Vتعريف :
+ فى اللغة العربية: العفة : ترك الشهوات من كل شىء – وعفيف : كف عما لا يحل ولا يجمل من قول او فعل .
+ فى اللغة اليونانية ،العفة او التعفف: Egkatein
+ فى اللغة الانجليزية ،عفة او تعفف : Chastity
او ضبط النفس : Self control
V مفهوم العفة
X عفة مطلقة : هى عفة وطهارة السيد المسيح فهو لم يرتكب خطية مطلقا ، فهو القدوس البار وقال عن نفسه “ولأجلهم (اى المؤمنين به) أقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضا مقدسين في الحق” (يو 17 : 19)
X عفة نسبية :هى عفة الإنسان وهى تتناسب مع مدى تمسك الإنسان بالعفة والتدقيق فى ممارسة التعفف ، فأن حياة العفة هى حياة فاضلة فى نظر الله والناس “النفس العفيفة لا قيمة توازنها.”(سيراخ26: 20)
X عفة خارجية : تشمل عفة الجسد وعفة الحواس من نظر وسمع ولمس وعفة اللسان واليد والحشمة فى الملبس والمأكل..الخ . ويلزم للإنسان المسيحي فى كل حياته أن يسلك فى التعفف فى كل شيء “وكل من يجاهد يضبط نفسه (يتعفف) في كل شيء“(1كو9: 25)
Xعفة داخلية : وتشمل عفة القلب وعفة الفكر وعفة النفس ، فالعفة هى ضبط للشهوات وعدم الانسياق وراء الشهوات الجسدية او الأهواء او المغريات المادية او الإدمان بأنواعه..الخ “لا تكن تابعا لشهواتك بل عاصي (قاوم) أهوائك.”(سيراخ18: 20)
X عفة المؤمنين : إن المؤمنين هم عروس المسيح العفيفة يجب أن يسلكوا بعفة وطهارة فى حياتهم خارجيا وداخليا كما وضح ذلك بولس الرسول ” فاني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح” (2كو11: 2)
V السيد المسيح مثلنا الأعلى في العفة
X كان المسيح عفيفا طاهرا : فهو البار والقدوس ، لم يفعل اى إثم او خطية ، وقد قال المسيح متحديا اليهود ” من منكم يبكتني على خطية..“(يو8: 46) قال القديس يوحنا الدرجى “المسيحي هو الذي يتشبه بالمسيح على قدر ما يمكن فى الأفعال والأقوال والأفكار .” !
X تعاليمه السامية عن العفة: وطهارة القلب والحواس
عن عفة النظر : قال “أن كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.. فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها و القها عنك (امنعها)..”(مت5: 28)
وعن عفة اليد : قال “وإن كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها و القها عنك (امنعها)..”(مت5: 30)
وعن عفة الكلام : قال “إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساب يوم الدين“(مت12: 36)
Vالعفة (التعفف) من ثمر الروح القدس
X ثمرة مباركة:إن العفاف فى المسيحية فضيلة ايجابية وثمرة من ثمار الروح القدس فى الإنسان الجديد الذى ولد من الروح ” أما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف”(غلا 5: 22)
X روح العفة : فأن التعفف هو ثمرة اشتراك روح الإنسان مع الروح القدس وقيادة الروح له ” لان كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله”(رو8: 14) قال القديس انطونيوس ” الروح القدس هو الذى يجعل الحرب (مع إبليس والإنسان العتيق) سهلة وأعمال التوبة حلوة .. يضع للعينين قانونا لكى تنظرا باستقامة ونقاوة ، وللأذنين أن لا يكون لها اشتياق أن تسمعا كلمات رديئة او اى أخبار عن سقطات الناس، بل تفرح بسماع الأمور الحسنة . كما يعلم الروح القدس العقل التمييز، وكل حركات الشهوة تنطفئ بقوة الروح القدس الذى يضع سلاما فى كل الجسد ، والنتيجة إن الجسد كله يتغير ويتجدد ويصير تحت سلطان الروح .”!
V سمات العفة المسيحية
العفة الشاملة : بمعنى أنها تتعلق بكل ما يختص: بعفة الجسد : كالحواس والملبس والمأكل ..الخ والتعفف عن الشهوات الجسدية “أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس” (1بط 2 : 11)
وعفة النفس : كالدوافع والميول والمشاعر ..الخ وهو ضبط شهوات النفس والشبع بالله ” النفس الشبعانة (بالله) تدوس العسل (شهوات العالم)“(أم27: 7)
وعفة القلب : كنقاوة القلب والروح والأفكار..الخ فالعفة الداخلية يبنى عليها كل تعفف من الخارج …” فوق كل تحفظ أحفظ قلبك لان منه مخارج الحياة” (أم4: 23) قال القديس مار افرام السرياني ” لنحب طهارة القلب والجسد لننجو من الدنس .”
العفة النامية : بمعنى إنها تزداد عمقا بقدر ما يزداد الإنسان أمانة لروح الله وخضوعا لمشيئته وطاعة لوصايا الله والعمل بها . كما إن العفة ترتبط بالفضائل الأخرى كالطهارة والصبر والتقوى ” في المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوى“(1بط1: 6) فأن الله يهب العفة للإنسان الذى يطلبها “علمت باني لا أكون عفيفا ما لم يهبني الله العفة”(الحكمة 8 : 21) قال القديس اكليمنضس “على الطاهر ألا يفتخر بطهارته بل ليعلم أن خالقه الذى منحه (بالروح القدس) أن يضبط نفسه (يتعفف).”
3 – الاجتهاد فى العفة : يلزم للإنسان فى جهاده الروحي لبلوغ الملكوت حياة التعفف فى كل شيء “كل من يجاهد يضبط نفسه (يتعفف) في كل شيء”(1كو9: 25) فأن حياة العفة تقربنا الى الله “الطهارة تقرب الى الله“(حك6 20) بل إن الله يعطى نعمة لطاهر القلب “من أحب طهارة القلب فلنعمة شفتيه (من الله) ..“(ام 22 :11)لذلك تكونوا دائما “ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف.” (1بط 3 : 2) قال القديس مار اسحق “العفة هى ميناء القداسة ، هى قلب تقى من كل رزيلة .”
Vمجالات العفة
عفة اللسان (التعفف فى الكلام) : هى ألا يتلفظ بكلمة بطالة لا شتيمة او كذب او حلفان او تهكم او إدانة او نميمة ولا اى خطية من خطايا اللسان ” إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساب يوم الدين لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان.”(مت12 36) قال القديس انطونيوس “احذر أن تتكلم بكلام فارغ ولا تسمعه من غيرك او تفكر فيه وليكن كلامك فى ذكر الله واستغفاره.”
عفة العين (التعفف فى النظر) : لا تشتهى ولا تستعلي ولا تستكبر ولا تنظر نظرة شهوانية من اى نوع … وهذا ما بينه المسيح ” إن كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه“(مت5: 28)فالإنسان العفيف ينظر بغير شهوة بل فى استحياء قال القديس اشعياء الاسقيطى” كن متحفظا لعينيك”
عفة الأذن (التعفف فى السمع) : هى التى لا تسمع ولا أن تسعى الى سماع كلام او أحاديث شهوانية او إدانة او مذمة … “وجه قلبك الى الأدب وأذنيك الى كلمات المعرفة (معرفة الله والخير)” (ام 23 : 12) قال القديس نيلس”أحفظ أبواب السمع وأبواب العينين فقد اعتادت سهام الشر الدخول من هذه الأبواب.”
عفة اليد : تعنى الأمانة وعدم السرقة او الاختلاس او قبول الرشوة وعدم ملامسة الأجساد بغرض نجس وعدم ضرب الآخرين او إيذائهم او تقديم ما يضرهم او يدمرهم مثل الخمور والمخدرات بسائر أنواعها… ” الطاهر اليدين يزداد قوة.”(أى17: 9)
عفة الجسد : فى بعدة عن كل شهوة رديئة مثل النجاسة والزنا بأنواعه وشهوة الأكل والراحة.. ” لان هذه هي إرادة الله قداستكم أن تمتنعوا عن الزنا.. لان الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة.“(1تس4: 3،7)قال القديس موسى الأسود “قهر الشهوة يدل على تمام الفضيلة والانهزام لها يدل على نقص المعرفة.”
V بركات حياة العفة
ننال نعمة وبركة : الإنسان العفيف ينال نعمة وبركة الله ” من أحب طهارة القلب (العفة) فلنعمة شفتيه يكون الملك (الله) صديقه”(أم22: 11) “الطاهر اليدين والنقي القلب.. يحمل بركة من عند الرب“(مز24: 4،5) قال القديس انطونيوس “الإنسان الحر هو ذاك الذى لا تستعبده الملذات الجسدية بل يتحكم فى الجسد بتمييز صالح وعفة. ” وقال القديس باخوميوس “أحفظ نفسك من الشهوة فهى أم جميع الخطايا والشباك ، والمقتنص بها يضل عقله فلا يعود يعلم شيئا من أسرار الله.” !
نزداد قوة : إن حياة العفة والطهارة تعطى قوة وصحة روحية وجسدية ، بل تمنع من أمراض تسببها النجاسة “أما الصديق فيستمسك بطريقه والطاهر اليدين يزداد قوة” (أي17: 9) ويوسف الصديق مثال للعفة والطهارة لذلك كان الرب معه وكان ناجحا فى كل حياته “وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا”(تك 39 : 2) قال قديس مار أفرام السرياني” تشبه بعفة يوسف وحكمته وصبره واتبع سيرته …إياك والنجاسة فهى تفصل الإنسان عن الله ، واهرب من جميع ملذات (شهوات) الدهر الحاضر .”وقال القديس مار اسحق“أحب العفة كى لا تخذل أمام الله عند الصلاة .” !
لبس الثياب البيضاء فى السماء : وعد الرب فى سفر الرؤيا الذين يعيشوا حياة العفة والطهارة فى حياتهم ، بأن يكونوا معه فى السماء ويكتب أسمائهم فى سفر الحياة فالذين” لم ينجسوا ثيابهم (أصحاب العفة) فسيمشون معي (مع المسيح) في ثياب بيض (فى السماء) لأنهم مستحقون ، من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ولن أمحو اسمه من سفر الحياة..”(رؤ3: 4،5). قال القديس مار افرام السريان ” حب السلامة والطهارة لتؤهل لمعاينة وجه الرب الإله .. الطهارة تسبب فى هذا الدهر مديحاً وفخراً وفى العتيد تفيد إكليلا .” !
V تدريبات لحياة العفة
+ ابتعادك عن العثرات والاعثار بالحواس يجعلك فى بعد عن الافكار الخاطئة .
+ حافظ على عفة اذانك بتعودها على سماع التراتيل والعظات .. وحافظ على عفة عينيك بتطلعك للمسيح وللسماء والقديسين..
+ درب ايديك بان لا تمتد الى ما لغيرها ولا تفرح بربح قبيح او رشوة او عيش مسرف بل تسرع فى خدمة المحتاجين والعطاء..
+ ابتعد بلسانك عن الادانة والتهكم والكذب والكلام الغير بناء ..
+ اما قلبك اى انسانك الداخلي فيمتلئ بمحبة الله والمشاعر المقدسة والعواطف الروحية..
+ درب نفسك على تلاوة صلاة يسوع وبعض الترانيم المعزية فتهرب الأفكار النجسة كما تهرب الحشرات من النور.
+ في معاملاتك مع الجنس الاخر ، تتعامل معهم كأخوة أحباء باحترام ونقاء ، دون إزالة للكلفة أو خدش للحياء ، وإنما بود وإعزاز ، كأعضاء معك في جسد المسيح أو في أسرة الإنسانية.