لماذا “قامت مريم مُسرعة”؟
الأب أنطوان يوحنّا لطّوف
إنصرف الملاك فقامت فمضت مُسرعةً إلى الجبل رغم طول المسافة وصعوبة صُعودَ الجبَل لتخدم أليصابات وهي حاملٌ في شيخوختها. لم يخبرها أحدٌ بحَبل أليصابات سوى الملاك، وهي صدَّقت تمامًا كما صدّقت أنّ يسوع تجسّد في أحشائها.
أسمعها الملاك كلامًا لم تسمعه ولن تسمعه امرأةٌ قَطّ: “أيتها الـممتلئة نعمة الرب معك. لقد نلت حظوة عند الله. ستلدين ابنا عظيما يُدعى ابن العلي ويجلس على عرش داود ويملك على بيت يعقوب أبد الدهر ولن يكون لملكه نهاية”،. وبهذا أدركت أنّ الآب والرّوح معها وأنّ لابن في أحشائها.
ورغم ذلك لم تتكبّر بل كانت أمينةً لما جاوبت به للملاك: “هاءنذا أمة الربّ”، أي خادمةٌ مُطيعةً له وهو قادها بوحي الرّوح لزيارة أليصابات. هناك تجلّى تواضعُها وخدمتها وطاعتُها كأمةٍ للربّ وكانت أليصابات أوّل مَن عرف وأعلن أنّ مريم هي والدة الإله.
ولم تسأل أليصابات عن صحّة حبلها لتتأكّد من كلام الملاك لأنّ إيمانها بالله مُطلقٌ ولا يفوقه إيمان بشر على الإطلاق. فهي لم تأتِ لزيارة أليصابات لتتأكّد من خبر حبلها بل لتخدمها ولهذا جاءت مُسرعةً لأنّها كانت على يقين من كلّ ما قيل لها ولهذا طوّبها الروح القدس بلسان أليصابات.
فبعد أن قالت مريم: “ها منذ الان تطوّبُني جميعٌ الأجيال”جاءها الجواب من أليصابات بقولها: “طوبى للتي آمنت بأنّه سيتمّ كلّ ما قيل لها من عند الربّ”
فأثبتَ كلام أليصابات أنّ تطويب مريم هو لأجل إيمانها، وبهذا افتتحت أليصابات تطويب مريم لجميع الأجيال.
لهذا تطوّب مريم أجيال الذين قبلها المتمثّلة بأليصابات، وأجيال الذين بعدها من لحظة البشارة حتّى انقضاء الدّهر ويتستفيض في تطويبها القدّيسون والمؤمنون جميعًا فينالون منها إنعامات غزيرة، فلنهتف مع أليصابات نحوها قائلين طوبى للتي آمنت بأنّه سيتمّ ما فيل لها من عند الربّ.” آمين.
2021/3/26
No Result
View All Result