم الخشب، ووضع الألوان، ولكن لم تعد اللوحة كما كانت.
قال في نفسه: هذه اللوحة تمثّلني، فيها منّي الكثير. لا لون ولا صباغ يعيدها إلى أصلها سوى ما هو منّي، لهذا سأستعمل دمي في ترميمها. وبدأ دمه يتغلغل في اللوحة. وكلّما دخل الدم في مسام اللوحة كلّما عادت إلى أصلها الأوّل.
هذه اللوحة هي الإنسان والفنّان هو الله. بعد سقوط الإنسان حاول الله ترميم الإنسان بشتّى الأنواع، فأرسل الأنبياء ووضع الناموس، لكن لم يعد الإنسان إلى ما كان. فجاء هو ورمّم الإنسان وأعاده إلى صورته/أيقونته الأصليّة.
حبّذا لو يدرك كلٌّ منّا أنّه أيقونة الله المرمّمة، وأنّه صورته على الأرض.
الأب رامي ونّوس
No Result
View All Result