” كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم”. ( يو 18:17)
الآب أرسل الابن، والابن أرسلنا، وبالتالي فنحن مندوبون ومفوّضون من المسيح ذاته لنشر رسالته في العالم أجمع. ” إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم. ( متى 19:28). أوكل إلينا الرب يسوع هذه المهمة في العالم، وإذا ما قبلنا بها فنحن نمثّله على الأرض بحيث أننا رُسله. والرسول هو مندوب يحمل رسائل رسمية، وبهذا المعنى نفهم مدى أهمية عملنا كمسيحيين مؤمنين بيسوع المسيح في هذا العالم.
أرسل الآب الابن لأنّ الإنسان بحاجة ماسّة إلى التّحرّر من عبوديّته. كذلك الابن يرسلنا لأنّ الإنسان الّذي لم يتعرّف بعد على المسيح ما زال ينوء من ثقل العبوديّة. وإذا ما تخلّف المسيحيّ عن تأدية هذه الرّسالة فمن يفعل؟
ليس بمقدور الإنسان المؤمن بيسوع المسيح أن يغيّر العالم، لكنّ بمقدوره أن يغيّر نفسه ويبدّل سلوكه الحياتيّ من خلال اتّحاده بيسوع المسيح، وبذلك يغيّر جزءاً من العالم. وبالتّالي لا يجوز لأيّ مسيحيّ أن يتنصّل من مهامه ويقلّل من قيمته الرّسوليّة ويتنحّى جانباً. بل وجب عليه أن يناضل في سبيل تحقيق صورة المسيح في العالم. لم يطلب منّا المسيح ما هو فوق قدرتنا، فلكلّ منّا نعم ومواهب ممنوحة لنا منه ضمن قدراتنا. يكفي أن يعمل كلّ منّا بحسب هذه النّعم فيحقّق مشيئة الرّبّ.
في كلّ مرّة يتخلّى مسيحيّ عن رسالته، يساهم في حجب نور المسيح عن العالم ليسمح للظلمة بالانتشار. وفي كلّ مرّة يتحدّى مسيحيّ ظلمة هذا العالم ويجاهد في سبيل تحقيق وصايا الرّبّ، يضيء جزءاً من العالم وينقذ نفوساً كثيرة.
أيّها المسيح الحبيب، أنر قلوبنا بنورك البهيّ واجعلها متوهّجة بحبّك اللّامحدود. هبنا أن نخدمك في كلّ النّاس فنوجّه نفوسهم إليك. يا من أنت النّور الّذي لا يفنى والحبّ الّذي لا يتلاشى، هبنا أن نحقّق صورتك في البشريّة كلّها حتّى ترنوَ إليك وتعاين مجدك. أنت الّذي يليق بك كلّ مجد وإكرام وسجود، مع أبيك وروحك الحيّ القدّوس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين. أمين.
No Result
View All Result