شرح في سبت إقامة لعازر:
لعازر اسم أرامي- عبري ( אלעזר Elʿāzār ) معناه “الله مؤازري”.
1 – تنتهي فترة الأربعين يوماً من الصوم، بمعناها الحصريّ، يوم الجمعة من الأسبوع السادس، أي قبل أسبت لعازر.
2- يحتلّ سبت لعازر مكانة خاصة جدًا في السنة الليتورجيّة. إنّه يقع خارج أيّام الفترة الأربعينيّة، وكذلك خارج أيام الأسبوع العظيم الذي يبدأ يوم الإثنين بعد الشعانين.
3- خدمة هذا السبت هي في الحقيقة خدمة قياميّة بامتياز كخدمة يوم أحد. ففي الدورة الصغرى، مثلاً، أي دورة الإنجيل، يقول الكاهن “خلّصنا يا ابن الله يا من قام من بين الأموات”، وليس “يا من هو عجيبٌ في قدّيسيه” التي ترتّل في سائر الأيّام الأخرى من الأسبوع. كذلك يقول في ختام القدّاس “يا من قام من بين الأموات لأجل خلاصنا”. هذه هي تعابير القيامة التي تعلن عادةً في قدّاس يوم الأحد الذي هو قدّاس قيامي، وليس في سائر الأسبوع، وبهذا يكون سبت لعازر حالة استثنائيّة في السنة، إذ يعتبر يوم قيامي بامتياز.
4- هذا السبت مع أحد الشعانين الذي يليه هو مقدّمة فرحة للأسبوع العظيم. كما يجمعه أيضاً بأحد الشعانين الموقع الجغرافي للحدث، إذ إنّ بيت عنيا هي مكان إقامة لعازر ونقطة انطلاق الرّب يسوع في صعوده إلى أورشليم.
5 – نجد في تراتيل السَحَر تفسير الكنيسة لهذه القيامة: “سبقت يا مخلّصي فحقّقت قيامتك المجيدة لما أعتقت من الجحيم لعازر…”. هذا هو المعنى الرئيسي لإقامة لعازر: إنّها “تحقيق” مسبق لقيامة المسيح وغلبته على الموت. “أيّها المسيح إنّك أنهضت من الجحيم لعازر… وقبل موتك زعزعت اقتدار الموت…” ، “أيّها الموت إن المسيح قد سباك الآن بواسطة لعازر، فأين غلبتك يا جحيم؟ ها بكاء بيت عنيا عاد بالاًلم عليك. ونحن جميعنا نقدّم للمسيح أغصان الغلبة والظفر”.
6- تعلن أيضًا إقامة لعازر قيامة الموتى التي هي نتيجة لقيامة الرّب يسوع المسيح: “سبت لعازر عيد لكل الراقدين، إذ يؤكّد إيماننا بالقيامة ويوضحه”.
وينبّهنا السيّد بكلامه لمرتا إلى تعليم مهمّ جدًا متعلّق بالأموات: “سيقوم أخوك، فقالت له مرتا أنا أعلم أنّه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير. فقال لها يسوع: “أنا هو القيامة”.
إن إيمان مرتا كان غير مكتملًا من ناحيتين:
هي تكلّمت على قيامة سوف تتم في المستقبل وحسب، ولم تدرك معنى هذه القيامة الحقيقيّة المتجسّدة بالربّ يسوع المسيح.
فالرّب يسوع يؤكّد أن القيامة هي حدث حاضر منذ الآن لأنّه هو القيامة والحياة وهذه تهئية ليوم القيامة العامة الأخرويّ الذي سيعلنه الرّب يسوع المسيح في المجيء الثاني.
يعيش الراقدون بالمسيح وفيه. وترتبط حياتهم بحضور يسوع الشخصي في حياتهم وتظهر فيه. نحن بيسوع لسنا أمواتًا.
7- تظهر هنا بوضوح تام وبشكل رائع طبيعة يسوع الإلهيّة الكاملة وطبيعة يسوع البشرية الكاملة.
فنراه يبكي وفي الوقت نفسه يأمر لعازر بالخروج من القبر، غالبًا بذلك الموت. فموت لعازر وإقامته هو إماتة للموت وليس للإنسان.
لذا تنشد الكنيسة: “أيها المخلّص، بتخطّرك وتدميعك وتلكّمك أظهرت فعل ناسوتك، وبإنهاضك لعازر أظهرت فعل لاهوتك”.
8- صحيح أن الرسالة في هذا اليوم لا ترتبط بإقامة لعازر، ولكنّها مليئة بالحقائق الروحيّة، كما يمكن تطبيق هذه الآيات على رأفة الرّب يسوع بلعازر وبكلٍّ منّا: “اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ.لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُك”.
المرجع: الأب ليف جيلله بتصرّف.
لنصرخ من قبر خطايانا بكلّ صدقٍ إلى الرّب ليفتح آذان نفوسنا وعقولنا، ولنسمع صوته ينادينا: هلمّوا خارجًا، فننهض معه إلى حياةٍ أبديّة.
نعم، حتّى ولو أنتنّا في خطايانا، قيامتنا بالرّب ليست مستحيلة.
لنذهب الآن إلى بيت عنيا للقاء يسوع، قد حضر المعلّم وهو ينتظرنا، فلنسرع إليه.
No Result
View All Result