” المحبة أساس البناء “
للأب بطرس أنور
المحبة هي الفضيلة الأولى بل هي جماع الفضائل كلها. وعندما سُئل السيد المسيح عن الوصية العظمى في الناموس، قال إنها المحبة” تُحب الرّب إلهك من كلِ قلبك، ومن كُل فكرك، ومن كل قدرتك، وتحب قريبك كنفسك ” وبهذا يتعلق الناموس كله والأنبياء. ولذلك حيث تملك المحبة فهناك الله، والله يحب الإنسان بدون شروط مهما كان الإنسان في حالة النّعمة أو في حالة الخطيئة، من أهم شروط الحبّ هو أن يكون بلا شروط لأن الحبّ المشروط ليس حبّ حقيقي، ولذلك الله يحبنا حب بلا شروط، وقد جاء السيد المسيح إلى العالم لكي ينشر المحبة، المحبة الباذلة المعطية، محبة الله للناس، ومحبة الناس لله، ومحبة الناس بعضهم لبعض. وهكذا قال لرسله القديسين: “بهذا يعلم الجميع أنكم تلاميذى، إن كان فيكم حب بعضكم نحو بعض”. وبهذا علينا أن نحب الله، ونحب الخير.. ونطيع الله من أجل محبتنا له، ومحبتنا لوصاياه..ولذلك عندما يتكلم بولس الرسول في نشيد المحبة يؤكد تماماً على المحبة الفاعلة، فعل اتجاة الآخرين، ” لو تَكَلَّمتُ بلُغاتِ النَّاسِ والمَلائِكة، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما أَنا إِلاَّ نُحاسٌ يَطِنُّ أَو صَنْجٌ يَرِنّ. ولَو كانَت لي مَوهِبةُ النُّبُوءَة وكُنتُ عالِمًا بِجَميعِ الأَسرارِ وبالمَعرِفَةِ كُلِّها، ولَو كانَ لِيَ الإِيمانُ الكامِلُ فأَنقُلَ الجِبال، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما أَنا بِشَيء”. ( 1كور 13/1-2 )، رغم ذلك نرى أشخاص في حياتنا لا يعشوا محبة حقيقية بسبب محبتهم لذواتهم، لذلك أساس خطية عدم المحبة، هي محبة الذات. وعندما لا نحب نشعر بضيق في حياتنا، بعدم فرح ولذلك علينا نحب ونحب.
المحبة هي أساس البناء، بناء حياتنا وحياة الآخرين، المحبة تجعلنا في سعادة، المحبة الحقيقية تجعل الإنسان سعيدًا دائمًا في حياته. المحبة حب حر مجاني لذلك المحبة هي دائماً مبادرة الله.” لأنه أحبنا قبل أن نحبه ” (1يو 4:19). تربطنا بالله علاقة الحب، لا علاقة الخوف. لأن الخوف يربى عبيدًا، أما الحب فيربى الأبناء، لذلك علينا نعيش المحبة مع ذواتنا ومع الآخرين ومع أبنائنا، رغم من الممكن هناك تحديات أمام الإنسان، بل علينا نستمر في الحب مهما كانت التحديات، كما استمر معلمنا الصالح يسوع المسيح، أحبنا إلي النهاية، واذلك المحبة هى موقف وعمل اتجاه الآخرين، وكما قالت (الأم تريزا كلكوته) ” يجبُ أن يُترجم الحبُّ، في صورةِ عملٍ، وهذا العملُ هو الخدمةُ” وأيضاً المحبةُ لا تعرفُ الطبقاتِ ولا العنصريةَ أو الجنسيةَ، المحبةُ تسخرُ من الحدودِ، المحبةُ لا تَقبلُ بالحربِ، المحبةُ أقوي من الموتِ. المحبة هى شفاء وتستطيع التغلب على كل شيء، علينا أن نحب الجميع وبالأخص من لم نقدر نحبهم بسبب خلافات أو نزعات، علَّمْني يا ربُّ ألاَّ نفكرْ إلا بالآخرين، وأَنْ نبدأَ بمحبةِ غيرِ المحبوبين.المحبة هي أن تحب كل شخص ولاسيما الشخص الذي لا تشعر نحوه بأي انجذاب، أو إنك تشعر أنه غير جدير بمحبتك، فأنت يجب أن تحب حباً صادقاً لأن المحبة انسكبت فيكَ من خلال عمل الروح القدس، وأن نحب وأن نغفر كما يحب ويغفر الله،هذا نهج حياة لا يمكنه أن يعرف الانقطاعات أو الاستثناءات( البابا فرنسيس ). لذلك يا أحبائي المحبة هى أساس بناء حياتنا.
No Result
View All Result