سلام رئيس السلام
“الرَّبُّ يُعْطِي عِزًّا لِشَعْبِهِ. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلاَمِ” (مزمور 29: 11).
قبل مجيء يسوع، كنا نعيش تحت ثقل الخطية الذي لم نكن نستطيع الهروب منه، وكانت هناك فجوة بيننا وبين الله لم نتمكن من عبورها. لقد كان العالم المحطَّم يتوق منذ وقت طويل إلى السلام، فالخطية تمثل عبء ثقيل، والانفصال عن الله هو من أعمق آلام الروح. لكن الله كان يعرف تمامًا ما نحتاجه وأرادنا أن نعرف من الذي سيأتي، لذا قبل مجيء يسوع إلى الأرض بسبعمائة عام، شاركنا الله بالأخبار السارة عن من سيكون يسوع المُخلِّص، سيكون رئيس السلام (إشعياء 9: 6).
تستخدم كلمة ملك وكلمة رئيس في العبرية بالتبادل، مما يعني أن الرئيس يجسد قوة الملك وأن لديه السلطة والتفويض للحكم والمكانة الملكية للملك. لذا فإن يسوع ليس فقط رئيس السلام، بل هو ملك السلام، وبصفته ملك السلام، فهو وحده مانح السلام.
كلمة “السلام” في العبرية هي شالوم، وهي كلمة ذات مغزى كبير. تعني كلمة شالوم الرفاهية الكاملة – ليس مجرد شعور بالصفاء العقلي أو العاطفي، بل تعني أن تكون كاملًا، ولا تفتقر إلى شيء. إنها تعني انتهاء القلق والإضطراب وملء الفراغ. أينما سار يسوع على الأرض، كان يأتي بالكمال؛ فكان الأعمى يرى، والمريض يُشفى، والعواصف تهدأ، والخاطي يتوب.
لا يمكن أن يكون هناك شالوم في قلب لا يسكنه يسوع المسيح، وهو لا يتواجد في قلب منقسم بين محبة الله ومحبة العالم. كيف إذًا نحصل على هذا السلام؟ لكي نختبر سلام رئيس السلام علينا أن نُخضِع كل جزء من حياتنا له. يمكننا أن نعرف السلام الدائم الأبدي لأن يسوع نفسه أصبح هو سلامنا بذبيحته (أفسس 2: 14-18).
لقد كلف سلامنا يسوع الكثير إذ مات على الصليب من أجل خطايانا. لقد تألَّم يسوع ليكون لنا فرح ورضا وسلام في علاقة تصالُح مع الآب. بفضل المسيح، تم تدمير حاجز الخطية الذي كان يفصلنا عن الله، وبفضله يمكن أن نشعر بالسلام في وسط عواصف الحياة، ويمكننا أيضًا أن نختبر الكمال والرضا.
صلاة: يا رئيس السلام، أظهِر لي جوانب حياتي التي لم أُخضِعها بعد لك، وساعدني لكي أطرحها عند قدميك. أصلي في اسم يسوع. آمين.