نصل معا إلى أهم محطة في طريق الآلام.. اليوم نقف في المكان الذي بلغت فيه آلام المخلص ذروتها وتم الفداء على الصليب.. هنا نحن نسير في طريق الآلاِِم وهو الطريق الذي سلكها السيد المسيح من “باب الأسباط” إلى “كنيسة القيامة” عندما قام اليهود بتعذيبه وصلبه، وفيه عذب وجلد وحمل صليبه طول الطريق.
إن طريق الآلام فعلياً كما روى الإنجيل هو الطريق ابتداء من “بستان جثسيماني”، حيث تم القبض على يسوع وصولا إلى الجلجثة.. والجلجثة هو المكان الذي صلب عليه المسيح، وهو موقع مرتفع خارج مدينة القدس ويشرف عليها، ويسمى بالآرامية – وهي اللغة التي كان يتكلّم بها المسيح – “جاجولثا”، وتعني موقع الجمجمة.. “ولما أتوا إلى موضع يقال له جلجثة وهو المسمى موضع الجمجمة.” و يقال الجمجمة لأنه يقال أن آدم كان مدفونا في هذا الموقع أو أن الصخرة تشبه الجمجمة أو لكثرة المصلوبين في ذلك المكان وكثرة جماجمهم .. و هنا المسيح صُلِبَ ومات ليعطي حياة لآدم وبنيه (صُلِبَ على شجرة لأجل من مات بسبب شجرة).
و هذه الرحلة تشمل عدة مراحل:
1– من جثسيماني إلى مقر رئيس الكهنة قيافا.
2- من مقر قيافا إلى صالة المحاكمة بقصر بيلاطس.
3- من قصر بيلاطس إلى قصر هيرودس الملك.
4- من قصر هيرودس الملك إلى بيلاطس مرة أخرى.
5- من قصر بيلاطس إلى الجلجثة
طريق الآلام الذي نحن نسير عليه اليوم هو طريق داخل البلدة القديمة يعرف بطريق الآلام أو Via Dolorosa وتستطيع أن تقرأ اسمه على مفترقات الطرق وهو الطريق الضيق الملتف بين طرق أورشليم الضيقة أي داخل طرق البلدة القديمة.
عرف طريق الآلام أنه المسار الذي سار فيه المسيح حاملًا صليبه والذي يبدأ من مكان محاكمته – الذي يوجد فيه الآن دير راهبات صهيون Ecce Homo church ، وصولًا إلى مكان الصلب و هو تل الجلجثة وهو الآن داخل كنيسة القيامة.
هذا الطريق لا يتعدى 1 كيلومتر، وهو مقسم إلى 14 مرحلة وجدت إحياء للأحداث التي مر بها المسيح واشتراكًا معه في آلامه وموته على الصليب.. طريق الآلام أو “درب الآلام” نجد فيه: كنيسة الجثمانية، كنيسة القيامة، كنيسة القديسة مريم، كنيسة القديسة حنة، حديقة القبر المقدس، العيزرية، الجلجثة، كنيسة الصعود، كنيسة قبر البستان جثيماني.
كيلو متر واحد من المساحة زخر بقدسية وتاريخ كبيرين، درب بين أزقة القدس القديمة عبقت بقدسية مدينة الديانات، وسار به آلاف من الزوار والحجاج على درب المسيح، مبتهلين ومتضرعين بالصلوات، لتنقش على الحجارة صلواتهم وفي تاريخ القدس آمالهم وأدعيتهم.
سميت المنطقة بدرب الآلام نسبة للآلام التي عاناها المسيح في الطريق.. وتبدأ من “باب الأسباط” وتنتهي في “كنيسة القيامة”، وتحوي الطريق 14 مرحلة 9 منها في الطريق نفسه، وآخر 5 مراحل داخل كنيسة القيامة، وهو طريق مليء بالكنائس والمزارات سوف نتحدث عنهم فيما بعد .. تبدأ مراحل درب الآلآم المعروفة أيضا بدرب الصليب أو طريق الجلجلة، من حارة “باب حطة”، حيث تقع “المدرسة العمرية” المعروفة تاريخيا باسم “المدرسة الجاولية”، وتنتهي في داخل “القبر المقدس” بكنيسة القيامة.
مراحل طريق الألام:
المرحلة الأولى:تبدأ من مقر الوالي تيطس الذي أصدر منه حكم الصلب على السيد المسيح، و هذا المقر كان يوجد في مكان ما في البقعة التي تقوم عليها الآن مدرسة “الروضة” ومدرسة “راهبات صهيون” وما بينهما، وأنه هناك تم تتويج السيد المسيح بإكليل من الشوك.
المرحلة الثانية:قاموا الجند بتحميل الصليب إلى السيد المسيح، وأنه في هذا المكان قام الوالي بمخاطبة اليهود المجتمعين، قائلاً لهم: Ecce Homo أي “هذا هو الرجل”، لهذا فقد أقيم في هذا المكان قوس يسمى بهذا الاصطلاح Ecce Homo، وهو جزء من العمارة التي تملكها راهبات صهيون.
المرحلة الثالثة:وهي تقع عند الزاوية القائمة عند مفترق الطريقين، طريق الآلآم والطريق التي تصل بين “الواد” وباب “العمود”، حيث يقوم دير “الأرمن الكاثوليك”.
المرحلة الرابعة:وهي على بُعد أمتار من المرحلة التي سبقتها، والتقي المسيح في هذه المرحلة السيدة العذراء مريم.
المرحلة الخامسة:تقع عند الزاوية الكائنة عند ملتقى طريق الواد بأول العقبة المعروفة بعقبة المفتي، في هذه المرحلة شعر السيد المسيح بثقل الصليب وكاد يسقط على الأرض، فقام سمعان القيرواني وساعده في حمل الصليب.
المرحلة السادسة: وفيها قامت المرأة “فيرونيكا” بمسح عرق السيد المسيح، وفي هذا المكان يوجد منزل القديسة فيرونيكا وقبرها.
المرحلة السابعة:وتقع عند ملتقى درب الآلآم بالطريق التي تربط باب “خان الزيت” بباب “العمود”.
المرحلة الثامنة: وتقع في عقبة الخانقاه عند الدير المعروف بدير “مار لامبوس” للروم الأرثوذكس، وهنا السيد المسيح خاطب المرأة التي كانت تسير من خلفه باكية: “لا تبكي علي بل ابك على بلدكن – القدس – التي ستؤول إلى خراب.”
المرحلة التاسعة: تقع عند دير الأقباط إلى الشرق من كنيسة القيامة، حيث سقط المسيح تحت الصليب من شدة التعب.
المرحلة العاشرة:وهي داخل كنيسة القيامة نفسها وتتضمن تعرية المسيح.
المرحلة الحادية عشر:وتم فيها وضع المسامير في يدي السيد المسيح على الصليب.
المرحلة الثانية عشر:وتشمل موت السيد المسيح على الصليب.
المرحلة الثالثة عشر: وهي إنزال السيد المسيح عن الصليب، ويرمز إليها بالمغتسل أو حجر التحنيط في كنيسة القيامة، وهناك يقف المؤمنون ويحاولون تلمس الحجر.
المرحلة الرابعة عشر:وتشمل دفن السيد المسيح وقيامته، ويرمز لها بالقبر المقدس.
عزيزي القاريء اليوم نتذكر سويا عمل المسيح لخلاص البشرية فهو من جاء وتألم عنا لكي بآلامه يخلصنا.. فلنستعد هنا من أمام الصليب لنستحق غدا ان نقف معا بالقبر المقدس ونشاهد نور القيامة المقدس.