الغطاس أو اعتماد المسيح
6 كانون الثاني
نمجّد ونشكر سرّ تدبيرك يا يسوع الحبيب
يا من تنازلت من ملكوتك باتضاع عجيب
تَهابُ الملائك أمرَ لاهوتك السامي الرهيب
وتجثو امامك بخوفٍ وارتعاد واحترام مهيب
وأحنيت ذاتك نحو التجسد واقتبلت العار
واتلدتَ بالفقر مترديًا في ثوب الاحتقار
وقد صرت مثلنا ومعنا ترددت نحنُ الاشرار
لكي ترفعنا من حضيض الظلام لدار الانوار
يا باري الكل يا من كابدت من أجل الانام
فقرًا وعُريًا وجوعًا وتعبًا باكمل اهتمام
أيها المجوب عن السارافيم صفوف الاضطرام
واليوم اقبلت نحو الاعتماد بورع واحترام
ولما عاينك النبيّ البتول ابن العاقر
آتياً تعتمد وانت القدوس النقي الطاهر
فمانعَ قائلًا إني لمحتاج أيها القادر
أن اعتمد منك لكي تكسوني ثوبًا فاخر
فجاوبتَ البتول فخرَ القصّاد باحتشام عظيم
دعني اعتمد لانقذ آدم من سجن الجحيم
احنيتَ رأسك واعتمدتَ منه باتضاع جسيم
وفتحت لنا بسرّ اعتمادك أبواب النعيم
يا لسرٍّ عجيب كيف المصنوع يمنحُ الصانع
سرّ الاعتماد وهذا امرٌ يُذهلُ المسامع
وكيف العالي فوق الاردن ينحني خاضع
ومن يوحنا يَقبل العماد ساجدًا طائع
والآن نطلب من فيضِ رحمتك وجودِكَ العميم
بسرِّ اعتمادك إغفرْ خطايا جمعنا الاثيم
واحفظ كنيستك وأبعد عنها كل رأي سقيم
وامنح بنيها ان يتشبثوا برأيها المستقيم
وشرّف رأسها الحبر الاعظم اساس الايمان
واحفظ بنيها المسيحيين من كل طغيان
واشف المرضى وامنح الخطأة صفحًا وغفران
واذكر الموتى في ملكوتك كنز الاحسان
Discussion about this post