إثنين الباعوث
الباعوث هي كلمة سريانية تعني القيامة. وإثنين الباعوث هو اثنين القيامة، وهو يوم الاثنين الذي يلي أحد القيامة أو أحد الفصح، وفيه تقيم الكنيسة خدمة القيامة كاملة كما في يوم العيد. وصلاة الباعوث هي صلاة الغروب التي تقام مساء العيد. كل الصلوات في أسبوع العيد فصحيّة ويختلف ترتيبها عن الترتيب العادي لصلاة الغروب. ما يميّز صلاة الباعوث أيضًا هو قراءة المقطع من إنجيل يوحنا (١٩:٢٠-٣١)
المتعلق بظهور السيد للتلاميذ في يوم القيامة.
وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!»
20 وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ.
21 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا».
22 وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ.
23 مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ».
24 أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ.
25 فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ».
26 وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلًا وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!».
27 ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا».
28 أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: «رَبِّي وَإِلهِي!».
29 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».
30 وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ.
31 وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.
جرت العادة في الكنائس البيزنطية الكاثوليكية والأرثوذكسية الانطاكية، وفي الكنائس الأرثوذكسية اليونانية والسلافية والروسية… أن يُقرأ هذا الإنجيل بلغات مختلفة للدلالة على إعلان قيامة المسيح للأُمم كلها بلغاتها المختلفة. في صلاة الباعوث يقام زيّاح حول الكنيسة بالإنجيل وأيقونة العيد يحملها الكاهن فيما تُنشد الجوقة تراتيل القيامة و عندما يصل الزياح إلى الباب الخارجي يقف الكاهن ويمرّ المؤمنون ويقبّلون الانجيل والأيقونة. إثنين الباعوث إذاً هو اليوم الثاني للقيامة المجيدة حيث تنطلق البشارة بقيامة المسيح بين التلاميذ ومن ثم بين الأمم كافة… يقام القداس الإلهي في الكنائس ويُقرأ فيه الإنجيل بمختلف لغات العالم رمزاً لانتشار بشرى القيامة ولأن الهدف من اثنين الباعوث هو زفّ خبر القيامة إلى كل الناس. هذه الخدمة أساسها العنصرة وحلول الروح القدس على التلاميذ ليبشّروا. وتجدر الإشارة إلى أن البطريرك في انطاكيا وسائر المشرق كان يدعو كل سفراء الكنائس المسيحية العاملة على الأراضي اللبنانية أو الإنطاكية للإحتفال بالفصح وكان يقرأ الإنجيل بلغات عدّة حتى يتمكن السفراء من فهمه على أن ينقلوا بدورهم هذه البشرى القيامية.
من بين التراتيل التي تُنشد في قداس اثنين الباعوث (وتسمى استيشيرات الفصح) هذه الترتيلة الرائعة:
ليقُم الله ويتبدد جميع أعدائه و يهرب مبغضوه من أمام و جهه.
إن فصحَنا المسيح المنقذ قد اتضح لنا اليوم فصحاً شريفاً، فصحاً جديداً مقدّساً، فصحاً سرّياً، فصحاً جليل الوقار فصحاً بريئاً من العيب، فصحاً عظيماً، فصحاً للمؤمنين، فصحاً فاتحاً لنا أبواب الفردوس، فصحاً مقدِّساً جميع المؤمنين.
كما يبادُ الدخانُ يبادون وكما يذوبُ الشمعُ من أمام وجه النار.
هلمّ من المنظر أيتها النسوةُ البشيراتُ، وخاطبنَ صهيون قائلاتٍ : اقبلي مّنا بشائرَ الفرح بقيامة المسيح يا أورشليم اطرَبي بحبورٍ وتهلّلي بسرورٍ لمشاهدتِكِ المسيح ملكك بارزاً من القبر كختن.
كذلك تهلك الخطأة من أمام وجه الله و الصِديقون يفرحون و يتهلّلون أمام الله ويتنعّمون بالسرور.
إنّ النسوة الحاملات الطيب، لمّا انتصبنَ في دَلجةٍ عميقة بإزاء ضريحِ المعطي الحياة، صادفنََ ملاكاً جالساً على الحجر، فطفِقَ يُخاطِبهنَّ قائلاً لهن ّهكذا : ما بالكنّ تطلبن الحيَّ مع الموتى، لماذا تندُبنَ في البلى المنزّه عن البلى، إذهبنَ وبشّرنَ تلاميذه.
هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ لنفرحَ و نتهلّل به.
إن فصحَنا الذي هو فصحُ الرب، قد أطلعَ لنا اليوم فصحاً مطرباً، فصحاً جليل الإعتبار، فصحاً نصافحُ فيه بعضُنا بعضاً بفرحٍ، فيا له من فصحٍ منقذٍ من الحزن، وذلك لأنّ المسيح قد بزغ اليوم من القبر كالبازغ من الخدرِ و أوْعبَ النسوة فرحاً بقوله بشِّرن الرسل بذلك.
– ففي مثل هذا اليوم المبارك، نتذكر طلاقة ألسن التلاميذ في عملية الكرازة بقيامة يسوع المسيح وهي فرصة مناسبة لتحصين ألسنتنا نحن من الخطيئة والإثم، فاللسان سلاح حاد يحيي أو ينهي، وإيماننا المسيحي مبني على هذا اللسان الذي يجب أن يجاهر بالمسيح في كل لحظة وأن يشهد للقيامة وأن يصلي بخشوع ومحبة. إذًا، انتشار بشرى القيامة تعتبر ميزة هذا اليوم، فالمسيح قام وها هو خبر قيامته يرفرف فوق العالم بإيمان ناثراً نعماً خلاصية لامحدودة.
ويوم “الباعوث” يرمز إلى انتصار إرادة الحياة على الموت، والفرح والكرامة على القهر والألم بالروح القدس المنبعث فينا والذي يجسد نشر المحبة والسلام في كل أنحاء العالم. فكما قام السيد المسيح من الآلام والظلمات إلى المسرات والنور
إعداد ريتا من فريق صوت الرب
No Result
View All Result