أين كان المسيح بعد الصلب؟
الأب أنطوان يوحنا لطوف
(1)
قال يسوع للص: اليوم تكون معي في الفردوس. كان اللص أول الذين خلصوا بموت يسوع لأن السقطة كانت باللص الأول آدم سارق الثمرة المحرمة لذلك أعطي الخلاص أولا إلى اللص بتوبته إلى يسوع الثمرة الإلهية المعلق على الصليب.
(2)
قول يسوع للص يعني أن يسوع كان بعد الموت في الفردوس لكن تقول صلواتنا: “أيها المسيح كنت في القبر بالجسد وفي الجحيم بالنفس وفي الفردوس مع اللص وعلى العرش مع الآب والروح مالئا كل شيء يا من لا يحده شيء”.
(3)
عند موت الذي لا يموت اهتم النبلاء بمراسم الدفن يوسف الرامي ونيقوديموس وغاب رؤساء اليهود وسكتوا بعد أن نالوا مرامهم ولم نسمع أنهم قاموا بتجنيز يسوع فالذين هتفوا: “إصلبه، اصلبه” أرادوا أن تنتهي الأمور عند هذا الحد.
(4)
لا ندري من أنزل يسوع عن الصليب لكننا نعلم من التقليد الشريف أنه أنزل أولا في احضان مريم. فهو عند انطلاقه إلى الفردوس عبر من خلال أحضان أمه التي كانت تعلم جيدا من هو ابنها وإلى أين هو ذاهب ولهذا استطاعت أن تبقى “واقفة” صامدة ولم يصبها الإغماء عند الصليب.
(5)
المجد لآلامك أيها السيد والمجد لطول أناتك وصبرك على أعدائك. نجنا من أن نخونك كما فعل يهوذا الذي باع دمك بعد أن أكل الخبز معك في عشائك الأخير
(6)
ويا أيتها الأم مريم الثكلى المفجوعة بموت وحيدها وقد جاز سيف الحزن في قلبها بحق آلامك المبرحة ودموعك الطاهرة إشفعي لدى ابنك المائت الذي في أحضانك أن يرحمنا ويشفي أسقامنا ويمنحنا حل الذنوب ويغفر كثرة خطايانا له المجد ولك الطوبى إلى دهر الدهور. آمين.
No Result
View All Result