“أمّا ثمر الروح فهو…. اللطف“
إنّها فضيلة صعبة الاقتناء. تعطي الإنسان حياة جديدة ومحبة لا متناهية بالروح القدس. يقول بولس الرسول: “المحبة تتأنى وترفق“(1كور4:13)
لا يوجد إنسان لا يلاقي الإساءات من الآخر، فهناك من يسيؤون فهمنا أو لا يفهموننا بالمرّة، وهناك من لا يقدّرون خدماتنا. وعندما نفعل معهم خيراً يجازوننا بالشرّ. وهناك من نتوقّع منهم العَون فلا نجد إلاّ التحطيم. فلا تتضايق عندما تتوقَّع خيراً من الناس ولا تجد. وعندما يسيطر الروح القدس على سلوكنا يعلّمنا اللطف مع الذين يسيئون إلينا. “فالبسوا كمختاري الله القدّيسين المحبوبين أحشاء رأفاتٍ ولطفاً وتواضعاً ووداعة وطول أناة، محتملين بعضكم بعضاً، ومسامحين بعضكم بعضاً إن كان لأحدٍ على أحدٍ شكوى. كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً” (كولوسي 12:3 و13).
قال بولس الرسول: “ظهر لطف مخلِّصنا الله وإحسانه، لا بأعمالٍ في برٍّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلَّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، الذي سكبه بغنى علينا، بيسوع المسيح مخلِّصنا” (تيطس 4:3-6). قال هذا وهو يذكر جيداً لطف الله عليه هو شخصياً، فقد أدركه وهو في الطريق إلى دمشق ليلقي القبض على المؤمنين بالمسيح هناك، فلم يتركه في شرِّه بل أدركه وخلَّصه. وكان بولس، حتى ذلك الوقت، يعتقد أنّه بار، لأنّه في غيرةٍ جسدانية كان يقاوم الكنيسة، ولكن لطف الله فتح عينيه على الحق، فجاهد في سبيل نشر الإنجيل،
وقال: “أسعى لعلّي أُدرك الذي لأجله أدركني المسيح يسوع” (فيلبي 12:3).
الإنسان اللطيف هو الذي يعامل كلّ الناس معاملةً رقيقة، وهو الذي ينفِّذ الوصية الرسولية: “معتنين بأمورٍ حسنة قدام جميع الناس” (رومية 17:12)💟☦️
(كالينيكوس، ميتروبوليت بيريا التراث الارثوذكسي )
No Result
View All Result