كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس
كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس هي كنيسة تعتبر مقر مطرانية الروم الأرثوذكس في بيروت والأقاليم التابعة لها. وهي أقدم كنيسة موجودة بالمدينة، تقع بالقرب من ساحة النجمة في العاصمة اللبنانية بيروت. وهذه الكنيسة بُنيت على أنقاض كنيسة أنستسي الرومانية القديمة.
التاريخ
بنيت هذه الكنيسة على أنقاض كنيسة «أنستسي» بقرار من الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني، ونفذ العمل أسقف بيروت أستاثيوس سنة 450 بعد الميلاد، وكانت قد بنيت بالقرب من مدرسة الحقوق والتي أسسها جستينيان الأول. دمرت بواسطة زلزال سنة 551 وأعيد بنائها خلال القرن الثاني عشر. سنة 1759 دمرت بزلزال آخر ضرب المنطقة، ليعاد بنائها من جديد بمذبح واحد مخصص للقديس جاورجيوس، لكنها انهارت بعد 3 سنوات. أعيد بنائها على شكلها الحالي سنة 1772 وأصبحت بثلاث مذابح.
تعرضت في العصر الحديث للحرق والتدمير أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، لكن بعد انتهاء الحرب تم البدء بحملات تنقيب واستكشاف ثم إعادة ترميمها وافتتاحها سنة 2003، كما تم افتتاح متحف أسفل الكنيسة سنة 2010، تعرض فيه الفسيفساء والمدافن القديمة.
تضررت الكاتدرائية بشدة في انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020
متحف القبو الأثري
في عام 1994 ، كشفت الحفريات الأثرية التي أجريت داخل ومحيط كاتدرائية القديس جورج قبل بدء أعمال الترميم النقاب عن عدد من القطع الأثرية والآثار التي تمتد على العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية والعصور الوسطى والعثمانية.
كان الهدف من التنقيب هو تحديد موقع كاتدرائية أناستاسيس البيزنطية فيما يتعلق بالكاتدرائية الدائمة وفي النهاية تثليث موقع كلية الحقوق القديمة في بيروت. كشفت الحفريات أيضا عن تسلسل الاستخدام الديني المستمر للموقع.
تم تشكيل لجنة برعاية مطرانية الروم الأرثوذكس في بيروت للإشراف على الحفريات وإنشاء متحف القديس جاورجيوس للسرداب الأثري. ترأست اللجنة التأسيسية عالمة الآثار ليلى بدر التي شغلت منصب مديرة متحف الآثار في الجامعة الأمريكية في بيروت وضمت نبيل عازار وياسمين معكرون بو عساف وكاتيا نعمان صالحة وريتا كاليندجيان.
تم تمويل إنشاء المتحف من قبل أبرشية الروم الأرثوذكس في بيروت بتبرع من مؤسسة جاك ونائلة سعادة. [2] [9] تم افتتاح المتحف في 3 ديسمبر 2011
يتكون المتحف من سرداب يمتد تحت جزء من الكاتدرائية حيث يسير الزوار عبر 12 محطة تعرض الطبقات الأثرية والتاريخية المختلفة. [2] [9] تبلغ مساحة المتحف 250 مترا مربعا (2700 قدم مربع) ، ويمكن الوصول إليه من خلال خرق في جدار أساس الكاتدرائية ودرج مبني أمام الجانب الشمالي للكنيسة. قرب نهاية الدائرة ، يفتح القبو على قسم زجاجي يوفر إطلالات على مذبح الكاتدرائية.
يتضمن العرض عددا من الاكتشافات مثل المصابيح الزيتية وأنابيب التدخين والفخار والتماثيل والأواني والحلي المسيحية. تشمل الآثار الأخرى المحفوظة في الموقع أجزاء من مذابح الكنائس القديمة والحنية والفسيفساء والنقوش الحجرية وشواهد القبور والأعمدة ، وبعضها ينتمي إلى كاردو ماكسيموس في المدينة القديمة.
تضم المنطقة المحفورة أيضا مقبرة حيث تم فتح 25 مدفنا. كانت المقابر موجهة على محور شرقي-غربي ، مع مواجهة الرأس للغرب. تتكون هذه القبور من مسار واحد من الحجر الرملي مغطى بألواح حجرية كبيرة. تم الكشف عن كمية كبيرة من المسامير الحديدية في المقبرة مما يشير إلى استخدام التوابيت الخشبية في عادات الجنازة. من بين المقابر المكتشفة مقبرة تحتوي على هيكل عظمي لرجل يرتدي تاجا برونزيا ، مع رأس سهم حديدي وثلاث تمائم برونزية موضوعة على صدره.
كاتدرائية القديس جاورجيوس بنيت على أنقاض كنيسة القيامة واحتفظت بأيقوناتها الذهبية رغم الحرب الأهلية..
كاتدرائية القديس جاورجيوس تعتبر من أقدم كنائس بيروت للروم الأرثوذكس إن لم تكن أقدمها، حيث تقول مديرة متحف الكنيسة إنها بنيت على أنقاض كنيسة القيامة (القرون الأولى) قرب مدرسة الحقوق الرومانية الشهيرة مؤكدة أن بناء الكنيسة الحالى يعود إلى القرن السابع عشر (لوجود وثيقة عثمانية فيها مؤرخة سنة 1080ه)، وكانت آنذاك كنيسة متواضعة هى الوحيدة فى المدينة.
عرفت هذه الكنيسة بدير مار جرجس لجمعها مراكز كنسية مختلفة: مقر متروبوليت بيروت، مقر للرهبان، مركز المجلس الملي، مدرسة، مكتبة، مستشفى، مطبعة (كانت أول مطبعة عربية فى بيروت) تقول مديرة متحف الكنيسة وتضيف : ثم جرى توسيع الكنيسة على مراحل، سنة 1715 فى عهد المتروبوليت نيوفيتوس جرى توسيعها وتجديدها بطريقة شبه عشوائية وحين تضررت الكنيسة سنة 1759 بهزة أرضية، تم جمع الأموال لتوسيعها وترميمها فامتدت الأشغال من 1764 الى 1767، وفى السنة نفسها سقط سقف الكاتدرائية أثناء القداس على رؤوس المؤمنين فتوفى تسعون رجلا، وأعيد ترميمها سنة 1772 فى عهد المتروبوليت يواكيم وضمت ثلاثة هياكل: فى الوسط هيكل القديس جاورجيوس، ويمينا ً هيكل القديس نيقولاوس، ويسارا ً هيكل مار الياس.
تشير مديرة المتحف إلى إيقونات الكنيسة وتقول إنها زينت من خشب الجوز المغشى بالذهب عام (1783) وجمل بأيقونات تعود غالبيتها الى القرن الثامن عشر وفى عام 1904 جرى توسيعها مجددا وزينت بجداريات غطت جدرانها وسقفها، وتم تصوين ساحتها وحرمها.
أما أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التى وقعت ما بين أعوام 1975 و1990 تؤكد مديرة المتحف أن الكاتدرائية تضررت وسرقت معظم أيقوناتها وأوانيها وحرق جزء من الأيقونسطاس والباقى سرق، وتهشمت الجداريات، وما تبقى منها ساءت حالته بأحوال الطقس لأن سقفها تضرر.
وتستكمل: عام 1995 أعلن سيادة متروبوليت بيروت وتوابعها الياس عوده عزمه على ترميم الكاتدرائية فبدأت الأعمال بإزالة الركام وتدعيم السقف وإجراء الحفريات الأثرية ودراسة وضع المبنى، وأدت الحفريات الأثرية الى اكتشاف آثار ثلاث كنائس، أقدمها كنيسة القيامة (وكانت سنة 551 تهدمت بالهزة الأرضية التى دمرت مدينة بيروت، فوقها آثار كنيسة تعود إلى القرن الوسطى، وفوقها آثار كنيسة من القرن الثامن عشر، إضافة الى اكتشاف مقبرة وقطع موزاييك وأوان كنسية مختلفة، والعمل جار على تحويل الحفريات الى متحف جوفى.
وتتابع تبقى من الكنيسة القديمة “الأيقونسطاس” الذى تم العثور على أجزاء منه فجرى ترميمها وأعيدت صناعة الأقسام المسروقة منه وضم القديم الى الجديد، والأرضية التى أصلحت وزينت بالموزاييك، وإحدى قطع الموزاييك نسخة عما وجد تحت الكاتدرائية، وكذلك التى جرى ترميمها بمعرفة فريق روسى رمم ما كان صالحا ً منها ونزع عن الحائط ما كان مشوها وألصقه على قماش ووضع فى صالون الكنيسة، ويعمل حاليا ً فريق من الرسامين اليونانيين على رسم ما تبقى من جداريات.
على حوائط الكنيسة ترى أيقونات للقديسة هيلانة، والقديس قسطنين، ولوحات لأحد العنصرة وقيامة المسيح فى سقف الكنيسة فى السقف مع حامل أيقونات من الذهب الخالص وترى أيضا لوحة للقديس إفرام السريانى يقول من يحب الله يزدرى بالنفايات ويطلب معرفته.
أما يوحنا الدمشقى فيعد بالآخرة ويقول من يتذوق المرجوان يطرح عند الحاضرات، بعدها تأخذنا مديرة المتحف فى جولة أسفل أنقاض الكنيسة التى تستطيع رؤيتها أسفل الكنيسة الأولى مغطاة بألواح زجاجية.
References
- ^ Jump up to:a b c d e f g Papapostolou, A. (17 March 2012). “Greek Orthodox Cathedral of Saint George: The Oldest Church in the City of Beirut”. Greek Reporter. Retrieved 17 March 2013.
- ^ Jump up to:a b c d e f Abi Yahgi, Jeanne D’arc (April 2011). مكتشفات بيروت تروي تاريخها. مجلة الجيش (in Arabic). Lebanese Army. Retrieved 18 March 2013.
- ^ “”Anastasis” ancient Roman cathedral”. Archived from the original on 16 May 2019. Retrieved 3 June 2016.
- ^ Orthodox Archdiocese of Beirut. “Orthodox Archdiocese of Beirut – Who we are”. Orthodox Archdiocese of Beirut. Retrieved 17 March 2013.
- ^ Jump up to:a b Kassir, Samir (2005). تاريخ بيروت (in Arabic). Dar an-Nahar. ISBN 9953-74-101-8.
- ^ Jump up to:a b c d e f Bader, Leila (2010). Saint George Cathedral though history. Beirut: The archaeological crypt museum of Saint George cathedral of the Greek Orthodox.
- ^ Jump up to:a b c Discover Lebanon. أماكن العبادة في لبنان – أماكن العبادة المسيحية في لبنان (in Arabic). Discover Lebanon. Retrieved 17 March 20