إن الملائكة أرواح سماوية موقوفة لخدمة العزة الإلهية. وهم على قول مار توما اللاهوتي، رسل الله، يقومون بما يكلفون به من أعمال لدى المخلوقات. فالملاك جبرائيل هو أحد رؤساء الملائكة الثلاثة الذين يذكر الكتاب المقدس أسماءهم وهم جبرائيل، وميخائيل، ورافائيل. وقد اختار الله كل واحد منهم لعمل خاص به.
فجبرائيل، ومعناه “جبروت الله” قد خصه الله بالبشارة وهو شفيع الفرح. كما قال هو عن نفسه، لما تراءى لزكريا في الهيكل: “أنا جبرائيل الواقف أمام الله، وقد أرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا” (لو 1/ 19). وهو الذي بشر سيدتنا مريم العذراء بتجسد الكلمة الأزلي، وهو الذي خلص دانيال من جب الأسد ولقنه نبوءته الشهيرة عن مجيء السيد المسيح إلى العالم. وعلى رأي كثير من العلماء: إن جبرائيل رئيس الملائكة سوف يصرخ بالبوق يوم الدينونة العامة لقيامة الأموات، لأنه كما قال البشير في مجيء المسيح الأول متجسداً لأجل خلاص البشر وافتدائهم كذلك يكون منذراً بمجيء المسيح الثاني دياناً بعد قيامة الأموات.
فيما نحيي عيد الملاك جبرائيل، نطلب من الله أن يرسل ملائكته ليبثّوا في عالمنا بشرى خلاص في مسيرة حياتنا هذه، وبشرى سلام في كلّ الرّبوع المضطربة، فتكون قيامته القريبة قيامة لكلّ النّفوس في كلّ أرجاء المسكونة.
فعلينا أن نقدم له الإكرام اللائق. ونطلب شفاعته لدى الله آمين!